أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - علاقة الأحزاب الفلسطينية بمنظمات المجتمع المدني















المزيد.....

علاقة الأحزاب الفلسطينية بمنظمات المجتمع المدني


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:01
المحور: ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني
    


مقدمة
تختلف نشأةُ الأحزاب والتنظيمات الفلسطينية عن بقية أحزاب الدول الأخرى في خصائص عدة .
فهي تختلف عنها في ارتباطها بالنضال الفلسطيني المسلح بالدرجة الأولى مما جعل النضال في المجال الثقافي والاجتماعي والاقتصادي نضالا ثانويا وحتى مُهملا ، وتختلف كذلك في أن نشأة معظم الأحزاب كان خارج فلسطين ، وتختلف أيضا في اعتمادها السريَّةَ في نشر أفكارها ومبادئها ، وعدم وجود قوانين وأنظمة داخلية مكتوبة عند بعضها إلا عقب تأسيسها بسنوات طويلة . وكذلك تختلف في شراء بعضها من قبل الآخرين.
إذا أردنا أن ندرس الأحزاب الفلسطينية ، فلا بد من تقسيمها إلى قسمين على الرغم من أن ذلك التقسيم لا ينصرف على بعض الأحزاب الفلسطينية التي مزجت بين القسمين .
إلا أن التقسيم يسهِّلُ دراستها ومتابعة مسيرتها خلال السنوات الفائتة ، والقسمان هما :

أولا : الأحزاب والحركات الوطنية الفلسطينية
كان لهذا القسم أولوية الحضور في الساحة الفلسطينية ، ويضم هذا القسم كل الأحزاب الوطنية التي اعتمدت [ الفكر الديمقراطي الحر] كنمط حزبي ونظام أساسي ، وأدارت نضالها بالاسترشاد بالأفكار والنظريات السائدة في الأحزاب التقدمية ، وكانت حركة فتح والحزب الشيوعي الفلسطيني سابقا أو حزب الشعب حاليا ، والجبهتان، الشعبية والديمقراطية وما تفرّع عنهما ، وحزب البعث بأقسامه الفلسطينية والعربية والجبهات الفلسطينية الأخرى والوحدويون والناصريون والمستقلون ، وصولا إلى أحزاب الطريق الثالث التي خاضت الانتخابات التشريعية الأخيرة ، كانت كل هذه الأحزاب تشكل التيار الوطني الفلسطيني .

ثانيا : أحزاب التيار الديني
بقيت هذه الأحزاب تعارض المشاركة في السياسة الفلسطينية باعتبار المشاركة السياسية خروجا عن تعاليم الدين الإسلامي إلى أن كسرت حماس هذه القاعدة في الانتخابات التشريعية في يناير 2006 .
وتضم قائمة الأحزاب الدينية : حماس – الجهاد الإسلامي – وحزب التحرير الإسلامي – السلفيين ومن شايعهم
ويجمع هذه الحركات شعارٌ واحدٌ هو [ الإسلام هو الحل] وهو شعار جماعة الإخوان المسلمين على الرغم من اختلاف هذه الأحزاب في تفسير مدلول الشعار السابق.
وقبل أن ندرس هاتين الفئتين ينبغي أن نوضح بأن التقسيم السابق لا يعني توافق جميع الأحزاب في المجموعة الواحدة في رؤيتها لطبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، إذ أن بعضها لا يرتبط بالأحزاب الأخرى إلا في إطار التسمية فقط ، فحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يربطها بالجهاد الإسلامي سوى الاسم ( الإسلامي) فقط ، كما أن الصراع بينهما صراعٌ أيدلوجي ليس سهلا أو هيِّنا ، بل هو صراعٌ عميق يمس الجذور الفكرية لكل منهما .

وعند دراسة الأحزاب الوطنية الفلسطينية، فإننا نلاحظ بأنها ارتبطت بحركات التحرر العالمية وبخاصة أحزاب اليسار الفلسطيني ، فقد كانت الأيدلوجيا الرئيسة لتلك الأحزاب هي أيدلوجيا ماركسية بالدرجة الأولى ، وإن حاولت تلك الأحزاب أن تتفلَّت من تلك الأيدلوجيا عبر صياغات حزبية جديدة تلائم البيئة الحزبية الفلسطينية .
وتمكنت حركة فتح من التسلل من خلال الفجوة بين اليسار واليمين فتمكنت من تأسيس بُنية حزبية فلسطينية توافق الطبيعة الحزبية الفلسطينية منذ نشوئها وحتى تأسيس السلطة الفلسطينية أي من 1965- 1995م .
واستطاعت حركة فتح أن تؤسس الهيكل الأول لحركات التحرر الوطنية :
وهو هيكل منظمة التحرير الفلسطينية .
ظلت منظمة التحرير الفلسطينية تمثل في نظر العالم (الدولة الفلسطينية)، وتمكنت المنظمة من تحقيق مكاسب إعلامية عظيمة للشعب الفلسطيني ، غير أن تلك المنظمة فقدت دورها الريادي بعد توقيع اتفاق أوسلو لعدة أسباب أبرزها :
لم تُوفَّق منظمة التحرير في وضع قاعدة تأسيس الدولة الفلسطينية كنظامٍ مركزي يقوم على التعددية ، وانضوت المنظمة تحت إطار فتح باعتبارها الحركة الأقوى ، ولم تتمكن التيارات الوطنية التي أصابها الهزال عندما عادت إلى الوطن واكتفى كثيرٌ من زعمائها بالمكاسب الشخصية البحتة على حساب أحزابهم وتياراتهم من إعادة إنعاش منظمة التحرير كإطار مركزي لكل الأحزاب والحركات الفلسطينية .
كما أن بعض الأحزاب الوطنية اصطدمت بالواقع الفلسطيني العملي بعد العودة ، وشاهدت على الطبيعة الممارسات الاحتلالية التي أعاقت مسيرة الأحزاب الوطنية وأفشلت خططها .
يضاف إلى ذلك أن معظم تلك الأحزاب أهملتْ الجانب الثقافي والتوعوي للفلسطينيين ، فلم تقم بتأسيس البنية الثقافية والفنية ، وأصبحت تمارس طقوس المنافسات الحزبية الصغيرة ، وتنفق كل الميزانيات على الاحتفالات بذكرى تأسيس الأحزاب ، واستعراض المريدين والأتباع وكل ما يرتبط بهذه الأفعال من ممارسات .
بالإضافة إلى ما سبق فإن أكثر الأحزاب الوطنية أخذت تخسر أتباعها ومناصريها ، لأنها فشلتْ في وضع أسس للنضال الفلسطيني ، فحتى اللحظة لا يعرف كثير من أتباع الأحزاب الوطنية الغاية الرئيسة من النضال الفلسطيني ، فهل هو إعادة فلسطين برمتها ، أم تأسيس دولة في غزة والضفة ، كما أن هناك تفاوتا في تفسير حق العودة بين كثير من تلك الأحزاب .
وهناك أيضا تناقض في مفاهيم الأحزاب الوطنية لمفهوم [ التطبيع] وهل ينصرف مفهوم التطبيع على الإسرائيليين اليساريين والمؤرخين الجدد ممن يدعمون الحق الفلسطيني ويناضلون داخل جامعاتهم ومؤسساتهم إلى درجة أنهم يتعرضون للطرد من إسرائيل أمثال المؤرخ الجديد إيلان بابيه ، وآفي شلايم وباروخ كيمرلنغ ،وتوم سيغف وأبطال حركة السلام الآن من أمثال يوري أفنيري ، ولطيف دروري وغيرهم كثيرون ؟ أم أن التطبيع جريمة فقط إذا كان مع المتطرفين من حزب الليكود ودعاة الترنسفير ؟
إذ أن أكثر الأحزاب الوطنية ترى في اليساريين الإسرائيليين والمؤرخين الجدد ومؤسسي حركات السلام أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية ، في الأحاديث السرية غير العلنية فقط ، بدون أن يجرؤوا على الإعلان عن ذلك جهرا .
ويرى فيهم آخرون مجرد جواسيس للسلطة الإسرائيلية ، وهؤلاء يرددون دائما المقولة [ المحزنة] " الإسرائيليون عملة واحدة بوجهين "!

أما أحزاب التيار الديني الفلسطينية فإنها استفادت من تفكك الأحزاب الوطنية الفلسطينية ، وليس من قبيل المبالغة القول بأن ظهور حماس كان ناتجا من نواتج ضعف التثقيف الحزبي من قبل التيار الوطني الفلسطيني بكامل أحزابه وفصائله ، هذا التيار الذي اكتفي في الفترة التي سبقت ظهور حماس بالافتخار بالنضال العسكري والعمليات المتعددة كقصف المستوطنات والعمليات الفدائية وخطف الطائرات بدون أن يتمكن من بلورة ثقافة حزبية لهذا التيار الوطني .
وكان للفراغ الثقافي أثرٌ كبير في تقوية التيار الديني ، وهذا الفراغ ساد المجتمع الفلسطيني خلال ثلاثة عقود على الأقل مضافا إليه سياسة التجهيل الإسرائيلية التي كانت تُمارس بخطة مدروسة لإفشال التعليم ، وفتح مجالات العمل للطلاب الفلسطينيين ليهربوا من مدارسهم ، كما أن إسرائيل شجعت الطلاب على استخدام المدارس والجامعات كخلايا نضالية لتجد العذر المقبول لإغلاق تلك المدارس وتشجيع التسرب المدرسي ، بالإضافة إلى انتهاك حرمة الامتحانات العامة عندما كان طلاب الثانوية العامة يحملون أوراق الإجابة من قاعة الامتحانات إلى البيوت ، ثم يعودون بها إلى المدارس مرة أخرى بعد أن تكتب الإجابات الصحيحة .
كل تلك الممارسات مكّنتْ التيار الديني من أن يحظى بالجماهيرية ، مستغلا الفراغ الثقافي ليحل محل الثقافة الوطنية ، كما أن التيار الديني استفاد من الدين وطوَّعه ليكون شعارا له وقانونا ولا سيما فإن أنصار وأتباع التيار الوطني كانوا عاجزين عن محاججة أنصار المذهب الديني لما يعانونه من نقص في ثقافتهم الدينية .

علاقة الأحزاب الوطنية بمنظمات المجتمع المدني
يجب الإشارة إلى أن تعبير منظمات المجتمع المدني الفلسطينية تختلف عن منظمات المجتمع المدني في أكثر الدول وذلك لأسباب عديدة :
إن منظمات المجتمع المدني الفلسطينية ظلت محظورة طوال فترة الاحتلال ، لأن سلطات الاحتلال كانت ترى في تأسيس تلك المنظمات خرقا للخطة النفسية والاقتصادية التي يرمي إليها المحتلون ، إذ أن سلطات الاحتلال كانت تهدف إلى إضعاف البنية الاجتماعية الفلسطينية لهدف تطويع المجتمع وإخضاعه للسيطرة .
ولم تسمح سلطات الاحتلال للنقابات والاتحادات إلا وفق المواصفات التي تضعها إسرائيل
فقد سمحت لنقابة العمال بشروطها وكذلك فعلت لنقابة الصحفيين والكتاب واتحادات المرأة بعد أن فرضت حظرا على كثير من الكفاءات ، وسجنت عدد كبيرا من القيادات البارزة فبقيت تلك المنظمات يافطات فقط لا غير .
وتمكنت من اختصار منظمات المجتمع المدني في [ الجمعيات العثمانية ]
كما أن سلطات الاحتلال فرضت القانون العثماني والقانون البريطاني على الرغم من أن القانونين قانونان فرضهما المحتل . وعندما اضطرت إسرائيل تحت إلحاح منظمات حقوق الإنسان إلى منح تراخيص لبعض الجمعيات ، منحت بعض التراخيص بشروطها الخاصة .
ومن المعروف بأن القانون العثماني كان يفرض قيودا كبيرة على الجمعيات ، وكانت الغاية من القانون العثماني أيضا فرض السلطة التركية على البلاد العربية .
بالإضافة إلى ما سبق فقد عمدت سلطات الاحتلال إلى فرض بعض الشخصيات الفلسطينية على منظمات المجتمع المدني ، وكانت سلطات الاحتلال تمنح هؤلاء الترخيص المطلوب لتأسيس الجمعيات كمكافأة على تعاونهم معها في مجالات عديدة ، ورفضت سلطات الاحتلال منح التراخيص للمفكرين والوطنيين ورواد العمل الحر الأكْفاء ، مما أسهم في جعل منظمات المجتمع المدني في فلسطين بروازا تفاخر به إسرائيل أمام العالم بادعاء أنها دولة [ ديمقراطية] وليست دولة محتلة .


وإذا أردنا أن نتتبع دور أحزاب التيار الوطني الفلسطيني في منظمات المجتمع المدني بعد قيام السلطة الوطنية ، فإننا نجد أن هذا التيار لم يتمكن من وضع خطة شاملة لحاجة المجتمع الفلسطيني لمنظمات المجتمع المدني ، فقد سادت عشوائية الجمعيات والمؤسسات والمراكز الأهلية ، حتى أن بعض الأحزاب والتنظيمات الوطنية اعتبرت منح تراخيص الجمعيات مكافأة وإرضاء لبعض الطامحين ممن لم يتولوا منصبا مرموقا في وزارات السلطة الفلسطينية .
أما في مجال الاتحادات: كاتحاد العمال والطلاب والصحفيين والكتاب والمرأة والأطباء والصيادلة ، والنقابات المهنية وغيرها، فقد برز ضعف تلك الأحزاب الوطنية واضحا فقد ظلت الانقسامات والصراعات تحول دون وضع أسس سليمة للعمل النقابي ، وحدث اشتباكٌ بين الموظفين الرسميين ممن يطمحون في ممارسة دورهم النقابي وممارسة العمل السلطوي في الوقت نفسه .
وهذا أصاب عمل معظم الاتحادات والنقابات بالشلل حتى اليوم .
كما أن التيار الوطني لم يُفلح في وضع آلية مشتركة للعمل النقابي ، وظل يعتمد سياسة [ المحاصصة] التقليدية أي خمسة لفتح وواحد للجبهة الشعبية وآخر للديمقراطية وثالث لحزب فدا ....الخ . على الرغم من اختلاف ظروف العمل في الوطن .

وليس من قبيل المبالغة القولُ بأن نتائج فشلنا في إنجاح منظمات المجتمع المدني ، كانت هي السبب الرئيس في أزمتنا الراهنة ، أزمة التيار الوطني الفلسطيني العاجز عن أخذ دور ريادي ، أو حتى استعادة مجده القديم .

وانتشرت كذلك ظاهرة جمعيات الاسترزاق ، وهي نمط فريد يقوم على أساس استغلال ظروف المجتمع الفلسطيني لاقتناص الدعم الخارجي ، فانتشرت مئات جمعيات العناية بالأطفال المعوقين ، والأطفال المصابين ، وعشرات جمعيات العناية بالأسرى والجرحى والمعاقين والمصابين والمساجين وحقوقهم ، أما عن جمعيات المعونات والبر والإحسان ودعم الأسر الفقيرة وطلاب المدارس والجامعات ومؤسسات العلاج الطبي والنفسي والمجتمعي فحدِّث بلا حرج .
يضاف إلى ذلك جمعيات [ الصداقات] بين الشعب الفلسطيني وكل بلدان العالم ، ولا يخفى على أحد الغاية من هذه الجمعيات ، فهي في الغالب لا تختلف كثير عن الأنماط السابقة .

وهذه الألوان من الجمعيات يشرف عليه في الغالب المقربون والأهل والأصدقاء ، وأكثرهم موظفون يتقاضون رواتبهم الضئيلة بالقياس إلى ما يجنونه من أرباح من جمعياتهم من خزينة السلطة الوطنية .
أما أكثر الجمعيات التي تسمى جمعيات ثقافية وفنية ، يكون رئيس مجلس الإدارة فيها بعيدا عن الثقافة ، وأنماط هذه الجمعيات ليس له من صفات الثقافة سوى اسم الجمعية .

لهذا فإننا لا نعدو الصواب حين نقول إن معظم الأحزاب الوطنية الفلسطينية لم تنجح حتى الآن في تأسيس منظمات أهلية [ مدروسة] يحتاجها المجتمع الفلسطيني تسدد النقص في مجالات الإشراف التي تختص بها الحكومة ، وتكون عينا للمجتمع على أداء المؤسسات الرسمية .

ونستثني من ذلك نجاح بعض مؤسسات حقوق الإنسان في متابعة جرائم الاحتلال ، ومتابعة الإخلال بالحق العام من قبل مؤسسات السلطة نفسها .
علاقة الأحزاب الدينية بمنظمات المجتمع المدني
أما عن علاقة أحزاب التيار الديني بالمنظمات الأهلية فتجدر الإشارة إلى أن أحزاب التيار الديني أدركت منذ البداية أهمية ملف منظمات المجتمع المدني ، واستطاعت بناء منظومة قوية منها وعلى وجه الخصوص جمعيات المعونات ، لأن تلك الأحزاب استفادت من كونها فرعا من فروع الأحزاب الإسلامية خارج فلسطين ، لذلك فقد أسست منظمات كبيرة وتمكنت من جلب أموال طائلة لهذه المؤسسات ، عززتْ بها بنيتها الحزبية ، كما أنها استفادت من فشل التيار الوطني في تأسيس الجمعيات الأهلية وأرست قواعد جديدة في مجالات منظمات المجتمع المدني . وتمكنت من خلال هذا الدعم من التأثير في بنية المجتمع الفلسطيني برمته .
ولا يجب أن نغفل بأن هذا التيار الديني استفاد من حالة الترهل والفساد التي سادت المجتمع الفلسطيني أثناء تأسيس السلطة ، فاستقطب هذا التيار عددا كبيرا من الناقدين والناقمين.
واستفاد هذا التيار كذلك من الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني فقد تمكنت أحزاب التيار الديني من التغلغل في نسيج منظمات المجتمع المدني فأخذت تدفع أتباعها نحو الاتحادات والنقابات المهنية ، وتمكنت من احتلال مواقع كثيرة ومهمة في هذه المنظمات .
واستطاعت كذلك بحكم هشاشة بعض الاتحادات والنقابات ، الهشاشة الناجمة عن ضعف أحزاب التيار الوطني، أن تبني منظومتها النقابية الخاصة والبديلة ، وأن تؤسس بنية كبيرة من الجمعيات العثمانية الخاصة بها .

التوصيات

المطلوب الفوري من الأحزاب الفلسطينية أن تستعيد علاقاتها بالأحزاب والتيارات العالمية لتقوية أواصر العلاقات المتبادلة ، فلا يعقل أن تشهد تلك العلاقات تراجعا في الألفية الثالثة يصل إلى درجة الانفصال التام والقطيعة مع الأحزاب والتيارات العالمية في زمن العولمة ، بعد أن كانت الأحزاب الفلسطينية في السيتينيات والسبعيينيات من القرن الماضي تعتبر العلاقة بينها وبين الأحزاب التقدمية أمرا مقدسا .
و يجب أن تبذل الأحزاب الفلسطينية جهودها في مجالات التثقيف وتوعية الجماهير الفلسطينية ، ويكون ذلك بالعناية بنظام التعليم والتربية وتجريم العابثين به ، فما تزال الأحزاب الوطنية الفلسطينية تساهم إلى جانب الأحزاب الدينية في تخريب النظام التعليمي .
فهناك الآن في الساحة الفلسطينية منافسة بين الأحزاب على طلاب المدارس ، وعلى تخريب اليوم الدراسي .
يجب إعادة الاعتبار لمنظمات المجتمع المدني ماديا ومعنويا ، فما أكثر المنظمات الأهلية الجيدة التي تعجز حتى الآن عن تسديد إيجارات مقراتها ، ويجب كذلك إفساح المجال أمام الكفاءات والمفكرين لأخذ دورهم الريادي ، وإلغاء نظام الوراثة الحزبية ، وهو نظام تولية الأب للأبناء والأقارب ، وهو نظام ما يزال متبعا في أكثر الأحزاب الفلسطينية .
يجب تشكيل جبهة تقدمية فكرية حرة من قادة الأحزاب ، ممن يفهمون لغة العصر ، للوقوف في وجه تيار التجهيل الذي يخنق المجتمع الفلسطيني .
يجب إعادة النظر في مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية وتقييمها ، ووضع قوانين تكفل عدم وصول الفاسدين والجاهلين والمشبوهين إلى هذه المنظمات والجمعيات .
ينبغي دمج كثير من الجمعيات ذات العنوان الواحد في جمعية واحدة حتى لا تتشتت الجهود ، وتضيع الفائدة الوطنية .
وأخيرا إن أروع إنجازات أي حزب من الأحزاب ؛ أن تعترف الأحزابُ الفاشلة والمقصرة بالتقصير والفشل لتتيح المجال لتأسيس بنية حزبية جديدة وقوية ، كما إن استمرار ادعاء بعض الأحزاب بالقوة والمنعة ، على الرغم من أنها هرمتْ إلى درجة أنها تسير على عكازين منذ سنوات طويلة ، وهي تلزم غرفة العناية المركزة ، وترضع حليب الوطن عبر الأنابيب........ يعتبر مأساة وطنية كبرى !
غزة في 11/4/2007
توفيق أبو شومر









#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإحباط مرض عربيٌ ؟
- هل أنظمة الاختبارات التقليدية إرهاب ؟
- المرأة بين الحقيقة والخيال
- المبدعون قرون استشعار
- إحراق الكتب في فلسطين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار -العلاقة المتبادلة مابين الاحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني - توفيق أبو شومر - علاقة الأحزاب الفلسطينية بمنظمات المجتمع المدني