أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - كوريا الشمالية وإيران وسياسة العصا والجزرة















المزيد.....

كوريا الشمالية وإيران وسياسة العصا والجزرة


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتشابه النظام القائم في إيران مع ذلك النظام القائم في كوريا في إن كلاهما نظامان منغلقان ولا يعترفان بمبادئ وقيم حقوق الإنسان والأخطر من ذلك أنهما نظامان شموليان .
والشمولية تنقسم إلى ثلاث أنواع كما قالت بذلك الباحثة الأمريكية حنة ارندت (نقلا عن كتاب الحرية في الأسر للأستاذ عادل جندي ) :
1 الشيوعية وهى المبنية على سيادة الطبقة كما كان الوضع في الاتحاد السوفيتي سابقا حيث امنوا بسيادة طبقة العمال.
2 النازية وهى مبنية على سيادة العنصر كما كان الحال فى ألمانيا النازية.
3 الفاشية وهى المبنية على سيادة الأمة كما كان الحال فى ايطاليا واليابان.
هذه الشموليات تستطيع تجنيد الجماهير في مشروعات وأهداف يوتوبية وخيالية قد تكون ضد صالح هذه الجماهير ولا يستطيع الفرد الكائن فى هذه المجتمعات الفكاك من اسر هذه الشموليات لان الكل فى خدمة هدف هذه الشموليات سواء بتصدير الثورة ونصرة الطبقات العمالية في كل مكان كما كان الحال فى الاتحاد السوفيتي أو فى سبيل سيادة العنصر الارى كما فى المانيا النازية أو في سبيل رفعة الأمة كما كان الحال فى اليابان قبل الحرب العالمية الثانية فالكل في هذه الأنظمة الشمولية مستعد للتضحية حتى بحياته في سبيل تحقيق الهدف المرجو.
وإذا كانت هذه الأنواع الثلاث من الشموليات قد هزمت واندحرت في مواجهة قيم الحرية وحقوق الإنسان إلا انه للأسف ظهر للوجود في السنوات الأخيرة شمولية من نوع خطير جدا وهى الشمولية التي ظهرت في إيران والمستندة إلى الدين والى المبادئ الدينية التي تقول لأتباعها أنهم الاعلون وإنهم فوق الكافرون (غير المسلمين ) لذا فان هزيمة هذا النوع الأخير من الشمولية ليس من السهولة بمكان لاستناده إلى الدين وزيادة على ذلك اختلاط الديني بالعنصري فى حالة إيران فمن المعروف إن الإيرانيين (الفرس) يعتزوا بالعنصر الفارسي بل ويتيهون على العرب المجاورين لهم بهذه الخاصية ويطلقون على الخليج العربي لفظ الخليج الفارسي.
ولكن رغم تشابه نظامي الحكم الشموليان في إيران وكوريا إلا إن وكالات الإنباء قد حملت لنا فى الآونة الأخيرة إنباء متناقضة حول الموضوع النووي فى كلا الدولتين:
فبينما تقول الإنباء إن كوريا تطلب مهلة شهر لإغلاق مفاعلها النووي فى مقابل جملة المساعدات الغربية (اى حالة رضوخ كامل ) نجد أن نفس وكالات الإنباء تنقل تصريحات المسئولين الإيرانيين حول نجاحهم في الانتقال إلى مرحلة تصنيع اليورانيوم على مستوى صناعي بل والأكثر من ذلك أنهم بصدد نصب خمسين ألف جهاز طرد مركزي هذا كله رغم العقوبات التي فرضت على إيران ورغم رزمة المساعدات التكنولوجية التي وعدت بها الدول الغربية إيران في حالة توقفها عن برنامجها النووي (حالة تحدى كامل).
إذا لماذا نجحت سياسة العصا والجزرة مع كوريا وفشلت مع إيران ؟
يرجع هذا النجاح هنا وذاك الفشل هناك الى عدة عوامل منها:
أولا إن النظامان وان كانا شموليان إلا إن الايدولوجيات والمرجعيات مختلفة ففي كوريا يستند النظام إلى الشيوعية وهى أيدولوجيا وضعية لم تنجح في الاتحاد السوفيتي سابقا وفى طريقها للاضمحلال والتلاشي بينما نظام الملالى الايرانى يستند الى مرجعية وايدولوجيا دينية ناتجة عن رسالة سماوية تقول لأتباعها أنهم الاعلون وهذه الايدولوجيا فى طريقها للظهور والنمو .
ثانيا بلاشك أن وضع كوريا كان سيختلف تماما لو كان الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الشيوعية لازالت قائمة ولكن بتساقط كل هؤلاء لم يعد هناك نصير لهذه الدولة المستندة للنظرية الشيوعية التي كادت تختفي من العالم ولم يعد يعمل بها إلا النظام الكوبي الذي أوشك هو الأخر على الانهيار ولكن الوضع مع إيران مختلف تماما فهي وان كانت دولة شيعية إلا أن معظم الدول والشعوب الإسلامية تعتبر أن قوة إيران إضافة لقوة المسلمين أجمعين وتعتبر ان قنبلتها المزمعة هي قنبلة إسلامية وليست إيرانية (كما كان الحال سابقا مع القنبلة الباكستانية ) وهذا يتضح لنا من حجم المساعدات التي قدمها العلماء الباكستانيين لنظرائهم الإيرانيين في هذا المجال ويتضح أيضا من محاولات اندونيسيا وقطر (حليفة الغرب) للتخفيف من حدة قرار مجلس الأمن الأخير حول العقوبات على إيران.
ثالثا عامل النفط وهذا العامل الهام جدا له أثار عظيمة في نجاح وفشل سياسة العصا والجزرة هنا وهناك ففي حالة الدولة الكورية الفقيرة الموارد الطبيعية خصوصا النفط لم يكن من الممكن الاستمرار في سياسة مناطحة الصخر التي قام بها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أيل على حساب شعبه الذي يتضور جوعا بل كان لابد أن ياتى اليوم الذي سيرضخ فيه هذا الزعيم لمصلحة شعبه حتى قيل أن برنامجه النووي كان هدفه الاساسى المساومة على كمية المساعدات والإعانات الدولية لبلاده خصوصا بعد انتهاء الحرب الباردة وتوقف مساعدات البلاد الشيوعية له.
بينما في حالة إيران فالوضع مختلف تماما فالنفط يلعب أكثر من دور لإفشال سياسة العصا والجزرة التي ينتهجها الغرب مع إيران وذلك كالاتى:
_ فالفوائض المالية الإيرانية الناتجة عن مبيعات النفط وارتفاع أسعاره كفيلة بان تحد إلى حد كبير من اثر العقوبات الدولية على إيران.
_ الإغراءات الإيرانية للشركات العالمية الكبرى العاملة في مجال البحث والتنقيب واستخراج النفط كفيلة بان تخلق من هذه الشركات لوبي يقف مع إيران ويؤثر على صناع القرار في الغرب حتى لايتشددوا في العقوبات.
_ الإغراءات الإيرانية للدول بحجم المصالح والاستثمارات لشركاتها في إيران كفيلة إلى حد كبير بالتخفيف من حدة هذه العقوبات بل وحتى منعها من الصدور وخير مثال على ذلك معارضة الصين وروسيا للتشدد مع إيران في قرارات مجلس الأمن بل وأكثر من ذلك أننا نجد أن روسيا هي التي تبنى لإيران مفاعل نووي في بوشهر.
_ لعب إيران بسلاح النفط للتأثير على الراى العام في الغرب ومن المعروف ان العالم الغربي مستعد إن يبتلع مخاوفه في سبيل عدم تأثر مستوى رفاهيته ولذا فانه يضج بالشكوى عندما ترتفع أسعار النفط لذا فان الراى العام الغربي قد يكون عائق كبير فى سبيل التشدد مع إيران.
رابعا عامل الموقع فمن المعروف انه بسقوط الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة لم يعد لموقع كوريا الشمالية في شبه الجزيرة الكورية أهمية تذكر لذا أمكن التشدد في العقوبات والتهديدات بالحرب بينما الوضع يختلف تماما فى حالة إيران حيث تشرف إيران على مضيق هرمز والخليج العربي اللذان يمر منهما معظم الصادرات النفطية للعالم اجمع وتقع إيران فى منطقة منابع وحقول النفط التي تحوى معظم الاحتياطيات العالمية لذا فان اى هزة هنا كفيلة باشتعال أسعار النفط والتأثير على أهم مصدر عالمي للطاقة وكلنا شاهدنا حجم ارتفاع أسعار النفط مع أزمة البحارة بين إيران وروسيا لذا فان هذا العامل سيفيد إيران كثيرا.
في النهاية فانه رغم كل العوامل السابقة إلا أن المجتمع الدولي عليه إلا يرضخ للابتزاز الايرانى وعليه أن يقف متماسك فى مواجهة الطموحات النووية الإيرانية لان معنى رضوخ كوريا للمجتمع الدولي وهى الدولة الفقيرة في موارد الطاقة والتي قد تكون في امس حاجة للطاقة النووية وعدم رضوخ إيران الدولة المتخمة بالطاقة من نفط وغاز وخلافه كفيل بان يكشف لنا كذب الادعاءات الإيرانية بان هدفهم من البرنامج النووي هو هدف سلمى فهذا الكلام ما هو إلا نوع من التقية وكسب الوقت حتى يتمكنوا من إنتاج قنبلتهم النووية وساعتها سيتغير شكل المنطقة والعالم اجمع.
وكلنا نعرف كيف كان حال العالم عندما كان الاتحاد السوفيتي( المستند للشمولية الشيوعية) قائم وحجم الحروب الباردة والساخنة التي كانت مشتعلة في العالم لمحاولة الاتحاد السوفيتي تصدير ثورته وأفكاره ومناصرة الطبقة العمالية والأحزاب الشيوعية فى العالم اجمع.فكيف سيكون الحال مع إيران خصوصا أنها مستندة لشمولية ومرجعية دينية فهي الآن لا تتوقف عن محاولات تصدير ثورتها وإثارة القلاقل في كل دول الجوار فكيف سيكون حال المنطقة والعالم فى حال امتلاك إيران قنبلتها النووية ؟



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل فعلا الشيوعيين وراء الاضرابات العمالية التي وقعت وتقع في ...
- جامعة الدول العربية والاتحاد الاوربى أسباب النجاح والفشل في ...
- موعد الاستفساء على التعديلات الدستورية والشماعة القبطية
- إلى كل من يرضى أن يقوم بدور المحلل من الأقباط لصالح الإخوان ...
- أنقذوا الأقباط من ضعفهم
- اقر واعترف حول اعدام صدام حسين
- هل سيتم دحر قوات المحاكم الإسلامية في الصومال ؟
- القرار 1737 واحمد نجاد ومواقفه الغريبة
- الحكم على الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بالإعدام في ...
- الميليشيا الإخوانية وتقويض الدولة المدنية
- في انشقاق حركة كفاية ابحث عن الإسلاميين
- الشيعة قادمون
- رسالة الى اقباط فرنسا
- كرة الثلج تتدحرج - النقاب والحجاب في مصر والعالم
- صفحات من تاريخ الأقباط (2) لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون ...
- لم يكن ماكس ميشيل الأول ولن يكون الأخير
- هزيمة الجمهوريين هل تعنى انتهاء فكر المحافظين ؟
- نحن أيضاً نتعرض كل يوم للتصرفات العنصرية
- أسماء محمد زكى وجمال اسعد وبرنامج الحقيقة
- ترحيل العرب المحاميد من النيجر إلى بلادهم الأصلية وأزمة الأع ...


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - كوريا الشمالية وإيران وسياسة العصا والجزرة