أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد علاونه - نظام التعليم من نظام السلطة














المزيد.....

نظام التعليم من نظام السلطة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ان الثقافة العربية ابان عصر النهظة والى اليوم ما زالت في مرحلة طفولية حالمة بين الفكر اللببرالي الحر وبين الافكار القديمة وهنا سوآل علمي يطرح نفسه وهو : كيف نعمل على التوازن بين القوى الليبرالية الحديثة وبين ما قد كبرنا عليه وعلى احلامه وتطلعاته ؟
ان نظالنا وكفاحنا لا يتحقق بالدموع والانفعالات على الماضي الكبير !
بل بالعمل الدؤوب من اجل الخروج من المستنقع القديم بكل اخطائه, وعليه يجب علينا ان نقدم قراءة صحيحة لتاريخنا وللماضي وللحاضر وللمستقبل .
فالفكر الليبرالي العربي كان في بدايته عبارة عن تحالف القوى التجارية ومن هنا تشكلت حكومة علي بيك الكبير من التجار الكبار وجاءت ايظا الارساليات العلمية زمن محمد علي تعبيرا عن رغبة التجار العرب في قلب القاهرة من اجل تعزيز النظام العلمي المنهجي الدراسي , وبرز بالتالي علي مبارك وكان ظهوره ايذانا بفتح عصر جديد من العلم ونظام التعليم .
وترجم الطهطاوي بعد عودته من باريس دستور لويس التاسع عشر المعمول به في فرنسا لغاية سنة 1814 ميلادي وتجرأ الطهطاوي يالحديث عن مصادر السلطة التشريعية في الأنظمة العربية وكانت هذه الجرأة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي انذاك , سواء اكانت تلك السلطة نابعة من الشعب او من القوى الغيبية التي يتمتع بها الملوك العرب , اذ يقصد الملوك من ذلك: ان الله هو الذي وهبهم هذه السلطة بأختياره هو وليس للشعب علاقة بالموضوع , ولذلك في مثل هذه الحالة يجب على الشعب العربي ان يسير وراء الحكام حتى وان كانوا مخطؤن بنظر الشعب وعملية التدخل بالحكام تفسد رغبة الرب الذي اختار لهم مرشدهم وأميرهم .
لذلك نجد الحكام العرب معصومين من الخطأ وهذا ساهم ويساهم في تقدم الحكام العرب في قراراتهم دون اي انتقاد شعبي نظرا لعدم معارضة ارادة الله .

وقد حرك الطهطاوي المياه الراكدة في المجتمعات العربية ولهذا السبب جاءت ثورة احمد عرابي بعد ذلك كنسيج ممتد من افكار الطهطاوي حتى وان فشلت تلك الثورة فأنها على الأقل ساهمت بنمو الفكر الليبرالي العربي .
وعلينا ان نعلم ايظا ان الشيخ علي عبد الرازق الذي انتقد نظام الخلافة الأسلامي ,كان قد استمد شرعية خوضه في هذه المسألة العالقة من فكر الطهطاوي وثورة عرابي .
وكذلك كان ظهور الليبرالي العربي احمد لطفي السيد الذي قال :
ان سبب تأخرنا يعود الى فقداننا للحرية ومتى فقدت الحرية من الشعوب تفقد معها الأحزاب السياسية المنهجية لذلك غالبا ما تأتي قرارات الشعب من الصدفة والحظ وتتغلب على الحكومة والعشب شهوة حب المصلحة الشخصية والنزوات الشخصية وبالتالي توصل احمد لطفي السيد الى التفريق بين نظام التعليم الفرنسي والعثماني اذ اعتبر ان الفرق بين نظامي التعليم نابع من الفرق بين نظامي الحكم والمصلحة والشهوات والنزوات.

وهذا صحيح من ناحية علمية اذ ما زال اغلب التعليم في بعض الدول العربية يشبه نظام الحكم فيها فهو - اي التعليم - تلقيني وليس للطالب وجهة نظر معينة وبالتالي يفقد الطالب المدرسي والجامعي على المدى البعيد قدرته على : طرح الأفكار ومسودات وجهات نظره ويدمن على الطاعة العمياء دون المناقشة .

لقد ظهر احمد لطفي السيد في فترة التدخل البريطاني في 11 - يوليو 1882 ميلادي وما زلنا الى اليوم نفتقر الى معرفته في مناهج التدريس ولم اذكر انا شخصيا انني قرأت عنه في المراحل الألزامية من ايام التعليم بل كنت اتدرب على التعليم القهري ولذلك خرجت من المدرسة من المرحلة الأعدادية ولم اطق نظام التعليم الذي لا يعتمد الا على الحفظ والطاعة العمياء ولذلك كان ينفر معلموا المدرسة من الطالب المجتهد في الرأي والرأي الآخر ويعتبرونه موضع سخرية للطلاب .
وهذا لا يعود الى سياسة وزارة التعليم بل يعود الى : الطبيعة العقلية لمستوى فهم المعلمين الذين تدربوا على الأفكار المنزلة والثابتة دون تعليق, ولذلك فأن فهمهم للعلوم والرياضيات والأدب واللغات هو : فهم ديني وكأن كل شيء صادر من سلطة علوية .
وأود ان أشير الى اتجاهين علميين اكاديميين وهما :
العلوم التطبيقية البحتة -
والعلوم الأنسانية-

فالطلاب الذين يدرسون علوم تطبيقية بحتة يتدربون لا اراديا على الأشياء الأستاتيكية الثابتة وتجد اكثر المومنين بالغيب من تلك الطبقة التعليمية , اما اصحاب الطبقة التعليمية في مجال العلوم الأنسانية فانهم على الغالب يؤمنون بالرأي والرأي الآخر ويعتمدون على رفض الماضي حتى بأيجابياته السطحية ولا شيء مقدس لديهم وتجدهم فاقدوا الثقة بالتاريخ والماضي ويتطور هذا اى اسقاط وجهات نظرهم على الحاضر .

ان نظام التعليم يحدد مجتمعا ديمقراطيا او مجتمعا استبداديا وبأمكان القارىء ان يراقب انتخابات الطلبة في الجامعات واي الأتجاهات تنجح لدى تخصصات العلوم التطبيقية البحتة والعلوم الأنسانية وسيجد ان المتدينين والمتعصبين هم من: اصحاب العلوم التطبيقية ,لأنهم تدربوا على نظريات ثابتة , اما اصحاب العلوم الأنسانية فأن نسبة نجاح المتدينون قليلة جدا وذلك يعود الى عدم ثقتهم بالماضي لأنهم تدربوا على الشك في الماضي وعلى الرأي والرأي الآخر



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة العرب
- سحر الكلمة
- الهوية الثقافية
- لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا 2
- العشق
- الدكتاتورية اصل الأرهاب
- الحب
- العرب والعبريون
- تحديد النسل
- اليهود
- خطايا الرأسمالية
- لبس الجلباب ولبس البنطال
- ملحمة جلجامش وفلم باب الحديد والكبت العاطفي
- هل كان حافظ ابراهيم شاعرا شعبيا ؟
- انا لست حاقدا على صدام ...ولكن هذه هي الحقيقة العلمية
- (لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا (1
- نوال السعداوي
- اين تزدهر الثقافة
- ألمرأة وألفن وألدعارة الفكرية
- الفن والدين الرعوي


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد علاونه - نظام التعليم من نظام السلطة