عبدالستار خيرالله
الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 11:42
المحور:
الادارة و الاقتصاد
الكل يصبو الى الجودة، فالجودة تجعل الحياة ذات مذاق خاص في العمل والبيت وهــي أســـاس الابتكار والتطور ووضوح الرؤيا، ومعظم المؤسسات ولذلك كان من الضروري تطبيق أنظمة الجودة التـي جـاءت من خلال تجربة طويلة ، ليسهل الوصول الى اعلى مستــوى ممكن من الجودة ، فهـي نسبيـة وليست مطلقة وهـي هدف يرموا اليه الجميع في كافــة مجالات الحياة وهذا الهدف يبـدأ تحقيقـه مـن تبنـي نظام الايزو 9000 وتطبيقه وتطويـره بلانهاية 0
وفي خضم التقدم العلمي والعملي وصغر المسافات بين دول العالم وارتباط المصالح الدولية مع بعضها وخاصة الاقتصادية والصناعية والتبادل التجاري والمنافسة وفتح أسواق جديــدة جاءت الحاجـة لنظـام ادارة الجــودة الـذي وضــع مـن قبــل المنظمــة الدوليــة للتقــــييس " الايـــزو "
" ISO " for Standardization International Organization وجـاءت مواصفات الايـزو/ 9000 نتيجة تجربة انسانية طويلة في كيفية ادارة الاعمال الصناعية والزراعية والتجارية والخدمية الصحية والتعليمية وغيرها ، حيـث أن منظمة (ISO) أسستـها مجموعة الدول الصناعية فـي سنـة 1947( ومقــرها جنيـف / سويسـرا), كان العراق من الأعضاء الأوائل بالنسبة للدول العربية والدول النامية الاخرى حيث كان انضمامه اليها عام 1963.
أصدرت هذه المنظمة مواصفات ادارة الجودة "الايزو 9000 " والتي اكتسبت اعتـرافا عالميا بها كنظام غايته معالجة جميع العوامل المؤثرة على الجودة وازالة المعوقات وتطوير المقومات الايجابية بحيث تكون نتيجة تطبيق نظام الجودة وتحسين الاداء ورفع الكفـاءة ومستوى الجـودة في الخدمات والمنتجات المقدمة وبالتالي الوصـول الى نظام مبنـي علـى المساهمة الجماعية يتيح للمؤسسات سهولة التخطيط والتوسع والابداع وتقليل الاخطاء الوصـول الــى الخدمات والمنتجات التي يطلبها الزبون وقياس مدى رضى ذلك الزبون وتكون مطابقة للمواصفات الوطنية والدوليــة 0لذلك أولتها منظمة التجارة العالمية اهتماما فائقا ونصت عليها في الاتفاقية الفنية الصادرة عنها وحثت الدول والمنظمات الأعضاء اجراء التبادل التجاري الدولي للمنتجات ( السلع والخدمات) بموجبها.
أهمية الحصول على شهادة الأيزو/9001
تكمن اهمية الحصول على شهادة الايزو 9001 في انها وسيلة لتحقيق الجودة المطلوبة التي تعتبر لغة العصر ومفتاح النجاح والوصول الى قلب المستهلك ويذكر الباحثون عدة فوائد يمكن تحقيقها من خلال الحصول على شهادة الايزو 9001 ومن أهمها مايأتي:
1- زيادة القدرة التنافسية للشركة عن طريق تحسين صورة المؤسسة لدى المستهلك ومساعدتها على طرح منتجاتها في الاسواق العالمية ومواءمتها لمتطلبات منظمة التجارة العالمية .
2- توفير وتطوير مجموعة متكاملة من الوثائق التي تمثل الدليل الارشادي للإجراءات والمعطيات الإدارية والفنية والمساهمة في تحقيق اداء جميع العمليات بصورة أفضل.
3- المساعدة في رفع مستوى اداء المؤسسة وتحقيق الكفاءة والكفاية المطلوبة وتقليل كلف العمليات الانتاجية من خلال تقليل العيوب او المسترجعات الامر الذي يساهم في خفض اسعار السلع والخدمات المعروضة من قبل الشركات.
4- تحسين مستوى العلاقة مع الزبائن.
5- تمكين الشركة من القيام ذاتياً بعمل المراجعة والتقييم الذاتي.
6- تحفيز موظفي المؤسسة على العمل ورفع الروح المعنوية لديهم وتشجيعهم على المساهمة في عمليات التدقيق الدوري الداخلي للنظام المطبق وبالتالي الوصول الى افضل مستوى يحافظ على الشهادة الممنوحة لهم، فضلا عن اطمئنانهم بأنهم يعملون من خلال نظام موثق بعيداً عن العمل التقليدي غير العلمي.
7- ثبات الجودة وتطويرها بسبب اهتمام نظام الجودة بالمراجعة والتقييم المستمر.
8- مساعدة المؤسسة على تحقيق اهدافها الربحية بسبب الحد من تكلفة الانتاج وتقليل نسبة التالف والعيوب وزيادة المبيعات.
ولقد اثبت الواقع والتجربة ان الجودة بمفهومها وابعادها واصولها العلميةوالمهنية هي السلاح الذي يمكن التعامل بواسطته مع مستجدات العصر وتطوراته والذي ساعد المؤسسات الانتاجية العالمية الكبرى على كسب السبق وكسب المنافسة والتربع على قاعدة صلبة في السوق العالمية الدولية، ومن هذا المنطلق فإن المؤسسات الاقتصادية العراقية سواء كانت صناعية او زراعية والمؤسسات الخدمية سواء كانت صحية او تعليمية او اتصالات وغيرها مطالبة بالتأكيد على هذا المبدأ واعتباره اساساً وهدفاً تبني عليه هيكلة اعمالها وانتاجها وتقديم خدماتها، خصوصا في هذه المرحلة التي نمر فيها حيث يشهد العراق عمليات اعادة الاعمار بعد ان دمرت البنى الارتكازية له, وعلى الرغم مما يكتنف نظم الايزو من غموض وصعوبات الا انه يجب ان تتسلح به هذه المؤسسات ليس فقط باعتبارها شهادة او جواز سفر تيسر على المنتج او الخدمة تخطي الحدود الدولية والاقليمية بل لكونها آلية تساعد المؤسسة على إصلاح نفسها وتطوير ادائها وتحقيق اهدافها والتمشي مع التطورات الراهنة في ظل منظمة التجارة العالمية لاسيما انه لامحيص من خوض غمار الساحة الدولية وترويض النفس للتعايش معها وذلك لاسباب منها ان العالم بأسره قد اصبح سوقاً متكاملة وان الدول النامية مرتبطة بهذا السوق ارتباطاً وثيقاً ولم يعد هناك خيار، وان الدول النامية تعتمد على الاقتصاد العالمي من اجل تصريف بضائعها وللحصول على رأس المال والتكنولوجيا والخبرات، ومن كل ماسبق يتضح ان على المؤسسات العراقية مسايرة الركب نتيجة للثمار الطيبة التي يمكن قطافها عبر القفز على قطار منظمة التجارة العالمية مما ينعكس ايجابياً في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية في الاسواق الدولية وزيادة الصادرات الصناعية العراقية وحماية المنتجات الوطنية من الإجراءات التعسفية التي قد تفرضها الدول الاخرى وضمان عدم التمييز ضد الصادرات الوطنية في الاسواق الاجنبية لمصلحة منتجات اخرى وتهيئة الظروف المناسبة للاستثمارات الجديدة والتوسع الاستثماري وبالتالي تقوية الاقتصاد ورفع مستوى نموه.
#عبدالستار_خيرالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟