ابراهيم جابر ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 11:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في اسبوع واحد تلقت " ادارة بوش " ثلاث ضربات متتالية : زيارة نانسي بيلوسي الى دمشق واهداء القيادة السورية ما يشبه طوق نجاة ، ثم زيارة وفد ديمقراطي رفيع المستوى الى كوريا الشمالية ، واجتماع وفد آخر لا يقل أهمية مع قيادة الاخوان المسلمين في القاهرة !
... وقبل ذلك كان الديمقراطيون حاضرون بقوة في الملفين الأكثر خطورة وحساسية : العراق وأفغانستان .
من الطبيعي أن يحدث ذلك في ظل شراسة النزاع الحاد بين الحزبين الأمريكيين الأكبر ، وعلى خلفية هيمنة الديمقراطيين على الكونغرس ، وتراجع شعبية الجمهوريين الذين أودت بهم خطايا " بوش " الى حضيض الشعبية السياسية .
لكن هذا لا يعني أن يصير " الديمقراطيون " خياراً بديلاً تعتنقه قوى الممانعة أمام دول الإعتدال المتوافقة سياسياً مع بوش وادارته الجمهورية ، ولا يعني أيضاً أن الديمقراطيين يهجسون بالمصلحة العربية والقومية ، التي لم تعد حتى الشغل الشاغل لأصحابها !
ولا يمكن التعويل على ما سيثمره هذا التضاد الانتخابي الأمريكي الداخلي حتى لو صار " الحمار " وهو رمز الديمقراطيين الانتخابي صاحب القرار في المرحلة المقبلة ، فمصلحة الأمة الأمريكية ستبقى هي الثابت الوحيد ، وانعكاسها الإيجابي على المنطقة لن يكون الا بقدر التقاطع معها !
وما هذه الزيارات سوى أوراق ضغط على " بوش " ، تستخدم بذكاء وفطنة ، لكنها لن تكون القشة التي تنقذ دولاً ناءت طويلاً بمشروعها المجهض ، فلقد عايشت المنطقة حكاماً من الحزب الديمقراطي ... ولم تكن أحسن حالاً ، بل ربما أسوا ، ببساطة لأن تغول " بوش " وانقضاضه على ضحاياه كان بسسب ضعف هؤلاء ، وتفسخهم ، وتآمرهم على بعضهم ، وتمكينه من تصوير حروبه على أنها حروب تحرير للعبيد !
المشكلة في المنطقة داخلية بامتياز ، وتتعلق بأزمة الثقة القائمة بين بعض الأنظمة وشعوبها ، وهذه نقطة الضعف القاتلة التي استغلها "بوش" دائماً في التلويح بارسال جيوشه فاتحة ومحررة ، وهو ما يفعله " الديمقراطيون " أيضاً بشكل مبكر حين يخزون الخاصرة الضعيفة للنظام المصري : " الاخوان المسلمين " !
المصيبة ، بل الكارثة ، أن يعتقد " الاخوان المسلمون " فعلاً أن " الديمقراطيين " هم الخيار البديل ، الذي يجدر الإستقواء به على صعيد أزماتهم مع أنظمة بلادهم ، فنقع مرة أخرى في فخ استيراد " الديمقراطية المعلبة " على ظهور الدبابات !
#ابراهيم_جابر_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟