أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال نعيسة - وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!















المزيد.....

وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1885 - 2007 / 4 / 14 - 12:17
المحور: المجتمع المدني
    


ليس خبراً عادياً، أو عابراً، البتة، أن ترى، وعلى الصفحة الرئيسية لجريدة الثورة السورية، وبـ"الفونت" العريض، نبأ إلقاء الحجز الاحتياطي على أموال وزير التربية السورية الأسبق محمد غسان الحلبي، وذلك لتأمين مبالغ مالية تقدر بالملايين نتيجة عقود خاصة بالأتمتة. وجاء في حرفية الخبر لعدد الثورة اليوم الجمعة، وعلى الصفحة الأولى:"الحجز على أموال وزير التربية الأسبق- وتفصيلياً،ً دمشق- الثورة: علمت الثورة بأنه تم الحجز الاحتياطي على أموال وزير التربية الأسبق محمد غسان الحلبي لتأمين مبالغ مالية تقدر بالملايين نتيجة عقود خاص بالأتمتة"، (انتهى اقتباس الثورة السورية). وخبر كهذا، وكما هو معلوم، لا يمر، بالعادة، إلا بعد سلسلة من "الفلترات" غير العادية، إلا أنه قد يعكس توجهاً جدياً، وصادقاً في مكافحة الفساد والمفسدين، وتقديمهم للعدالة ولو بعد حين، ورسالة في أكثر من اتجاه.

وللعلم فأن هذه الأتمتة قد أصبحت "سحلفة" و"عنعنة"، على أيدي بعض المسؤولين السوريين، من على شاكلة هذا الحلبي وأمثاله. ولا داعي لذكر نوادر ومآثر الإنترنت والأتمتة في سوريا. فهناك فضيحة أخرى موازية، تزكم لها الأنوف، يتم التحقيق فيها حالياً فيما يتعلق بقطاع الاتصالات السورية الذي أتمن البعض عليه، من قبل قيادتهم. هذا القطاع العصري والهام، الذي يعكس، في المآل، مدى التقدم الذي وصلت إليه أية دولة في العالم من رقي، وازدهار، وسنوافيكم بمعلومات عنه حالما تكتمل الصورة وينتهي التحقيقات. وللتذكير، فقد صار هناك، وحتى، في بعض الدول الخليجية الصحراوية، حكومات إليكترونية قائمة ومستقلة بذاتها، ويمكن لأي مواطن تسيير الكثير من أموره اليومية الروتينية وتعقيب معاملاته الخاصة وإنجازها، وهو جالس وراء كومبيوتره، في البيت ودون أن يبرح مكانه، أوالاستصباح بوجه الموظفين اللصوص الانكشارين الذين لا يتورعون عن سلبه ونهبه والسطو على ما في جيوبه. وللعلم، أيضاً، فإن إنجاز بعض المعاملات الشخصية إليكترونياً قد مارسه كاتب هذه السطور بالذات، في يوم من الأيام.

وإنه لأمر بالغ الأهمية والدلالة، أن ترى ذلك على صدر صفحة جريدة سورية رسمية، تتمتع بالرصانة والتحفظ الشديد فيما يتعلق بأخبار رسميين من هذا القبيل. هذا إذا علمنا، سلفاً، أن الوزير السابق الحلبي، قد "احتل" قطاع التربية السورية لأكثر من عقدين من الزمن، حيث كان في السابق مديراً لتربية محافظة دمشق، القطاع الأهم، والأكبر على الصعيد التربوي سورياً، وأكمل مهمته "التربوية" العظيمة، كوزير مزمن للتربية السورية، حتى كاد أن يصح القول يوماً بأن وزارة التربية السورية هي وزارة الحلبي بالذات التي اقترنت باسمه بالذات. كما تردد اسمه، في غير مناسبة، وذات يوم، كمرشح لمنصب الوزير الأول. وكان مجرد توقيع منه يعتبر كـ"طاقة" قدر من السماء، وقد انفتحت للمدرس أو المدرسة، نتيجة الطوق الذي فرضه حول نفسه، حيث لم يكن يصل له إلا كل "مَرْضِيّ" و"طويل عمر"، نتيجة للعظمة والأبهة والعصمة الثورية، والمهمة القومية المقدسة التي كان يحملها "المسكين" فوق ظهره طوال سنوات نضاله العظيم والمرير في حقل التربية السورية، والذي آل على نفسه إلا أن يكملها بنهب قطاع الأتمتة والإجهاز عليه. هذا الوزير نفسه كان يسمى بالوزير الـ"عقدة"، وكان لا يمهر توقيعه الميمون، إلا بعد سلسلة من التعقيدات الإدارية، والعوائق القانونية، والإجراءات الشكلية التي تذهب بروح صاحبها، قبل أن ينال مواقفته، ورحمته، ورضاه الثوري، والقومي.

والانطباع والتعليق المباشر الذي يتلو قراءة مثل هذا النبأ، هو أن نقول للجهات الرقابية السورية، "نعيماً"، وصح النوم، على هذه الاستفاقة، وإن بدت متأخرة "ليس" بعض الشيء. ورغم أن "اللي ضرب ضرب، واللي هرب هرب"، والندم حيث لا ينفع النفع. وإذا كان موظفاً كبيراً بحجم وصفة وزير يتصرف بهذه الطريقة، فهل يتبقى ثمة عتب على موظفين صغار "لهثانين" أن يقوموا بتلك الممارسات المخزية، والمشينة التي نسمع عنها يومياً، حيث أصبح بعضهم "لوردات"، وأصحاب "عزب" وأطيان"، وميزتهم الوحيدة في الحياة، هي الموهبة الشفطوية، والغباء المستفحل، والفشل المحبط، والإخفاق المستمر. وإذا كان وزير التربية يتصرف على هذه الشاكلة فهل نلوم موظفو المالية، أو الجمارك، والطابو، والبلديات إذا بدت منهم مواهب وميول مافيوزية كثرت في الآونة الأخيرة. وقد أصبح كثير من هذه الوظائف يحتاج لواسطة، و"خلو رجل"، وهو مبلغ طائل يدفعه صاحبه للحصول على هذا الشرف العظيم والوسام الرفيع، الذي لا يناله في ساحات الوغى والقتال، ولا يهم في هذه الحالة مدى ما يتسم به المرء من ذكاء، وثقافة، ومواهب، وإمكانيات، بقدر ما يتمتع به من "دعم" ومواهب شفطوية ونهبوية، وكروش كبيرة قادرة على بلع كل ما يقف أمامها من مغريات.

إذا فسدت التربية والقضاء، فسدت أمور البلاد والعباد، وانهارت القيم والأخلاق. ولا عجب بعد اليوم إن رأينا هذا الكم الهائل من الانهيار القيمي، والمعرفي، والأخلاقي، إذا كان من هو قيم على التربية، ومؤتمن على عقول الناشئة والأبناء أن يتصرف بمافيوزية، وانتهازية، ولصوصية لا يتمتع بها حتى الشبيحة، والوشيشة والسماسرة وقطاع الطرق، والخارجين على القانون. ولنا حق التساؤل بعد هذه المعمعة المافيوزية أي جيل تربوي هذا الذي نتوقعه إذا كان وزير التربية نفسه لصاً، ولكن لصاً غير ظريف؟ وأي مستقبل لهذه الأجيال إذا كان بعض القائمين على بعض القطاعات مثل التربية هم مجموعة من اللصوص والحرامية والسرسرية والانكشارية الذين لا يرعوون، ولا يتورعون عن ارتكاب الموبقات في سبيل منافع وغايات شخصية دنيئة وصغيرة؟

وأخيراً هل هناك ذنب للقيادة السياسية إن وضعت ثقتها في غير من يستحق أن توضع به أية ثقة، ولا يؤتمن على أي شيء؟ وهل تضع عنصر مخابرات فوق رأس كل موظف من هؤلاء؟ وهل تكفي هذه البهدلة والشرشحة كافية وتكون عبرة لمن يعتبر لغيره من اللصوص والأشقياء؟ أم أن الأمور ستسير كالمعتاد، وكأن شيئاً لم يكن من الأساس؟ وهل هناك حدود للجشع والطمع والبلع الذي يتمتع به بعض الأفراد؟ وألا يكفي الإنسان وصوله لمنصب وزير لكي يحقق طموحاته الشخصية ويحمد الله؟ أم أن عين الإنسان الصغير لا يشبعها أو يملأها إلا حفنة من التراب؟



ويبقى السؤال الأهم هل أصبح حتى وزير التربية، في أوطاننا، بحاجة إلى تربية وإصلاح؟ وإلى أي نوع من "التربية" يحتاج؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيح حول مؤتمر زيوريخ
- أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرها ...
- حوار مع أصولي
- حذارِ من الضحك والابتسام !!!
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح - 2
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح 1
- مؤتمر زيوريخ: لماذا؟
- كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ
- مؤتمر القمة العربي: من يحيي العظام وهي رميم؟
- الانهيار الطبقي
- إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!
- بأيّ ذنب حجبت؟
- حوريات الحوار المتمدن !!!
- العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!
- وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!
- الخليفة المنتظر
- بئس الصحوة الإسلامية
- شكراً ... وليد بَيْك !!!
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال نعيسة - وزير تربية سوري بحاجة لتربية!!!