لا أدري لما كل هذا الصراخ والعويل على نفط العراق ومياهه ومعادنه وبنيته التحتية؟ لا.. ليس للشعب العراقي أي وجه حق في هذا.. فكلنا يعلم علم اليقين , أن العراق وما يدب فوقه وما يخزن في أعماقه وما يطير في سماءه , لم يكن ملكا لغير صدام وعائلته وحاشيته وزبانيته !! إذن فإن من حق (المقاومة الوطنية)العراقية تخريب وتدمير ما تراه ملائما لإغاظة العراقي قبل المحتل , لا سيما وأن فلولهم تصرح علنا وتتظاهر علنا وتهدد علنا بقتل من يتجرأ و(يسرق) منهم خيرات العراق وكنوزه التي هي ملكهم وحدهم فقط!!
والغريب في الأمر كذلك هو أسلوب تعامل القوات المحتلة مع هؤلاء المخربين , فالشعب العراقي مغيب عن عملية البحث والقبض ومحاكمة هؤلاء الذين اقترفوا الجرائم عندما كانوا خدما للنظام البائد وبعد هزيمته.. ولقد هزني منظر عشرات من أعوان النظام المقبور في بعقوبة وهم يرتدون قمصانا جديدة وعليها صورة الجلاد ويلوحون عاليا بصورته ويهتفون (بالروح بالدم..) , دون أن تتحرك القوات المحتلة والتي سبق وأن أصدرت قرارا بحل حزب البعث ومنعه من العمل السياسي, هذا من جهة , ومن جهة اخرى فلم اجد من العراقيين من تقدم وتحدى هؤلاء الذين لو رغبت القوات المحتلة لكان باستطاعتها وبسهولة القبض عليهم وإبداعهم السجن لمحاكمتهم , ولو فعلوا ذلك , لكانوا قد حققوا العدالة من جهة , وطمنوا العراقيين الذين ما زالوا , وهم على حق , غير واثقين من نوايا القوات المحتلة ..
إن التعامل مع بقايا النظام يستوجب مشاركة فعالة من العراقيين وخاصة من الأحزاب والتنظيمات المتواجدة في المجلس الانتقالي , لأنها الوحيدة القادرة على تشخيص ورصد والقبض على هؤلاء المجرمين الذين وجدوا ثغرات عديدة في أساليب عمل القوات المحتلة والتي من خلالها استطاعوا تجميع بقايا النظام وزجهم في عمليات ضد القوات المحتلة وكذلك القيام بعمليات تخريبية يساندهم في ذلك رؤساء العشائر الذين تضرروا من زوال النظام وهباته ومكرماته!!
وما يثير بي الغضب هو الصفقات التي تعقد من وراء ظهر الشعب العراقي, بين القوات المحتلة ورؤساء بعض العشائر مثل حاتم العبيدي, الشغوف بجمع الساعات الذهبية, حسب قول وكالات الأنباء, أو من الذين كانوا خدما وأداة قمع يعتمد عليها النظام البائد , بحجة أنهم الوحيدون القادرون على (حماية) خطوط إمدادات النفط وشبكات الكهرباء..الخ ولكن القوات المحتلة تعلم جيدا أن من يقوم بهذه الأعمال هم عناصر النظام من العشائر نفسها والذين يلوذون بحمايتها.. وهم بذلك يشجعون الآخرين للقيام بعمليات ابتزازية مشابهة وقبض المكافآت السخية وبنفس الوقت إعادة تأهيل عناصر النظام الذين ارتكبوا الموبقات بحق شعبنا ووطننا..
وإذا كانت من أولويات المجلس الانتقالي هي المحافظة على الأمن والاستقرار , فما عليه سوى أخذ زمام الأمور بيده , ووضع خطة أمنية صارمة وتشكيل قوة عسكرية بمشاركة كافة أطرافه , وبأسرع وقت, من اجل شل يد كل من تسول له نفسه العبث براحة وأمن المواطنين , أو القيام بعمليات تخريبية ضد ممتلكات الدولة .. فهل سيطول الانتظار؟