أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - انطباعات مرسلة الى الاخ الفاضل الاستاذ القاضي زهير كاظم عبود المحترم














المزيد.....

انطباعات مرسلة الى الاخ الفاضل الاستاذ القاضي زهير كاظم عبود المحترم


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 569 - 2003 / 8 / 20 - 03:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تحية من الاعماق وبعد
   لقد كانت لكلماتكم الرائعة المرسلة عبر موقع الحوار المتمدن الزاهر ذي تأثير بالغ في النفس وقد اثارت شجوني واعادتني الى ذكرى الرجال العراقيين الحقيقيين الذين ساهموا في نهضة العراق الحديثة ، وكانوا جزءا من مدرسة وطنية عراقية حيوية نظيفة ونزيهة لها ثقافتها وقوتها ونفاذ رأيها ورسوخ مبادئها الوطنية ومعاملاتها الاخلاقية .. نخب من الرجالات العراقيين الذين غابوا او غيبتهم الاقدار المأساوية الصعبة ابان العهد السياسي الغاشم الذي جثمت خلاله على صدور العراقيين اثقال مريعة من الاضطهادات والمكبوتات والمصاعب والمصائب التي لم تتحملها انفسهم فمنهم من مات كمدا وحسرات ومنهم من انتظر يائسا  حتى رحل ومنهم من نفي وهام في ارض الله .. رجالاتنا من العراقيين الكبار عاشوا شبابهم أعزة كراما في وطن لم يعرفوا فيه تفرقة ولا فاشية ولا ذلا ولا اهانات .. علمونا في بيوتهم ومجالسهم ودوائرهم كيف يكون العراقي ابن حقيقي للعراق ! وزرعوا فينا كل ما جبلوا فيه او ما تربوا عليه .. لم اسمعهم يوما يميزون بين انفسهم الا على اساس الكفاءة والاصالة والاخلاق ! لم ارهم يوما يختلفون الا من اجل غاية نظيفة وهدف نبيل !
     عندما ذكرت البعض من الاسماء التي عرفتها او سمعت عنها في مدينة الموصل ام الربيعين ، كان ذلك دليل صدق على اصالتك العراقية الرائعة وطيب منبتك الكريم ، ذلك ان رجال العراق وحكمائه ما عاد يذكرهم احد اليوم .. لقد جاهدوا وناضلوا في القرن العشرين ، ولم يتلقوا في حياتهم الاخيرة الا القهر والتغييب .. وحتى بعد مماتهم ما عاد يذكرهم احد على امتداد عقود من السنين كان الشغل الشاغل للعراقيين ما فعله الجهلة والاغبياء والاشقياء بالعراق وسكت الرجال من الساسة المدنيين والمثقفين الاحرار ورجال العلم والقانون والتاريخ سكوتا عجيبا على امتداد خمس وثلاثين سنة مذ روعتهم ما اتبع في العراق من سياسات دموية قاسية لا يمكن وصفها وستكتب تقصيلاتها التاريخية السوداء في الايام المقبلة .
     ولابد ان اطمأنك سيدي العزيز انني قد خصصت لكل من عرفته من اولئك الرجالات والنسوة الذين عرفتهم في حياتي ، حلقات في كتابي الموسوم " نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية " .. قيد النشر ، ومنهم : استاذنا الكبير المؤرخ سعيد الديوه جي - رحمه الله - ، فهو علم من اعلام العراق وعلمائه الكبار ، فهو يستحق ان يهتم العراقيون باعماله ومؤلفاته وسيرة حياته في الموصل.. لقد عرفته كما عرفه غيري من ابنائها وكم كان شجاعا في التعبير عن نقداته .. نعم ، لقد عاش  اسوة باقران اخرين له ، في عهد البعثيين ، مرارة حقيقية وكم كان يبوح لي سرا بالامه ومعاناته اسوة بالاستاذ الكبير علي الوردي رحمه الله ، فلقد تنكرت الاجهزة الرسمية للاثنين ولغيرهما من عشرات الرجال الاكفاء العراقيين المخلصين ، وكان الديوه جي يعتب عتابا شديدا ومريرا على تلك الاجهزة التي نصبت  " اعضاء جهلة واغبياء " – على حد قوله – اعضاء في المجمع العلمي العراقي وتجاهلت العلماء العراقيين الحقيقيين .
      وهناك الاستاذ الصحافي القدير عبد الباسط يونس - رحمه الله - ، الرجل المثقف الذي كان مكتبه ومكتبته الشهيرة مجلسا رائعا وهو الذي اشتهر منذ شبابه بهتافه في مظاهرات عام 1948 في شارع نينوى بسحق اكبر رأس في البلاد من دون ان يسحق الامير عبد الاله عظامه ! لقد سمعته يترحم عليه في السنوات الاخيرة ! وكان عبد الباسط يونس قد خدم العراق باصداره العديد من الصحف كان آخرها جريدة الهدف التي نشرت لي اول مقال وعمري لا يتجاوز الرابعة عشر من العمر والتي اغلقها البعثيون .. وهو الرجل الذي حماني من رجال امن صدام عندما صدر امر القاء القبض عليّ وقدم نفسه للاعتقال بدلي .. موقف شريف لا يمكنني نسيانه ما حييت رحمه الله ! ولعل ابرز ما يمكن تسجيله عن هذا الرجل شجاعته في الاعلان عن سخطه على سياسة صدام ، وكانت مكتبته تخلو من صورة السيد الرئيس القائد !
     اما والدي القاضي ورجل القانون كوكب علي الجميل – رحمه الله - ، فتكفي شهادتك عنه ، وهو الاخر له تاريخ سياسي وثقافي احاول تسجيله بعون الله بجمع كل مخلفاته وكتاباته ووثائقه وخصوصا تلك التي تتعلق بظروف اعتقاله ونضاله السياسي ايام شبابه ، ثم موقفه الرسمي في العام 1959 من الاحداث وتعرضه للقتل وما جرى في مقابلته للزعيم عبد الكريم قاسم اواخر شهر مارس / آذار 1959 اثر فشل حركة عبد الوهاب الشواف .
    ان في العراق ثروة من الرجال الذين سحقتهم العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين .. شكرا لك اخي الاستاذ القاضي النبيل على كلمتك الرائعة عن رموز العراق ، وربما لا استحق كل الثناء الذي ازجيته بحقي ، فانا واحد من ملايين العراقيين الذين لا يهمهم الا العراق ومستقبل العراق وتطور العراق واجياله .. جزاك الله خير الجزاء لوفائك وشكرا لقولك كلمة حق عن مدينتنا العريقة التي عانى منها الاصلاء هجمة الدخلاء واستقواء الاشرار والبغاة على مرافقها الحية واضطهادهم للشرفاء  .. نتمنى من صميم الاعماق ان يعود العراق سالما معافى ولك مني كل الاعتزاز والتقدير .

المخلص

سيّار الجميل



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزامنات دستور العراق الدائم افكار من اجل مستقبل أفضل للعراق ...
- يا ترى من هو الخاسر ؟ العرب لم يعترفوا بمجلس الحكم الانتقالي ...
- احتضار جامعة الدول العربية !! البديل : مشروع بناء منظومة حيو ...
- مزامنات - شيخوخة الزمن العربي: هل من استعادة بنيوية لكل من ا ...
- ابعدوا العراق عن دوائر الاوهام العربية
- العراق في قلب العالم 2003 أكبر رصيد من المنشورات والادبيات ا ...
- ردا على جميل مطر : ماذا لو كنت عراقيا حمّالا للأسية ؟؟
- المثقفون العرب: أرتال وراء التخلف
- مناقشة لآراء منشورة لمحمد الدوري- سفير العراق السابق في الأ ...
- مناقشة لآراء منشورة لمحمد الدوري سفير العراق السابق في الأمم ...
- نحو نظام خليجي تكاملي رؤية جيواستراتيجية في المجال الحيوي
- أول الشهود علي مأساة العراق - الزهور الندية ذبلت علي أيدي ال ...
- الملك فيصل الأول- بعد سبعين سنة علي رحيله..رحلت دولة المؤس ...
- العراق وعبد الناصر - الحلقة الاخيرة
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 15
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 14
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 13
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 12
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 11
- العراق وعبد الناصر - الحلقة العاشرة


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - انطباعات مرسلة الى الاخ الفاضل الاستاذ القاضي زهير كاظم عبود المحترم