أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - وأخيراً اختلطت علينا الأمور















المزيد.....

وأخيراً اختلطت علينا الأمور


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:48
المحور: حقوق الانسان
    


ولله العظيم اختلطت الأمور علينـا ’ اسودها مع ابيضهـا واصبح اللون رمادياً اقرب الى الظلام بالكامل لانعرف مـن نحـن .. لمن ننتمـي ... ؟ نتذكر فقط : اننـا عراقيون من الجنوب والوسـط’ ابناء عشائر مظائفها تنضــح
كرمـاً واريحيـة ’ نعيش مـع اشقاء لنا في التربـة والثروات والعادات والهموم والأفراح والأتراح من المسيحيين والكرد والصابئـة المندائيين.. نمتلك الماشيـة ومنهـا الجاموس المسالم المعطاء الصبور ’ يترفع خلقاً وشرفاً ووداعـة عـن نزوات وساديـة العقيـد المغمور وشذوذ وعدوانيـة وغـدر ملوك ورؤسـاء دول الجوار.. ونعلم اننا اسلاميون وشيوعيون ولبراليون وعلمانيون وقوميون ولدينـا برامج حزبيـة تثبت ذلك ’ ونعلم ايضاً ان جغرافيتنـا مغطات بخيمـة مـن النخيل وعلى ضفاف الأنهر بساتين لأحلـى الخضـر والفواكـه وعند بدايات الأهوارعلمنا اجدادنـا زراعـة الرز والعنبـر’ ومـن خلال ثقوب ثيابنـا ( الدشداشـه ) الممزقـة نـرى تحت اقدامنا ذهبنـا الأسود بحجـم اكثر مـن نصف احتياطي العالم ’ واخيراً اكتشفوا لنـا اولاد الحلال من المحتلين والغزات الغربيين’ ان تاريخنـا يمتـد لأكثـر مـن سبعـة الآف عاماً ’ فيـه ومنـه ابتداءت الحضارات والمعارف والأديان السماويـة والرسل والمصلحون ’ تلك هي هويتنا العراقيـة التي لا نعرف ولا نقبل غيرهـا .
فـي بغداد ولأول مـرة اسمـع بأني شروكـي ومعيدي وابن الشوارع احيانـاً ’ وهذه الألقاب لم اسمع بهـا في العمارة والبصرة والناصريـة واعلم ان اهلـي متطرفون فـي الكرم والنبل والوفاء .
عـراقي (عربـي ) انتمـي الى وطـن اغلبيتـه مسلمون .. شريعتهم اسلاميـة .. حكومتهم ومجلس نوابهـم ومجلس امنهـم اسلاميـة نهريـه ونخيلـه وجسوره وحسينياته وجوامعـه وجامعاتـه ومدارسـه واسره ورموزه اسلامية ’ اعرافـه وتقاليده وشرف وضمائر اهلـه اسلاميـة الزواج والطلاق والنكاح بأشكالـه اسلامياً ايضاً ’ حتى الذبـح والتفخيخ وزرع العبوات الناسفـة والبهائم الأنتحاريـة اسلاميـة المنشأ والتصدير والأستعمال 100% .
لا نعلم ولله وما كنا نعلـم ولا نرغب ان نكـون ولا يمكن ان نكون رافضيين صفويين محكوماً علينـا اسلامياً بالذبح والقتل والتفجير والأغتصاب .
من اين اتت كل تلك التهـم والشهود والأحكام الجاهـزة غيابيـاً وحضورياً ... ؟ .
اسماءنـا’ لهجتنـا مدننـا وجغرافيـة اهلنـا وثرواتهـم ومراكز عباداتهم تهم دامغـة’ ورغم حقيقـة هويتنـا الصارخـة فالشهود كثـر والتهم محبوكـة على اننا روافض صفويين مدانين ومحكومين ومنبوذين منذ الاف السنين .
خادم الحرمين الشريفين شاهـداً ’ العقيد الأهوج ورؤساء جمهوريات اليمن السعيد وسوريا الشقيقـة والسودان المسلم والمدافعون عن القدس الشريف من حماس الى الجهاد والأسر الخليجيـة ومجالس النواب والشورى والهلال الأحمر وجامعـة الأفتاء السياسي ومراكز ومؤسسات الأعلام العروبي الأسلامي بكل طاقاتـة ’ كل هؤلاء وغيرهـم شهوداً على اننا روافض صفويين وعملاء احياناً ويجب تفجيرنا اسلامياً وعروبياً .
ااسماءنا ان كنا ’ حسن وعبد الزهرة وكاظم وعبد الحسين وجعفر ومـن المدن الجنوبيـة جميعهـا ادلـة تبرر استباحة دمنـا وسلخ جلودنـا ’ وكذلك سفك دم سوك مريدي والجوادر وساحـة النهضـة وجسر الصرافيـة وحيث نتواجـد ’ واصبحت دمائنـا سبباً وطريقاً قصيراً سهلاً لدخول الجنـة حيث وهم مجالسة النبي وتفريغ قيح تراكمات الفشل والشذوذ والعقد النفسيـة والأجتماعيـة في جعب الحور الحسان .
لا نعلم والله منذ متـى اصبحنا روافض وصفويين محكوماً علينا بكل بشاعات التصفيات والأبادة الجماعيـة .
نصدقهم لو انهم اتهموا ابناء الجنوب بعاطـي الشعـر والنثر والفنون والغناء والطرب والأبداع وامتلاك التقاليد والأعراف المتحضرة التي تمتد جذورها الى الاف السنين ... وديعون مسالمون لم يبخلوا بمنح ثقتهم حتى وان كانت سبباً لتكرار عثراتهـم ... مجتهدون نافعون حولوا الجنوب الى فراش اخضـر غزير العطاء ’ ومن اجل وطنهـم واصلوا وفاءهـم مضحون حتى ضاقت ارضهم بمقابرهم الجماعيـة .
هؤلاء هـم ابناء الجنوب والوسط العراقي .. لا اعرف كيف ومتى ولماذا تـم اختزالهـم كرافضـة وصفويين في زاويـة الأدانـة والأحكام نافـذة المفعول .
متى سنكون ابرياء ونتجنب مخاطر العنصريين والقوميين والشوفينيين واحكام الموت الجماعي ونتجاوز قدرينا
وقسمتنا كخدم وشرطة وحرس ليلين وسواقاً لعوائل الباشوات وجنوداً تفترسنا كوارث مغامرات الحروب والأوبئـة والتصفيات والأبادات الجماعيـة المنظمـة ... ؟
ضـد من ادافع عن نفسي ...؟
ضـد الأسماء الآخرى ... ضـد المذاهب والمدن العراقيـة في الطرف المقابل ... ؟
مـن نحن ومـن هـم ... ومن يقودنـا ومن يقودهـم في معارك الجنون وفورة الغش والنفاق ...؟
متى سنتخلص من عقدة خوفنـا منهـم .. ومن اخطار تكرار ابتلاعنـا من قبل قروش الموت التاريخيـة التي تتربصنــا مـن شمالنـا وغربنـا وشرقنـا ’ ويقتنعوا بأننـا تاريخاً وحضارة وجغرافيـة وثروات سوف لن تكون جـزاءً داخـل خارطـة احلامهم القوميـة والطائفيــة .
لن نفهـم ونفضل ان لا نفهـم الا حقيقـة واحـدة ... اننا بعد الآن لا يمكن ان نعود الى الخلف حيث تاريخ عبوديتنا ... ولا يمكن ان نستكين الى الجوع وتحت اقدامنا ثروات يسيل عند محرابهـا لعاب اقتصاد العالم .. ولا نسمح ان تسرق ثرواتنا وتهرب ونحن نتفرج عرياً وخسارة وخذلاناً .. او نتعاطى الأمية والجهل ومعارف اجدادنـا تتحدث عن تاريخهـا الحضاري متاحف الدنيا ومراكزهـا الثقافيـة .. كما لا نتعامل ثانيـة مع من يحاول ان يلغي دورنـا فـي الأبداع والبناء والتكامل والتقدم واعادة الوجـه الحضاري لمدننـا وامتداد جغرافيتنـا وتعميم تجربتنا وانجازاتنـا الى كامل الجسد العراقي ... سنمـد يـد التسامح والمودة والعيش المتكافيء للجميع لكننـا سندافع عن اهلنا ومدننا وحقوقنـا ان وجدنا انفسنا مضطرين .
سنرتب بيتنا ونطهر صفوفنـا ونسد المنافذ بوجـه اختراقات الدجالين والوسطاء والعلاسين وبواسطـة الوعي الجمعـي سنخلق مـن يمثلنـا ويحمي ديارنا ويكون كفوءاً لتمثيلنا طليعـة وقيادة ... فقط لاننا نريد ان نتقدم نحو موقعنا اللائق تاريخياً لنكون كما كنا نموذجاً عراقياً وانسانياً ولدينا كل ما نستطيع بـه ان نعيــد امورنـا الى نصابهــا .
مهمـة مـن تلك ... ؟
الوسطاء والوكلاء والعلاسين المعطوبين وطنيتاً ومذهبيــاً ... ؟
قطعـــاً ... لا ..
الهجين الغريب العجيب من جهلاء المليشيات ومنظمات وزمـر التدمير المشبوهي الولاء ... ؟
ابــداً .. لا ..
الأنتهازيون والنفعيون الزاحفون خلف ما يتساقط من بين انياب رموز الشفط الحزبي والعشائري والأسروي ... ؟
ابـــداً .. لا ..
انهـا مهمـة الملايين مـن ابناء الجنوب والوسط العراقي ’ مهمـة الخيرين الأوفياء لأهلهـم ’ ناكري الذات مـن اجل مستقبل اجيالهـم .. رجال الدين الأفاضـل’ سياسييون ومثقفون ... كتاب وشعراء وعلاميين وباحثون ونقابيون ومصلحون اجتماعيون .
انهم كثـر سيخرجون حتماً مـن زوايا حصاراتهم وتهميشهم وقمعهم واخطار تصفياتهـم ’ لقـد ضاقوا اختناقاً بواقعهم وابتداءوا حراكهـم وآن اوان دورهـم وسوف لن يتركوا العراق واقفاً على راسـه متعباً بهرول على كفيـــه



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علينا اللطّم والتطبير ... ولكم ما تبتغون
- الشهيد الكردي الفيلي : تحيتي
- العار في قمة العار ...
- المذاهب ... واشكالية الأنتماء الوطني
- الكلمة الأخيرة لمن ...؟
- دولتنا : فيها دول !!! .
- . العراق في المزاد العلني
- الطنطل ... في ايضاح
- لا تحزني ميسان
- نساء العراق ... تحيتي
- الجرح العراقي
- العراق مملكة الرموز المبجلة
- هل من اهل لهذا العراق ... ؟
- صابرين والمشهداني : وحهان لفضيحة واحدة
- دور الجماهير في الخطة الأمنية ...
- خطة امن ... في بيئة اللا أمن
- الرسالة عارية : من يستحقها ... ؟
- كركوك : مدينة لأهلها ...
- عروبة السقوط في الأمتحان الآخير
- بين المصيبتين ... يحترق العراق


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - وأخيراً اختلطت علينا الأمور