أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مقر الأمم هذه المرة!















المزيد.....

مقر الأمم هذه المرة!


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 569 - 2003 / 8 / 20 - 03:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(( هذا هو العراق الذي تريدون يا عملاء أمريكا! دماء وموت وخراب ودمار!!))

 

تناقلت الأنباء تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد مخلفا عشرات القتلى والجرحى.

فمن الفاعل؟!

وقبل أيام تم تفجير السفارة الأردنية الذي كتب عنه الزميل علاء اللامي، فلم أوافقه رأيه، وإفترضت أن العمل من تدبير المقاومة. لكن الأحداث حملت ما ترجح رأي الأستاذ علاء، من أن تفجير السفارة الأردنية هو تصفية حسابات، خوف المحاكمة القادمة التي ستلقي حتما بظلالها على رئيس الشهر القادم من رؤساء أبجدية عراق الماكدونالد.

واليوم يأتي حادث مقر الأمم المتحدة المروع، وهو يحمل البصمات ذاتها التي حملها حادث السفارة الأردنية. ويأتي متزامنا مع مع تفجير قصر شقيق كرزاي وتعرض مركز شرطة كرزاي لهجوم كبير نتجت عنه خسائر فادحة كما تعرضت قاعدة أمريكية جنوب أفغانستان لهجمات صاروخية، وكلها كما يدعي الناطق الأمريكي من تنفيذ طالبان والقاعدة.

ومعلوم أن إثنين من معارضة أمريكا ومجلس الإمعات وألسنتهم، لن يختلفا في إنساب العملية لفلول النظام. وفلول النظام عندهم هي المقاومة الوطنية بشتى مساربها، والسياسيون الذين يعادون الوجود الأمريكي بالقول الصريح أو الإيماء.

كما سارعت المقاومة الوطنية بشجب الحادث والبراءة منه، بإعتباره إرهابا غير مبرر.

وحقيقة، نحن في غنى عن سماع ما قاله مجلس الإمعات وكل الجانب الأمريكي من القضية، وأيضا في غنى عن سماع ما قالته المقاومة الوطنية.

في غنى، على اعتبار إن للشارع السياسي العراقي القدرة الكافية على التحليل واستخلاص العبر. وهذا الشارع لا ولن ينتظر من الجانب الأمريكي بإمعاته وقادته، غير الذي قال، من إسطوانة مملة يكررها مع كل ضربة.

وهذا الشارع، لا ولن يتهم المقاومة الوطنية التي تجل يدها وتسمو عن أن تمس غير مصالح الإحتلال وجنوده. وهي بديهة قالها المقاومون في كل أنحاء العالم وفي كل فترات التاريخ ولا من مبرر ليستثني المقاومون العراقيون أنفسهم عن نبل وكرامة المحاربين الشجعان الذين لا يستهدفون غير عدوهم المباشر – جنوده ومصالحه.

ومقاومون عفاريت لهم هذه القدرة على المناورة والتنوع في الأسلوب القتالي، ولهم هذه الكفاءة الميدانية العالية والزخم العظيم كمقاومي العراق، هؤلاء المقاومون لا ولن يحتاجوا لعملية قذرة النتائج، كأن يضربوا أنبوب ماء أو يفجروا سجنا يعلمون علم اليقين أن من فيه من المعتقلين هم أما رفاق سلاح لهم أو إخوة رأي بحكم أن هذا السجن يديره المحتلون وحدهم. أو كما حدث اليوم أن يضربوا مقرا أمميا، ليس له من الحل والربط شيء.

نعم!

للأمم المتحدة، بشخص إدارتها، دور سلبي في الحرب والحصار. ولو وقف سكرتيرها ضد القرار الأمريكي منذ البدء لما تجرأت أمريكا وإنغمست في مشروعها المقيت ذاك. بل على العكس كان هو عينه أكثر من مهد للحرب الأخيرة حين سحب ممثليه وسكت على تصرف آل الصباح العدواني حين سحبوا المراقبين الدوليين من الحدود العراقية الكويتية، وكوفي عنان، بهذه التصرفات أعطى إشارة البدء بالغزو. وحاليا فالأمم المتحدة ليست غير تابع للمحتل، أغلب دورها تنفيذ ما يريده أو تشريعه أو إنقاذ ماء وجهه وتحمل الخطأ عنه.

لكن هذه التصرفات العدائية من الأمم المتحدة وسكرتيرها، لن تدفع لعملية من القبيل الذي حدث لممثليتها في بغداد اليوم. بدليل أن مقرات الأمم المتحدة ولجان التفتيش التي تسبب بحصار 13 عاما راح ضحيته ما لا يقل عن مليون طفل عراقي وتدمرت البنية التحتية كليا، وخسر الشعب العراقي ما قيمته 400 مليارد دولار، ومع ذلك لم يضرب أحد هذه المقرات ولم يعتد على موظفي التفتيش أو موظفي الأمم المتحدة عموما، سوى حادث عابر لمواطن ناقم، إعتقلته سلطات النظام السابق وحاكمته.

الملفت أن موقع مقر بعثة الأمم هذا محاط بأربع خطوط حراسة، وحتى المبنى ذاته محاط بحراسة مشددة تأفف منها حتى موظفوه. والحراس أمريكيون مدججون بما لذ وطاب من الأسلحة، ومع ذلك تخطت السيارة المفخخة كل الحواجز ودخلت المبني وتوقفت تحت شباك غرفة المسؤول الأممي ذاته. الأمر الذي لا يتم إلا عبر إحتمالين:

-         أن السيارة لبست طاقية إخفاء فلم يرها أحد

-         أن الحراسة سمحت لها بالدخول والتحرك لتقف حيث وقفت

والحر تكفيه الإشارة!

والإشارة أن دم العراقيين وموظفي العالم صار مادة يستخدمها المحتلون بفذلكات ولعب قذرة عسى ولعل زمن رحيلهم سيتأخر.

أما دعوة الأمريكيين ومن معهم بأن القاعدة هي التي ضربت اليوم، فهي دعاية تنقلب على قائلها. فإذا كانت للقاعدة بعد كل هذه الحروب التي شنتها أمريكا والعالم كله ضدها، إمكانية لعملية من هذا النوع، فمن الذي انتصر يا ترى؟ أمريكا بحربها على القاعدة أم القاعدة بحربها على أمريكا؟ وهل يعتقد العملاء بعد اليوم أن أمريكا قادرة حقا على حمايتهم؟!

مختصرا أن هذه العملية وعملية أنبوب الماء وسجن أبوغريب، هذه عمليات قام بها المحتلون، أملا بأن تشوه صورة المقاومة الوطنية.

وهيهات!

فلا الشارع العراقي قليل فطنة لتعبر عليه هكذا خدع، ولا المقاومون الأبطال سيكفون أيديهم عن الغزاة خوف القيل والقال! والشاعر يقول:

إذا إعتاد الفتى خوض المنايا          فأهون ما يمر به الوحول

أما إذا كان من عبرة تستخلص من عملية اليوم، فحري بالأمركيان قبل غيرهم أن يدركوها وهي: (( إرحلوا عن العراق! لن تنقذ جلودكم الفذلكات! ))

 



#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمير الحي سلطان!لا تخش أن تأتمن عدوا شريفا!
- إستغاثة أحمد النعمان!
- حادث السفارة الأردنية!- العين الحمرا
- جنودك يقتلوهم حيث يثقفموهم،، أو يهربوهم إلى خارج العراق وأفغ ...
- مع الأحداث!! - 7
- إلى متابع،، عن - عدي وقصي
- الأخ الفاضل الإمام مقتدى الصدر
- إقضها، يا مقتدى، فمثلك حاتِم!
- مجلس الإمعات الذي سجد، أغريقيا، لبريمر!
- مع الأحداث!! (4)
- يمرق عباب الدار يجبر خاطِري،، وعل القليل يقول كلمة مرحبا
- فتوى حكيم صهيون الجديدة!
- اللبراليون العراقيون،، الجناح المنبوذ حتى من شهود يهوى!!
- أيها السياسيون،، راجعوا النفس قبل الفوات!
- بدأوا يتفاضحون،، لماذا؟!
- مرافعة أمام قاضي الحدود!!
- أرشيف المقاومة الوطنية العراقية
- رسالة وردودها
- نكبة البرامكة الستة
- ثأر السبي البابلي والمكارثية القادمة!


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - مقر الأمم هذه المرة!