أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - القرارات الليبرالية قرارات مميتة















المزيد.....

القرارات الليبرالية قرارات مميتة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاشت سوريا زمناً طويلاً خارج الزمان الفعلي ، تعاني فيه مرارة الاستبداد السياسي ، وانطلاقا من بداية الألفية الثالثة ، أصبحت تعاني مرارة مركبة من الاستبداد السياسي والاستبداد الاقتصادي الليبرالي معاً ، في عناق يتكرر في دول التحول الليبرالي .
وإذا كان الذين عانوا من الاستبداد السياسي قلةً بالمعنى العام سابقاً ؛ فإن الذين يقع عليهم الاستبداد المركب فهم غالبية الشعب السوري وتحديداً منهم الفقراء الذين ما انفكوا يتزايدون ..
القرارات الاقتصادية الليبرالية تجتاح تأثيراتها مختلف قطاعات الدولة وتأخذ أشكالاً متعددة من تأجير الشركات أو بيعها بعد نهبها أو استثمارها من قبل رأس المال الخاص المحلي أو العربي أو الإقليمي والأجنبي كذلك ..
أما عملية البيع في السوق فقد أصبحت محكومة لعملية سياسة تحرير الأسعار منذ عام 2001 وأصبحت هي القاعدة لكافة عمليات البيع فرُفعت يد مديرية الأسعار الثابتة وأستعيض عنها بجمعية حماية المستهلك ، التي لم تقوى على فعل شيء إزاء قوى السوق المنفلتة والشرهة للنهب..
وبالتوازي إنحكم السوق لفئة من المافيات التجارية التي تفرض سلطة احتكارية على أسعار البضائع ، وهو ما يشوه قانون العرض والطلب بصورة مسوخية رغم أنه هو قانون ضد مصلحة الفئات الفقيرة أصلاً . وبالتالي تزداد الأسعار ارتفاعاً ونادراً ما تعود إلى أوضاعها أو تتوازن مع الأجور ، ولا تشكل تصريحات المسؤلين السوريين إلا تغطية إيديولوجية على التحولات الليبرالية ..
وإذ أفتتح القانون عشرة عام 1991 ذلك التحول ؛ فإنه يعود إلى فترة 1986(إعادة الهيكلة) ولكن مع التسعينيات حسمت المسألة بهذا الاتجاه وهو ما يشمل القاعدة الرئيسية في الاقتصاد والدولة السورية...
وقد أتى قانون الاستثمار الجديد ليسمح للملكية الخاصة بتعزيز دورها في التملك الكامل للأصول أو الممتلكات وإعادة رأس المال المصادر إلى المواطنين الأجانب ويحظر فيه على الحكومة نزع الملكية..
ويُعمل كذلك باستثناء الواردات للمشروعات الاستثمارية من التعريفات الجمركية ..
ومنذ ثلاث سنوات تم التحرير الاقتصادي والخصخصة في قطاعي البنوك والتأمين والسماح للبنوك الأجنبية بفتح فروع في مختلف مدن سوريا...
وقد جرى تعديل القانون الخاص بالبنوك بتملك رأس المال الأجنبي بنسبة 60 بالمائة مقابل السقف القديم 49 في المائة..
وقد أكتمل طور جديد من القرارات الليبرالية بالإعلان عن سوق الأوراق المالية في سوريا ..
وكذلك أوصى البنك الدولي بعد م رفع الأجور ورفع الدعم عن أسعار المازوت بنسبة 60 بالمائة والمطالبة الدائمة برفع يد الدولة بالكامل بالمعنى الاستثماري الاقتصادي والاجتماعي وهو ما يعنى عدم موازاة الأجور بالأسعار ، وإفلاس الدعاية التي شاركت بها السلطة بأنه مع الليبرالية سيتم رفع الأجور؟؟!!!..
أما أجور العاملين في سوريا فلا تتجاوز نسبة 18بالمائة من الدخل السوري ويعتبر متوسط الأجور في سوريا أقل ب13 مرة من مثيله الأوربي وأقل من نظيره في دول الجوار .
المفارقة التي لا تدرس جيداً أن انخفاض الأجور للأغلبية العاملة يتضمن دعماً من العمال للدولة وللشركات العاملة في كل القطاعات ومنها القطاع الخاص ؟..
ولا يمكن تعليل تدني الأجور بارتفاع كلفتها ، لان الفساد المستشري في مؤسسات الدولة بالإضافة للتحولات الليبرالية التي تجريها الدولة هو المشكلة الفعلية وليس كتلة الأجور..
النتيجة المزرية للاستبداد المركب هي ارتفاع نسبة الفقر عن 30 بالمائة من الشعب السوري أي حوالي 5,3 مليون نسمة ..
هذا يعني أنه مع كل تحرير للأسعار وإتباع سياسات الانفتاح والخصخصة والليبرالية يتم كف يد الدولة الاقتصادي والاجتماعي والسياسي...
وهو ما يعني أن الدولة ستخسر إيرادات ضخمة تتطلبها الخزينة وذلك من اجل توفير وسائل الإنتاج لقطاعات الدولة وهو ما انعكس وسينعكس انخفاضاً في الأموال المخصصة لقطاع التعليم والصحة والبنية التحتية . واحتلال القطاع الخاص لهذه القطاعات كالتعلم والصحة وطرد الفقراء من هذه الخدمات..
بالإضافة لتعمق النزعات الطائفية والعشائرية والعائلية والمناطقية ، وتبني مقولات سياسية أصولية وبعيدة عن قيم الحداثة والعلمانية والوطنية والديمقراطية واحترام حق الاعتقاد الحر..
ويمكن إجمال مشكلات الاقتصاد السوري من جراء الأسباب السابقة ب: تدني مستوى النمو ، تخلف القطاع الزراعي والصناعي ،وعدم وجود استثمارات جديدة ، عدم تجديد القطاع العام ، تجميد الأجور ، تجميد التوظيف ، سوء نوعية البضائع المنتجة ، تحكم الاحتكارات أو المافيات في الأسواق ، وعدم وجود إستراتيجية تنموية ..
هذه المشكلات وغيرها هي نتيجة الفساد وسياسة النهب لقطاعات الدولة والتحول الليبرالي الجديد في الدولة السورية كسياسة عامة ، ويرى نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية " أن الحكومة اختارت اتخذا القرار غير الشعبوي حتى وإن تسبب ذلك بالآم اجتماعية "
واقعياً، يعني هذا الكلام الذي يقال على كثير من أفواه المسوؤلين السوريين أن السلطات اختارت للشعب السوري الطريق الليبرالي بعد أن كانت هي من كان اختار طريق رأسمالية الدولة لذات الشعب . وبالتالي أصبح مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي شعاراً فارغاً وإيديولوجياً ومُصدراً للإعلام للتخفيف من صدمة نتائج القرارات الليبرالية المتتالية .
وبالتالي اختارت السلطة المتحكمة بالدولة الدفاع عن مصالح الأغنياء من القطاع الخاص والقطاع العام وبما يتناسب مع قرارات البنك والصندوق الدوليان وسياسات الأمم المتحدة ..
ويمكن القول أن شروط البنك الدولي والصندوق الدولي ينفذان في سوريا دون إعلان رسمي عن تلك البرامج اعتماداً على أسلوب الصدمة وتحرير الأسعار بالتدريج لا بالصدمة المباشرة ..
إذن سوريا الآن في المفترق : الدولة تتبنى الليبرالية كسياسة عامة والخصخصة ، والتجار والأثرياء الجدد والقدامى يضغطون من اجل ليبرالية عارية بلا أية حقوق للعمال ،استمرار الاستبداد السياسي كسياسية عامة ، الشعب والمعارضة لا يزالا مقيدين ، جزء من المعارضة الليبرالية تنسجم مع سياسات النظام الاقتصادية ، بالإضافة لضغط المشروع الأمريكي والأوربي بهدف تدمير الجانب الاقتصادي والاجتماعي للدولة ..
الوضع المتأزم ، يستلزم من القوى المناهضة للعولمة والليبرالية والرأسمالية من حركات مناهضة العولمة والحركات اليسارية والماركسية والقومية ، تكثيف جهودها وتبني برامج متقدمة في جميع الصعد والابتعاد عن العقلية الوصائية والاقصائية والاحتكارية. وتبني الخيارات الديمقراطية منهج حياة .
والعمل على خلق تحالفات وطنية وديمقراطية ويسارية ومواجهة الصراعات الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية التي تشنها قوى الفساد والليبرالية والمعارضة الليبرالية ضد مصالح قوى المناهضة ومصالح الطبقات الكادحة...



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومية، العلمانية، الديمقراطية
- قراءة في كتاب ما الماركسية، تفكيك العقل الأحادي
- القطري والقومي ومشكلة الهوية السورية
- المرأة في زمن العولمة
- الهيمنة البديلة للهيمنة الامبريالية
- قراءة في كتاب الماركسية والديمقراطية
- قراءة في فن الحب وطبيعته
- قراءة في التنمية المستدامة
- إستراتيجية الحرب وإستراتيجية التقدم
- ديمقراطية ممكنة ، وديمقراطيات بدون ديمقراطية
- أمريكا وصدام والاقتتال الطائفي
- الشرط الامبريالي وتشكّل الدولة اللبنانية
- بعض مشكلات سوريا في رأس السنة الجديدة
- الأزمة الهيكلية للرأسمالية وبدايات صعود الليبرالية الجديدة
- اليسار الإصلاحي ، المقاومة المعرِقلة ، اليسار الثوري ، هزيمة ...
- الحركات الاجتماعية وعلاقتها بإشكالية الديمقراطية
- دولتين ام دولة ديمقراطية علمانية واحدة
- العولمة والامبريالية
- سياسية التمويل مصالح وأخطار
- أهمية نداء القوى والشخصيات الماركسية في الوطن العربي


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - القرارات الليبرالية قرارات مميتة