أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد نصار - في رثاء المناضل الإشتراكي/ علي الصبــــــــاغ














المزيد.....

في رثاء المناضل الإشتراكي/ علي الصبــــــــاغ


أحمد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 570 - 2003 / 8 / 21 - 04:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


علي الصباغ

 

العجوز النحيل الذي لم يعرف الكلل

" ليس الفخر ألا نسقط , بل أن ننهض كلما سقطنا "
 

بينما أقرانه يتبادلون نرد الطاولة كصيغة وحيدة للحوار بينهم , وأسلوب له اعتباره الخاص في تمضية وقت مابعد الدوام الوظيفي ، كان علي الصباغ بجسده النحيل يتسلل من قرية إلي قرية ومن مقهي إلى مقهي حاملا بين طيات ملابسه أوراقا قليلة ، كانت بالنسبة لنا نحن عشاق الوطن والناس مثل خطابات الغرام الآتية من الحبيبة البعيدة , وكانت بالنسبة لأعداء الوطن والناس مجرد أوراق تحتوي على أفكار هدامة تعرض حاملها وموزعها للوقوع تحت طائلة القانون ، هل نستطيع أن نراجع الآن عناوين هذه الأوراق ومضمونها ، هل نستطيع الآن أن نحاكم من طاردوك ومن شردوك ومن تسببوا في إلإزعاج المستمر والدائم لأهل بيتك ، ألم تكن أوراقك الصغيرة تؤكد أن أمريكا عدو الشعوب , إسرائيل رأس حربة لأعداء الشعوب ,الفساد يرتع في البلاد ، التزوير فاضح ، البطالة غول يهدد العباد ، البطش والإستبداد مارد انطلق يسحق القلوب والعقول والأجساد ، الإرهاب مؤامرة ضالع فيها الساسة وتجار السلاح والمخدرات وعملاء أمريكا ونشطاء الفساد وتجار الأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة ومزوري الإنتخابات والدعاة للحكم باسم الإسلام وممارسي العنف المنظم والعنف العشوائى - أعداء الحرية – رعاة الظلام والجهل والإستعلاء , ألم تكن تلك أوراقك التي ظللت قابضا عليها حتى النفس الأخير ، هل مازال لدى البعض مجرد إلتباس حول صحة تلك الأوراق , ألم تصبح هذه المفاهيم الآن مادة للصحف اليومية ، من يحاكم ومن يحاسب الذين شردوك ونكلوا بك ؟؟ أرادوا أن أكثر من مرة , أوصدوا أمامك سبل الترقي ، حرموك من الأمان وضيقوا عليك الرزق , حاصروا الروضة قريتك أكثر من مرة ، زرعوا عشرات المخبرين ولم يفلحوا في اجتثاثك من أرضك , ألقوا ببذور الشر الشيطانية من ذوي اللحي ، فحولوا الروضة قريتك الهادئة الجميلة إلى حفرة من حفر النار , وظللت تقاوم شبه منفردا من دار إلي دار ، أخذوا مركز الشباب وأخذوا جمعية تنمية المجتمع , وصرحت لهم الأجهزة المعنية باشهار جمعيات أخري وشكلوا اللجان ووزعوا الأموال والأغذية والملابس , كانت الروضة هدفا ثمينا يستحق منهم كل التآمر وكل ألاعيب الغدر والخسة .

وفي أيامك الأخيرة بدأت معركة استعادة الروضة وتحريرها من حلف الإرهاب والفساد ، وتحدثت عن ضرورة البحث عن خطاب جديد وأساليب عمل جديدة , وظن من شردوك ومن طاردوك أنه التراجع ، فالتفوا من حولك يهمسون في أذنك نحن معك ضد الإرهاب وسنعمل سويا حتى تعود الروضة جميلة حليقة الذقن تعبد الله بغير تطرف ولاإرهاب ، وبعيدا عنك يشيعون هاهو قد تراجع , هاهو قد عاد ، وكنت تعلم مايقولون ، ويوم أذاعوا أنك وقعت معهم بطاقة عضوية لحزب الفساد ، لم يصدق أحباؤك الخبر ، ولكن قلبك لم يحتمل وتركتنا متسللا لا من قرية إلى قرية ولا من مقهي إلى مقهي كعادتك وإنما مغادرا دنيانا كلها .

وتركت لنا أوراقك الجميلة منقوشة على جدران القلب وحلمك المرفرف بتحرير الروضة وكل شبر من أرض الوطن ومسيرتك الدائمة تعلمنا أن نلملم أشلائنا المبعثرة في الطرقات حتي نبلغ الصباح ، صباح تغني فيه الروضة وكل قرى مصر أغاني الحرية والعمل وتنفض عن كاهلها الغباوة والكسل , صباح يصلي فيه المصريون ويحبون ويعملون ويسعدون ويتقدمون ويتخلصون من ليل الفقر والجهل والتطرف والفساد .

 

 

في رثاء المناضل الإشتراكي/  علي الصبــــــــاغ
 
   بقلم : د / أحمد نصار



#أحمد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقة أولية حول ضرورة العمل بين الطلاب
- العم/ أحمد رجب الرمح الممشوق على بوابات كمشيش
- في رثاء المناضل الإشتراكي/ محمود عبد الفتاح
- - في رثاء المناضل الإشتراكي / خالد عيد صالح - خالد عيد صالح ...
- التحالف الوطني الديمقراطي.......هو الحـــل
- في تخليد ذكرى شهداء اليسار


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد نصار - في رثاء المناضل الإشتراكي/ علي الصبــــــــاغ