أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - معنى الاستقلال في سورية














المزيد.....

معنى الاستقلال في سورية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:35
المحور: المجتمع المدني
    


يكاد يتحول تاريخ السابع عشر من نيسان/ أبريل لعام 1946 , المعروف بيوم الجلاء الأغر ليوم عابر, لا أثر له في الذاكرة المختزنة لشتى أصناف العذابات والمآسي والمحن المتراكمة لحظة بعد أخرى.
في هذا التاريخ جرجرت فرنسا قواتها وعسكرها من ساحات دمشق إلى غير رجعة , وظن صانعو الاستقلال أنهم رشفوا خمرة النصر الأبدية , لطالما أهرقت دماء رفاقهم على مذبح الوطن لأجل حريته أولاً واستقلاله تالياً .
اليوم وبعد مرور أكثر من ستين عاماً على الجلاء , اتضح أن أثمان الحرية تختلف عن أثمان الاستقلال , الذي يعطى ولا يؤخذ , وهاقد أعطي في التاريخ المذكور , بعكس الحرية التي تؤخذ وتغتصب وتستباح بغير
وجه حق.
إذا كانت ولادة الإنسان ناتجة عن لحظة التقاء التاريخ بالجغرافية , على حد تعبير الكاتب المصري محمد حسنين هيكل , فإن دولاً كثيرة ولدت بالصدفة أثر اندماج الظرف التاريخي بالعامل الجغرافي , وحصلت بذلك على استقلال كيانها المأخوذ من الكيان الجغرافي التاريخي الأم , والمثال الأقرب هو القارة الهندية التي خضعت قبلاً للاحتلال البريطاني , وما لحقه من تقسيمات أدت إلى ظهور مواليد جدد على الساحة , ومنهم باكستان وبنغلادش.
بهذا المعنى نصل إلى أن دولاً عربية عدة نالت استقلالها نتيجة جملة العوامل والظروف الطارئة الخارجة عن إرادتها كونها كانت خاضعة لقوى أجنبية عظمى , في حين ظلت الحرية أسيرةً لتلاعب العقول التي تعمدت الخلط بينها وبين الاستقلال الذي تعلوه , ولا مجال للمبالغة في أن الحرية تمثل روح الأمة , على حد وصف هيغل , والاستقلال جَسَدها , لكن السؤال أيهما أقرب إلينا الآن الجسد أم الروح ؟.
ببالغ الأسف العميق , لقد هربت الروح وبقي الجسد عينه يلبسنا كل عام بحلة جديدة , مزركشاً بالأعلام الوطنية والأنغام الشجية , ولشدة ابتعاد الروح عنه , بدأ يتفسخ كما تتفسخ الكائنات الحية بعد مواتها , للتذكير فقط تفسخها يزود الأرض بمركبات عضوية تحتاجها باستمرار , أمّا تفسخ الاستقلال فبماذا ينفع؟ هل ينفع النفوس النائمة بعودة الروح ؟ قطعاً لا , هل يخلق فرصاً جديدة للعمل طال انتظارها , قاضياً بذلك على البطالة والفقر ؟
حتماً لا.
فالمقاربة بين الاستقلال والجسد يترتب عليها وظائف دنيا, تنحصر في المأكل والمشرب والملبس , وهي متوفرة لدينا ونمارسها اعتيادياً , بينما تندرج مقاربة الحرية بالروح تحت وظائف عليا , لا تتوفر فينا , كالخير والعدالة والسعادة , ولو توفرت , فإننا لسنا قادرين على مزاولتها لنقص وعينا بذاتنا وتشظي ثقافتنا ومثقفينا شرقاً وغرباً , لكن ذلك لا يعدم وجودها لدى بعضنا القليل .
من هنا , لا معنى للاستقلال في سورية بدون حرية والعكس بالعكس , أي أن المطلوب هو التكامل بين الوظائف العليا والدنيا حتى تتوازن المعادلة , وإلا سيبقى الاستقلال في وادٍ سحيق يستولد نفسه كل عام من بين ركام الأحداث والفواجع بسبب أو بدون سبب , وستبقى الحرية محض خيال ووهم بعيد المنال .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة
- أهداف بيلوسي في دمشق
- الماركسية الكلاسيكية ونفيها التاريخي
- التسلطية القُطرية ومحاولاتها التحديثية
- الحضور الإيراني في دمشق : رفض مطلق أم قبول حذر؟
- أوروبا - أميركا : وتغيير السلوك السوري
- سورية وسيناريوهات ثورة آذار
- الشمولية العربية وخيارات أجيالها الإصلاحية
- سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً
- العراق , سورية: دبلوماسية الفوائد
- الرؤى الماركسية – اللينينية حول الثورة الاشتراكية
- دمشق , بغداد ... توأما الظلم والقهر
- الصدر/ نصر الله : ولعبة إطفاء الحرائق
- العلاقة المتضادة بين الشعب والأمن
- عندما يصبح الرأي خيانة وطنية
- العراق: يودع صدامه
- خدام وبيضة اغتيال الحريري
- ادعموا ديمقراطيتنا كما دعمتم مقاومتهم
- سورية / فرنسا : أوهام استعمارية جديدة
- المحكمة الدولية وأزمة تشكيلها


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ثائر الناشف - معنى الاستقلال في سورية