أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الفتاح مرتضى - الرجال الجوف . . صرخة في وجه الموت المجاني !














المزيد.....

الرجال الجوف . . صرخة في وجه الموت المجاني !


عبد الفتاح مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 569 - 2003 / 8 / 20 - 03:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الحرب.. الحرب .. الحرب ..
جِراح وألم وخراب ويُتم وترمّل وقتل للأمل والحب. صراعات فردية ذاتية شخصانية جداً، يذهب بسببها الابناء والازواج والآباء!!
 من ينتصر في حرب يخسر فيها آلاف الرجال ؟
الحرب.. خسارة للطرفين مهما كانت اسبابها ونتائجها ..
يشرك "عادل كاظم – المؤلف " شخصيتي اليكترا وانتيجونا مع المرأة العراقية في عرض يتوحده موضوعة الحرب وماجرّته من ويلات على هذه الشخصيات الثلاث .. هذا الاسقاط الموضوعي جداً – كان التفاتة ذكية من المؤلف للدخول في تفاصيل مثل هذا العرض المسرحي ..
فالنساء الثلاث محكومات بالاعدام بتهمة القتل أوالعصيان .. فاليكترا تصبح مذنبة لانها قتلت امها التي خانت زوجها "أجاممنون"الذي عاد لتوه من حرب طروادة دفاعا عن وطنه لتقتله بالاشتراك مع عشيقها .. وانتيجونا التي خسرت اباها "اوديب "تخسر كلا شقيقاها – الاول في حرب بلاده التي يقودها كريون الطامع بالتوسع والسلطة , والثاني الذي عصى كريون فحكم عليه بالموت وترك جثته نهباً للضواري واعلان عقوبة الموت لكل من يحاول دفنه , وعندما تعلن انتيجونا عصيانها لهذا الظلم وتدفن اخاها تصبح مذنبة !!
 والعراقية التي تحب زوجهاوبكل ماتعتمل في دواخلها من طيبة ووفاء وحب واصالة، تحاول منعه من الذهاب للحرب ،لكنه لايستطيع الرفض خوفاً, فتقتله معلنه رفضها لرجل لايستطيع ان يقول : لا..
ثلاث نساء ..ثلاث ازمنه ..ثلاثة امكنة مختلفات في تفاصيلها لكنها تشترك في اساسياتها.
رفض الحرب سبب البلاء
صرخة الحق بسبب الظلم
حمل السيف ضد القمع والارهاب
 شجاعة الرجال التي تحولت الى جبن وخوف حتى من إصدار صوت الرفض او الإتيان بحركة تعلن ذلك، جعلت من النساء يتشجعن فيصرخن ب"لا" ضد كل انواع الظلم والقمع والخوف , بعد ان خلت اوطانهن من الرجال الذين تحولوا الى دمية فارغة إلاّ من القش , أساسها قش وطعامها قش, وهي راضية قانعة بحالها , اوطان فرغت من رجالها الحقيقيين وماتبقى صاروا اشباه رجال بعد ان اخصاهم متسلط " كريون" وحوّلهم الى .. دجاج !!
كريون الذي حول شعبه ليس الى دجاج فقط , بل جعلهم جميعاً مذنبون حتى يجد الظرف المناسب ليعلن سبب الذنب والتهمة , وبعدها عليهم ان يموتوا!!
ثيمة الحرب تشغل بال العراقيين جميعاً بلا استثناء , " وغانم حميد " جعلها هدفاً اعلى لأعماله بدءاً ب " هذيان الذاكرة المر " ثم " الذي ظل في هذيانه يقظاً – منع عرضها – واخيراً "المومياء" ليتأخر سنوات تفوق عن الخمس ليقدم عملاً لا يقل عنفاً وشجاعة عن اعماله السابقة . نساء محجوزات داخل صناديق زجاجية  جاهزات للعرض والموت ! دمية ضخمة "فزاعة رجل لا يحمل سوى ضخامته الفارغة إلاّ من القش " تنهي اسطورتها المرأة العراقية بضربة سيف " شواهد قبور الحرب تملأ المكان , سلسلة حديدية حمراء تربط مصير النساء ببعضهن البعض وتقيدهن بيد جلاد وخادم كريون , اواني نحاسية تغطي الرأس ليصبح الانسان بلا رأس , سيوف وآلة الحرب وتابوت " هي مفردات عرض غانم حميد .. فرغم بساطتها الا ان دلالاتها المعبرة والموظفة بدقة اغنى بكثير من تقنيات ضخمة لعرض هش ".
نص "عادل كاظم " هذا أفرغ صرخة مكتومة داخل نفس مؤلفها المعروف قد لاتغطي اعماله السابقة الا ان" الرجال الجوف " في عنوانها كان غنياً ومختصراً وواضحاً.
تحية للبطلات "شذى سالم, هديل كامل , اسيا كمال " اللواتي قدمن عرضاً اقل مايقال عنه انه عرض غني بالبطولة الحقيقية في هذا الزمن الاجوف ,
 وتحية لـ "فلاح ابراهيم " ودينمو العرض – الذي أدّى اكثر من شخصية وابدع بها جميعاً ,
 وللمبدع " حكيم جاسم " الذي ختم العرض بمشهد " كريون " يثبت فيه قدرته الخلاقة كممثل من الطراز الاول .
ولـ " غانم حميد " الذي مازال يمتعنا بأبداعاته المتواصلة والتي يضيف فيها لكل عرض من عروضه شيئا ونفساً جديداً.
 وللمؤلف المبدع الكبير " عادل كاظم " وختاماً تحية لفرقة ابراهيم جلال ورئيسه الفنان المبدع "محمود ابو العباس ".


 



#عبد_الفتاح_مرتضى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة وتعليق في كتاب: الزمن الامريكي من نيويورك الى كابول
- كيف نقرأ ألإيقاع
- علاقة النقد وألإبداع ألإخراجي للمسرح
- ألزعيم عبد الكريم قاسم أوّل عراقي يحكم العراق
- الممثل ولحظة ألإيهام المسرحي
- حقائق وأكاذيب قراءة لكتاب- طريق الخداع – الملف الاسود يكشفه ...
- العَصَبِية القَبَلِيّة لدى الحكومات العربية
- المُدرَك وغير المُدرَك في مافيات صدّام
- منبر الحرية لا يعلو فوقه اي شيء
- ثقافة العنف وثقافة التسامح
- مهمّات الحكومة ألإنتقالية
- هل الحرب لعبــة ؟ مهزلة سقوط صدّام !!
- وعي الحقائق وتسطيح الواقع - رد على ماكتبه السيد كريم الربيعي
- لا للحرب....لا للديكتاتورية نعم ..نعم ..للفـاصوليـا اليابســ ...
- تـكهّنـــات
- مالنا..وما..لهم
- صحوة ألعقــــل
- ولايــة بطيــــــخ
- عراق ما بعد صدام
- مهرجانات القمم العربية


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبد الفتاح مرتضى - الرجال الجوف . . صرخة في وجه الموت المجاني !