أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود














المزيد.....

سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 570 - 2003 / 8 / 21 - 05:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أهتز العالم يوم أمس بسبب دوي الانفجار الذي  نتج عن الهجوم التفجيري على مقر الأمم المتحدة في بغداد،فالهزة لم تكن هزة عادية، بل كانت مثل الهزة الأرضية،وأقوى من الزلزال،لأن الضحايا من عمال وموظفي الأمم المتحدة،ومن الأبرياء والمدنيين،وعلى رأسهم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة،سيرجيو دي ميلو،الذي قضى تحت أنقاض المبنى المدمر،بعدما عجز المسعفون والمنقذون عن إنقاذه. لأن الهدف مدني ودولي وليس عسكري أو أمني،ولا هو إسرائيلي أو أمريكي، أو حتى للحلفاء الذين يحتلون العراق.

لم يكن دي ميلو من أعداء العراق ولا من أصدقاء الاحتلال،ولم يأتي إلى بغداد ألا لمساعدة الشعب العراقي في استعادة كيانه والثقة بنفسه وبناء ذاته من جديد. و كان الرجل من الذين  وهبوا أنفسهم للسلام،لذا وصل بغداد،وباشر عمله من مكتبه الصغير، الواقع في أحدى زوايا فندق القناة، في قلب عاصمة الرشيد،هذه العاصمة التي تبدلت حياتها وأصبحت أيامها سوداء ولياليها منارة بقنابل الإضاءة.

 

 أنها يد الإرهاب التي لا تريد السلام للعراق،امتدت لتعصف بسيرجيو دي ميلو، ولتقتل معه الآمال التي علقت على دور للأمم المتحدة، ليكون بداية الطريق لطرد الاحتلال الأمريكي، البريطاني، اللممي(من لمم) ولا يمكن تسميته الأممي ( من أمم)،لأنه لا يعبر عن موقف الأمم المتحدة، أو مواقف شعوب العالم، التي تمثلها تلك الدول. ودي ميلو كان ممثلا للأمم المتحدة،وليس لبوش أو الإدارة الأمريكية حتى يتم قتله واغتياله بهذه الطريقة الأفتراسية،التي لا تنم عن شيء، سوى العداء لكل ما هو دولي بحجة أن الدول والأمم المتحدة مرتهنة لإدارة بوش. 

هذا المنطق العاجز لا يمكن أن يحرر العرب من الأحتلالات القديمة والجديدة،لأنه منطق يائس وبائس،لا يستطيع إعادة الأمور لنصابها والبلدان لأصحابها والاحتلال لمصادره ومنابعه.ولا يمكنه كسب معركة الرأي العام أو التعاطف الدولي،بل أنه جلاب للغضب والسخط والعداء على كل ما هو  مقاومة وعربي،هذا أن كان الذي قام بالعملية مقاوما عربيا. فهذه العملية ليست وليدة الصدفة ولا هي من بنات أفكار شخص معين أو مجموعة صغيرة،أنها عملية لها رسالة معينة،وسيترتب عليها عواقب كبيرة ووخيمة،ثم أنها سوف تمتد مثل خيوط العنكبوت لتشمل وتغطي جهات عدة وكثيرة. فهل ستكشف الأيام القادمة من يقف خلف تفجير سفارة الأردن في بغداد وهذا التفجير كذلك.

 نقول العملية ليست سهلة،ولا هي بالصدفة،لكنها مرتبة ومعدة سلفا،بإصرار وتدبير رؤوس تعي ما تريد،وهذا ما يجعلنا نتوقف عندها،والتحري عن الجهة التي تقف وراءها،لأنه لا يوجد مصلحة للمقاومة العراقية في ضرب الأمم المتحدة،لأنها تنعكس سلبا على تلك المقاومة،وقد صدر اليوم الأربعاء بيان عن المقاومة العراقية يدين تلك العملية. وقد فعلت المقاومة خيرا عندما دانت الهجوم على مقر الأمم المتحدة،لأنه لا يخدم سوى الأعداء،ويعطي الأمريكان ومن معهم من التابعين، والموالين والعاجزين في هيئة الأمم مبررا  لتكريس الوجود الاستعماري والاحتلال الأجنبي في العراق. خاصة أن أمريكا ومن معها لازالوا غير قادرين على انتزاع اعتراف رسمي بحكمهم  للعراق،لان حكمهم حكم احتلال وليس برضا الشعب العراقي،أو على الأقل بموافقة أغلبية هذا الشعب،فلا يوجد ما يؤكد عكس ذلك،لأن المجلس الانتقالي في العراق،لم ينتخب من قبل الشعب،ولا يمكنه تمثيل كافة فئات الشعب،مع أنه يمثل قوى عراقية أساسية لها وزنها ودورها في العراق،كما أن لها جماهيرها في الشارع العراقي.

أن مقتل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق،لن يمر بسهولة،وسيبقى مؤثرا لفترة طويلة على عمل المنظمة الدولية،خاصة أن  دي ميلو سبق وخدم في كوسوفو وتيمور الشرقية ورواندا،وكان يستعد لممارسة عمله في بغداد في مفوضية حقوق الإنسان، حيث هذه المفوضية كانت موكلة بمتابعة ملف حقوق الإنسان التي انتهكت سابقا ولازالت تنتهك يوميا في العراق،وكأن البلاد لازالت على سابق عهدها،وكأن الأمريكان ومن معهم من القوى المحلية حلوا ليكونوا مكان النظام المخلوع،وليعملوا بطرق لا تتصل بالعمل والوسائل الديمقراطية،التي تكفل حقوق الإنسان وخاصة المدنيين في زمن الحرب والاحتلال..

أنها فعلا نهاية محزنة لرجل كانت مهمته حفظ السلام والحفاظ على حقوق الإنسان في بلد لم تكن فيه أية حقوق للإنسان،ولم يزل الإنسان فيه بلا حقوق، وبحنين للسلام المفقود، حتى الآن.

 

 Oslo  / أوسلو 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء الصحافة بين نارين
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود