|
هيأة الإنصاف و المصالحة: نواقص التجربة
مروان البشري
الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:28
المحور:
حقوق الانسان
(هيأة الإنصاف و المصالحة:( نواقص التجربة أدت الصيرورة التي عرفها المغرب على مستوى حقوق الإنسان بدأ بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان مرورا باللجنة المستقلة للتحكيم في قضايا التعويض، وصولا لهيأة الإنصاف و المصالحة التي اعتبرها البعض كتتويج لهذه المسيرة وشكل من أشكال الانفراج السياسي الذي عرفه المغرب، يمثل عمل الهيأة في دراسة الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الشعب المغربي ما بين 1956/1999م عن طريق الاستماع لكل من ساهم من قريب أو بعيد، مسؤولين و ضحايا و إجراء التقاطعات و دراسة الأجوبة المقدمة من طرف السلطات و الاطلاع على أرشيف الدولة. إذن ما هي نواقص و مواطن الضعف في تجربة الهيأة? هل فعلا نتحدث عن تجربة تؤرخ لعهد جديد وعن خطوة أولى في طريق بناء دولة الحق و القانون?. سنركز في هذا التقييم على 5 مستويات من عمل الهيأة : 1/ على مستوى: سؤال الحقيقة و إشكالية الإفلات من العقاب 2/ ~~ عملية إثبات نوعية و جسامة الانتهاكات 3/ ~~ عملية التعويض و جبر الضرر 4 / ~~ أنشطتها العمومية 5 / ~~ علاقاتها بباقي مكونات المجتمع 1/ سؤال الحقيقة: مما سجل على هيأة الإنصاف و المصالحة هو ضيق المقاربة التي و ضفتها في معالجة ملف الانتهاكات إذ اختزلت مسألة التسوية في جبر الضرر مرتكزة على ما هو مادي بينما كان الأصح هو الربط بين التعويض المادي و المسائلة للكشف عن حقيقة تلك الانتهاكات و محاسبة كل من له يد في ذلك بتحديد المسؤوليات الفردية و المؤسساتية و كذا السهر على وضع شروط بمثابة ضمانات حتى لا يتكرر ما جرى . 2/ نواقص عملية إثبات نوعية و جسامة الانتهاكات: اقتصرت هيأة الإنصاف و المصالحة على توجيه ملفات مجهولي المصير إلى السلطات العمومية و هذا الأسلوب الأحادي الجانب قد يعرقل إظهار الحقيقة بكل جوانبها و نضيف أن عدم حصول هيأة جعلها رهينة المعطيات الرسمية التي تتحكم فيها الدولة و كذا نشير أن عدم توسيع نطاق البحث ليشمل جرائم القتل خارج نطاق القانون و الإعدام كذلك ، و إن عدد ضحايا الانتهاكات التي تم جرده من طرف الهيأة يضل محدودا بالمقارنة مع الهزات الاجتماعية و الانتهاكات التي تعرض لها الشعب المغربي .و قد أهملت الهيأة الانتهاكات التي طالت الشعب المغربي 1999م إلى الآن . 3/ عملية التعويض و جبر الضرر: عرفت هذه العملية عدة نواقص منها: -التأخير في صرف مستحقات الضحايا - عدم تقديم تعويضات مسبقة إلى حين التعويض النهائي - النقص في المتابعة التقنية و تقديم الاستشارات الضرورية للمستفيدين من التعويضات - غياب جبر ضرر جماعي خصوصا للمناطق التي طالها التهميش و الإقصاء. 4 / أنشطتها العمومية : أ- جلسات الاستماع العمومية: تراجعت الهيأة عن عدد الجلسات المبرمجة و عدم البت المباشر لها و إخبار الرأي العام بمواعيدها و اختيار أوقات غير مناسبة لبتها و الخطير في الأمر الرقابة التي مارستها على الشهادات و التشويه الذي طال بعضها. ب- الجلسات الموضوعية: يجب التنويه بما قامت به الهيأة في هذا المجال لكن الملاحظ هو تغييب مشاركة نشطاء الحقل الحقوقي و المجتمع المدني بصفة عامة و الاقتصار على الباحثين الأكاديميين . ج- الأنشطة الإشعاعية: لم يتم تعميم مضامين هذه الأنشطة على الرأي العام و لم يتم إشراك الحركة الحقوقية. 5/ علاقاتها بباقي مكونات المجتمع: أ- علاقتها بالحركة الحقوقية: نضرا لغياب آليات تواصل منتظمة لم ترقى العلاقة بين الحركة الحقوقية و الهيأة إلى المستوى المطلوب فالملاحظ طوال مسيرة الهيأة ندرة الاجتماعات بينها و بين هيأة متابعة نتائج المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و غياب فضاء للنقاش و إبداء الرأي بينهما. ب- علاقتها بالأحزاب السياسية: ما سجل على الهيأة هو عدم تعميم اللقاءات التي تضمنها مع الأحزاب على جميع التشكيلات السياسية. ج- علاقتها بعائلات الضحايا: لم تضع الهيأة عائلات الضحايا في سياق و مجريات تطور التحريات و البحث رغم ما التزمت به. د- علاقتها بوسائل الإعلام: قد اعتمدت الهيأة نوعا من الانتقائية في موقعها و أقصت الرأي الآخر و كذا لم تضع الرأي العام بشكل وافي في مجريات تطور التحريات و البحث.
#مروان_البشري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
-
بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي
...
-
قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا
...
-
معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|