مؤسسات المجتمع المدني 1

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 11:46
المحور: المجتمع المدني
    

مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي مازالت هجينة وغير مفعلة على صعيد ممارسة حقوق الأنسان ونشر حقوق الأنسان وهي في اغلب نشاطاتها تقتصرها فقط على اعضائها دون غيرهم من افراد المجتمع وهذا القصور من تلك المؤسسات لاينبع من سياسة تلك المؤسسات لوحدها بل يتحمل المجتمع العربي وأفراده جزءا كبيرا من هذه المسؤلية على نطاق واسع وذلك للاسباب التالية :
ان غالبية تلك المؤسسات ضعيفة وهشة ونشاطها في اغلب الأحيان يبدو انه في اقوى حالاته حركة تجميلية ليس الا.
ثانيا : من جانب القطاعات الأجتماعية الواسعة يبدو ان هذه الشرائح فاقدة الثقة بتلك المؤسسات من حيث قدرتها في الوقت الحالي على النهوض بالمجتمعات العربية .
ثالثا : تقوم الحكومات العربية بأحتواء تلك المؤسسات وضمها الى خلاياها من اجل :
اضعافها وتقليم اظافرها ومن ثم اعطاء صورة عنها غير جديرة بالأحترام والتقدير .
ان مؤسساتنا مؤسسات المجتمع المدني صورة حقيقية ومطابقة للحكومات نفسها وبالتالي فان هذا التصور يناهظ سياسة تلك المؤسسات نفسها وهي في مثل تلك الحالة غير قادرة على طرح مشكلات وعوائق تقدم المجتمعات العربية نفسها لسبب منطقي وهو : ان تلك المؤسسات صورة رسمية عن الحكومات وبالتالي فان الهدف من انشاء تلك المؤسسات لا تتحقق سياسته نظرا لضعف حيلتها وتجاوبها مع السلطات العربية .
علما ان الحكومات العربية اذا دعمت تلك المؤسسات فانها توفر على نفسها جزءا كبيرا من المسؤلية من خلال احلال تلك المؤسسات محل الأحزاب السياسية والتي تضيق بها الحكومات العربية ضرعا وصدرا .
وان المجتمع الذي تكون به مؤسساته المدنية قوية تعطي للعالم اولا عنها صورةا ايجابية من خلال تبني تلك المؤسسات لمشاريع الدفاع الأجتماعي وقتل ومحاربة جيوب الفقر .
وان مممارسة حقوق الأنسان يختلف منهجيا وشكليا عن نشر حقوق الأنسان وايضا يختلف عن موضوع : دعم حقوق الأنسان , وان المؤسسات التي تدعم نشر حقوق الأنسان ولا تمارسه هي فان تلك المؤسسات تتحايل بالضرورة على نفسها وعلى ابناءها وان مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي تشبه الأنسان المختل عقليا واليكم الأمثلة :

المنتديات الثقافية والجمعيات النسائية والتجمعات النسائية لا تستدعي المثقفين الحقيقيين لنشاطاتها الشهرية والسنوية والرسمية لأنها تتشاور مع السلطات المحلية من حيث من : تستدعي , وبالتالي فان نشاطها وتوصياتها تبدو كئيبة وبلا معنى او هدف .
وكذلك قمت انا شخصيا بتأليف كتاب عن المرأة ولم تستدعني اي مؤسسة نسائية الى فعالياتها ولم تأخذ مني الكتاب حتى ولا نسخة وقد قمت بتوزيعه مجاني ولم تعترف اي جهة انه قد وصل اليها حتى جمعية التضامن مع النساء .
ويستغل رؤساء المؤسسات المدنية مراكزهم من اجل الالتحاق بمجلس النواب والبرلمان ويقدمون خدمات خارجة عن اختصاص تلك الجمعيات والمؤسسات وبعدها يطرحون برامج عشائرية للوصول الى السلطة ويضربون الهدف الأسمى من تلك المؤسسات بعرض الحائط غربا وشرقا وشمالا وجنوبا .
ولذلك يفقد الماطن عندنا ثقته بتلك المؤسسات التي تبدو انها حركة تجارية علما انها يجب ان تكون حركة انسانية

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات