أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تقي الوزان - السباق مع الزمن














المزيد.....


السباق مع الزمن


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حدد الأمريكان مسؤولية "القاعدة" في أعتداءات 11أيلول , ووجهوا أنذار الى دولة طالبان في افغانستان لأنهاء الملاذ الآمن ل"القاعدة" . وفي حالة عدم تسليم ابن لادن وقيادات القاعدة , او طردهم خارج افغانستان, فسوف تشن امريكا حرب على دولة طالبان . ولم تستجب طالبان , فشنت الحرب عليها وانهت دولتها بعد ان حشدت خلفها التوافق الدولي . هذا مفهوم من الأمريكان , ولكن غير المفهوم هو السكوت الأمريكي طيلة هذه السنوات الأربعة على النشاطات العدائية للنظام السوري الهادفة لتقويض المشروع الأمريكي في العراق . ولم يجري حتى توثيقه من خلال تقديم شكاوى الى الأمم المتحدة من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة منذ سقوط صدام ولحد الآن. رغم وجود مئات المستمسكات , والأعترافات من قبل الذين القي القبض عليهم , والى قبل يومين صرح احد القادة الأمريكان بأن من اربعين الى ستين أرهابي يدخل العراق يومياً من الأراضي السورية . ومنع بث الأعترافات من الفضائية العراقية , لأن هذه الأعترافات تثير هذا السؤال المحير . ولماذا يجري التجهيل بمسببي سفك الدماء العراقية , وتعلق فقط على شماعة القاعدة والبعث الصدامي , وتسجل الجرائم ضد مجهول .
ومن ناحية النظام الايراني , فالأمريكان يتمنعون من التصادم معه على الساحة العراقية , بعد ان اكتشفوا عمق اختراقه الطائفي للوضعية العراقية , وعدم منح هذه الساحة فرصة تستنزف مشروع الصراع الأكبر وهو ازاحة النظام الايراني برمته , بعد ان يهزم في مشروعه النووي .
الايرانيون يدركون هذا جيدا , ويدركون ايضاً حجم الزخم الدولي خلف المشروع الأمريكي . ويبنون دفاعاتهم بالمقابل بتشديد الضغط على مكونات الأحزاب الشيعية الطائفية لضمان ولاءات أكثر جذرية , تبقيهم ضمن دائرة الصراع الايراني الامريكي , وتبعدهم أكثر عن دائرة صراع أعادة بناء العراق . وخروج حزب" الفضيلة" من قائمة "الائتلاف" , واعاقة سير طائرة السيد رئيس الوزراء , وتصريحات الناطق الرسمي للحكومة العراقية السيد علي الدباغ بطلب مساعدة الدول العربية لأنقاذ العراق من جموح رغبة السيطرة الايرانية , دلائل واضحة لعدم قبول العراقيين الحقيقيين من الشيعة للأملاءات الايرانية الطائفية .
ان التبرير الامريكي الذي يقول ابقاء العراق ساحة مفتوحة لسحب الارهابيين من مختلف انحاء العالم وتصفيتهم عليها , لم يعد مقنعاً , نتيجة عدم جدية الحسم مع هؤلاء الارهابيين , مثل اطلاق سراح البعض منهم , والتعتيم على المنافذ التي يستخدمونها , والجهات التي تساعد بوصولهم . ومن ناحية أخرى طول الفترة التي أستحوذها هذا التبرير , وكان يمكن ان تحدد بسنتين او ثلاثة , وان لاتطول لتصبح احد نقاط الضعف الأساسية في ادارة الصراع , لتتمكن قوى الارهاب التي جاء الامريكان لمحاربتها [ القاعدة والنظامين الايراني والسوري ] من تحويل الحرب على الارهاب الى حرب طائفية بين السنة والشيعة تكاد ان تغرق العراق بحرب اهلية شاملة . وهذا ما تسميه قوى الارهاب ب"المستنقع العراقي " .
هذا "المستنقع" هو الذي دفع الديمقراطيين المنافسين لادارة الرئيس بوش لتحديد تاريخ معين لسحب الجيش الامريكي شرط الموافقة على التمويل الجديد لميزانية الجيش . والمقصود بسحب الجيش ليس من العراق , بل الى معسكرات حصينة تنتشله من التورط في الحرب الطائفية الحالية - والتي احد اسبابها الرئيسية سوء تصرف الادارة الامريكية ذاتها - واعادته الى مسؤوليته الاولى وهي الحرب على الارهاب . والعراق سيبقى القاعدة الرئيسية لتغييرات الشرق الاوسط بالنسبة لمخططي الستراتيجية الامريكية بغض النظر عن المساحة المحددة لصراع الحزبين الرئيسيين بالوصول الى ادارة البيت الابيض .
في هذا الوضع الملتبس الذي تتصارع فيه المشاريع الامريكية والعربية والاقليمية لتحديد وضعية نفوذهم في العراق , يبقى المشروع الوطني العراقي يحبو ولم يتمكن من الوقوف على رجليه لحد الآن . وكلما طالت فترة نموه المتعثر , كلما تطاولت اكثر الرغبات الطامعة بوجوده . والتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء التركي التي تعتبر العراق كيان خاوي لايستطيع الدفاع عن نفسه , تركت المرارة العميقة لدى كل العراقيين الحقيقيين الذين يهمهم نجاح العراق الفيدرالي الموحد , ونجاح التجربة القومية الكردية بالذات , ونطالب قياداتنا الوطنية للأبتعاد عن كل مايسئ الى سلامة نمو المشروع الوطني والفيدرالية الكردية .
ان القيادات الوطنية العراقية التي سلمتها الجماهير ثقتها في الانتخابات , مدعوة للشعور بأنها في سباق مع الزمن لتحقيق وحدة المشروع الوطني . وفراغ البيت من مالكيه سيمكن الآخرين من سكن كل اجزائه ولن يبقى حتى موضع قدم لأهله . يجب ان نحمي العراق من القاعدة والسنة التكفيريين والبعثيين ومليشيات الشيعة المتطرفة والايرانيين والسوريين والاتراك والامريكان والعرب , ومن كل الانذال من العراقيين الذين جعلوا من انفسهم أداة بيد هؤلاء الغرباء .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمين يارب العالمين
- جيش الأحتلال العزيز
- طائفية بعض العلمانيين
- دوّامة الطريق
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- مشاريع الحلقة المفرغة
- الأنسحاب البريطاني والرؤيا الأمريكية
- لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!
- حتى لاتتكرر مصادرة القرار الوطني العراقي
- الفشل الايراني ومستقبل العراق
- لايزال الخيار الوطني بين اليدين
- عسى أن تتوحد الجهود
- بين الأنقاذ و-المنقذ-
- جيب الصاية الأمريكي
- حبل الأحتلال
- تناقض الدروب
- مشاريع في طريق التنفيذ
- بين الفيدرالية والتصويت في البرلمان
- بين الفيدرالية والحكومة المركزية
- باب البعث الدوّار


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تقي الوزان - السباق مع الزمن