يعتبر التواصل السياسي حلقة وصل بين الجماهير والنخبة صانعة القرارات. فالمواطنين لابد وأن يكونوا قادرين على توصيل رغباتهم ومشاغلهم ومطالبهم إلى الحكومة، وعلى القائمين على الأمور توصيل قراراتهم إلى المواطنين وتبريرها لهم لنيل رضاهم.
في هذا الصدد تحتاج الأحزاب السياسية إلى دعم شعبي ومؤازرة شعبية. والتواصل السياسي من أهم الضروريات الواجب إتباعها مادام هدف أي حزب هو واسع. إلى السلطة والمشاركة فيها. وفي نظام ديموقراطي لن يتمكن الحزب من ذلك دون توفره على تأييد جماهيري واسع. وهذا التأييد يتم توفيره عن طريق التأثير في أوسع الجماهير المشكلة للرأي العام.
إن التواصل السياسي يمكن الحزب من ترسيخ رؤيته ومبادئه ونهجه وسط الجماهير لكسب دعمها لبرامجه، والتي تجد فيها تلك الجماهير طموحاتها وتطلعاتها. وإذا أصبح الحزب في السلطة أصبح من الواجب عليه التركيز على الاستمرارية في التواصل مع الجماهير لتقوية قواعده وتمثين روابطه بأوسع فئات المجتمع ضمانا لاستمراره في السلطة.
إن التوجه الذي تنتهجه الأحزاب لخلق نوع من الجماهيرية والتأييد الشعبي لبرامجها وسياساتها يترتب عليه نهج سياساتها يترتب عليه نهج سياسة تواصل مبرمجة ومنظمة تتواصل من خلالها مع أوسع الجماهير. وبقدر ما كانت هذه البرامج تمتلك عمقا شعبيا أكبر بقدر ما كانت أقرب إلى التحقيق على الواقع السياسي، إن أن سياسة التواصل السياسي تساعد في بناء الرأي الشعبي ذو ثقل عظيم خلف تلك الأحزاب وبرامجها.
فأين أحزابنا من هذا ؟
إنه تساؤل مطروح عليها الإجابة عليه قبل أن يتجاوزها الركب.