أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد أبوالهيجاء - سي السيد...كاتبا














المزيد.....


سي السيد...كاتبا


زياد أبوالهيجاء

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


وهل هناك أشهر من سي السيد .... بطل ثلاثية نجيب محفوظ , وهو ليس من اختراع الاْديب الكبير , فكل مافعله المبدع أن اكتشف الشخصية , فوضعها تحت المجهر , ثم عرضها فصارت المرآة – الصدمة , لعقود طويلة , يرى فيها العربي ذاته التائهة بين مثاليات سامية و واقع مهشم , فسي السيد , في الرواية وفي الواقع , هو الاْب العربي , وقد منح لمظهره وحركاته وكلامه ومايظهر من سلوكه , كل معاني التدين والاْخلاق الحميدة والاستقامة , بينما وجد مساحة ضيقة لايطالها النظر , ليمارس فيها حقيقة ما ينهش قلبه وعقله .

لابد من الاشارة , بسرور طبعا , الى أن سي السيد في طريقه الى الرحيل عن عالمنا , ليس فقط بشاربيه – الرمز , بل وأيضا بعقلييته ذات الاداء المزدوج , وبانفصامه المريع , مفسحا المجال لشخصية وسيطة , قبل أن تطغى الشخصية المتعولمة , الشفافة , والديمقراطية . الشخصية التي ستظهر في النهاية على أنقاض كم هائل من الرياء والزيف والنفاق الاجتماعي والبلاهة السياسية , وكل مظاهر عصر الانحطاط العربي الذي نعيش , والحمدلله , سنواته الاْخيرة , تفاؤل..؟
نعم , تفاؤل , ليس بحسن النوايا , ولكن بسنن التغيير الطبيعي في الكون , وبثورة الاتصالات التي ستخطف من بيننا شخصية سي السيد , غير المأسوف عليها .
وسي السيد , ليس " العمدة" فقط ..وليس الاْب الحازم , بل انه أيضا , يمارس ,أعمالامختلفة , من ضمنها الكتابة...يكتب المقالات ويزور مواقع الانترنت , ويرتعد اذا انتقده أحد خارج النص... انه يقدم للقراء نصه الرصين , الحريص على أنبل المعاني السياسية والاْخلاقية , فهو مع الوحدة الوطنية والقومية وعابرة القارات ,,,وهو مع الاسلام الذي لايثير نقمة أحد, ومع الثورية التي يتقبلها أكثر الناس خوفا , وهو مع الطهارة والصلاح والاصلاح , يقدم نصا جاهزا للاشتباك , بدون تبعات تذكر , أما ان أشرت الى نفاقه , وفساده ,وعدم انسجام مايكتب مع ماتعرف عنه , فانه يثور طبعا , لاْنك ببساطة , تقول له : قف ياسي السيد !
سي السيد الكاتب , لايرغب في أن يرى أي تعليق أو رد على مايكتب , وهو طامع دائما بثناء قراء لايعرفون سوى نص يرضيهم, وهو يتقن هذه اللعبة , فان كتب لاسلاميين , يبالغ في الصلاة على النبي وفي تعزيز رأيه بماتيسر من الذكر الحكيم , وان كتب لقوميين , فلابأس من ادعاء صلة تاريخية بالفكر القومي والترحم على جمال عبد الناصر وميشيل عفلق , وان كتب ليساريين , نحت ما طاب له من خشب اللغة السوفياتية البائدة ,وبذلك فهو يتميز عن سي السيد في الثلاثية , بقدرته على تقمص أكثر من شخصية وقورة, فهو اسلامي متنور , وقومي معتدل , ويساري بانسانية عالية , وعلماني لايتنكر للدين .
وهو في كل شخصياته التي يعرضها , مترفع عن الصغائر , كبير على جروح اليوم , عصي على اغضاب الاخرين, هو نص وقور فحسب , نص لايرغب من ربطه بغير اسمه , منفصل تماما عن سلوكه , ونفسيته , وأفكاره الحقيقية .
وسي السيد الكاتب في حقيقته , ليس وطنيا , ولاقوميا ولامتدينا ولايساريا , وهو لايوالي ولا يعارض الابقدر مصلحته الشخصية جدا , وهو وان ادعى الزهد في نصوصه , فانما للتغطية على نهم بكل مافي الدنيا من متع لم يهذبها العصر الصناعي , فظلت حبيسة الزراعة البدائية , والتقاليد الحيوانية .
سي السيد الكاتب , ليس شخصا واحدا , وليس نموذجا منعزلا , ولو حدق مئات الكتاب العرب في مرآة الضمير , لوجدوا سي السيد متمددا على مساحتها بوضوح يزعجهم .
سي السيد الكاتب , في طريقه الى الرحيل أيضا , مثل توأمه سي سيد الثلاثية , ذلك أن القراء العرب , يهرولون اليوم بعزم , الى محاسبة من اعتقدوا أنهم الطليعة...والقراء العرب اليوم يقتربون أكثر من دور جديد : انهم كتاب أيضا , بتعليقاتهم القصيرة , وبملاحظتهم , وقد قرأت تعليقا لقارىْ عربي يعلق فيه على مقال لكاتب مشهور , فرأيت في سطوره القليلة جمالا وصدقا , فكأن تعليقه هو المقال ..بل فصل المقال .



#زياد_أبوالهيجاء (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تقضي العولمة على اسرائيل؟
- انتهازيون مع وقف التنفيذ
- لابد من مراجعة جادة: فلسطين ونظام صدام


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - زياد أبوالهيجاء - سي السيد...كاتبا