أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - شهداء الصحافة بين نارين














المزيد.....

شهداء الصحافة بين نارين


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 569 - 2003 / 8 / 20 - 03:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تستعد مدينة الخليل الفلسطينية المحتلة لاستقبال جثمان أبنها الشهيد،الصحافي الشجاع والجريء، مازن دعنا، الذي استشهد نتيجة أصابته بصاروخ دبابة أمريكية خلال عمله في العراق ،وذلك يوم أول أمس الأحد،عندما كان يقوم بتصوير سجن أبو غريب غرب بغداد،حيث حدثت انفجارات في السجن المذكور،أدت لمصرع وجرح عشرات السجناء. ويعتبر دعنا من المصورين الصحافيين المميزين،وقد نال عدة جوائز وأوسمة دولية ومحلية،نتيجة عمله وعطاءه الذي لا ينضب.

وقد أعترف الاحتلال الأمريكي بمسئوليته عن قتل مازن دعنا،مبررا إطلاق النار على المصور المذكور ومعتبرا أنه حدث عن طريق الاعتقاد الخاطئ والالتباس، فقد أعتقد الجنود الأمريكان أن كاميرا المصور الشهيد مازن دعنا قاذف بى سبعة مضاد للدبابات موجه عليهم.

 هذا الكلام السخيف يدل على أن الاحتلال الأمريكي لا يعير أية أهمية للصحافة ووسائل الأعلام وللصحافيين والإعلاميين. فقد قتل في العراق منذ بداية الحرب الأخيرة وحتى يومنا هذا 17 صحافيا وإعلاميا،تم قتل بعضهم من قبل قوات بوش. وحسب الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود،السيد روبير  مينار" لقد لاحظنا في حالات معزولة عداء واضحا من الجنود (الاميركيين) إزاء العاملين في وسائل الأعلام. .. وهي تصرفات غير مقبولة ويجب أن يعاقبوا عليها"وطالب بإصدار "تعليمات واضحة ونداءات لتوخي الحذر للعسكريين العاملين على الأرض من اجل احترام حرية الحركة والعمل للصحافيين في العراق".

 هذا وكانت نفس القوات الأمريكية قتلت مراسلا لرويتر في فندق فلسطين وآخر يعمل لوكالة أسبانية في الثامن من نيسان أبريل الماضي. ومعروف أن نفس تلك القوات قتلت الشهيد الصحافي الفلسطيني طارق أيوب مراسل قناة الجزيرة،وذلك عبر استهدافه بالصواريخ كما حصل مع الشهيد مازن دعنا.

لقد كان الشهيد مازن دعنا من الصحافيين الفلسطينيين الشجعان،الذي عشقوا عملهم ومارسوا مهنتهم عن قناعة، ولم يكترثوا للمخاطر التي كانت تهددهم، وتكاد تعصف بحياتهم،ورغم إصابته عدة مرات برصاص الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة، وبالرغم من تعرضه للضرب والإهانة والإذلال والإصابات العديدة ،إلا أنه واصل طريق الصحافة الملتزمة، والعمل الإنساني الحر. فكانت الشهادة في العراق،حيث الاحتلال الأمريكي ونفس الرصاص ونفس القنابل،التي كانت في السابق أسالت نفس الدماء،دماء مازن دعنا،وطارق أيوب ورامي عياش و هاني جوهرية وعلي فوذة ونعم الجنوبية وتراس بروتسيوك و خوسيه كوزو، وغيرهم من شهداء الصحافة الذين قتلتهم قنابل إسرائيل وأمريكا في فلسطين ولبنان والعراق.

أن العزاء الذي نستطيع تقديمه لشهداء الصحافة والصورة الحية ، الطبيعية والكلمة الحرة،هو أن نواصل العمل الصحافي والإعلامي كما كانوا هم أنفسهم يعملون،في خدمة القضايا الإعلامية ومن اجل إيصال الصورة بالصوت للمشاهد وللناس أينما كانوا. وعلينا تذكرهم وعدم نسيانهم لأنهم كانوا ولازالوا الشعلة الصحافية المضيئة التي تنير الدرب،وتعطي الضوء المفقود للذين طالتهم عتمة وظلامية هذا الزمان،زمان الانفراد الأمريكي بعالمنا ،وزمان الكذب والافتراء والإرهاب المسكوت عنه عالميا ومحليا.

أما اتحاد الصحافيين الفلسطينيين فعليه أن يرفع دعوة ضد الأمريكان بتهمة القتل المتعمد،ومع سبق الإصرار،وما الذي يمنعنا من الذهاب بعيدا ورؤية الأمور بعكس ما تراها القوات الأمريكية،نحن لا نصدق أن الدبابة الأمريكية، والأباتشي التي تحرسها في السماء، لم تستطيعا التفريق بين الصحافي والمقاتل العراقي،أو بين كاميرا مازن دعنا وقاذف البى سبعة أو غيره من القاذفات المضادة للدبابات،فهناك بالتأكيد فرق واضح وكبير بين الكاميرا والقاذف المذكور. هذا إذا ما تذكرنا أن الجنود الأمريكان يملكون أحدث المعدات وأكثرها دقة وتقنية في العالم. وقد طال تباهي الأمريكان بمعداتهم المتطورة وما يملك جيشهم من تقنيات لا يحلم بها أي جيش آخر في زماننا الذي صار زمان الأمريكان والحكم بالقوة والاحتلال المباشر أو عبر الدولار. لما لا يكون مازن دعنا قد صور ما يرفض الأمريكان أن يصوره أيا كان؟ فحادثة سجن أبو غريب لازالت غير معروفة،ولا يوجد رواية غير رواية الأمريكان.

الصحافيون عالقون بين نارين ، مصدرهما واحد، وهدفهما واحد،إرهاب الرأي الحر، وإسكات الكلمة الصادقة وكتمان الأصوات التي تجرؤ على الكلام، والكاميرا التي تصور الحرب والذل والهوان،في بلادنا من فلسطين حتى آخر تلك الدول المحتلة.

 أوسلو / النرويج




#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - شهداء الصحافة بين نارين