عبد الرزاق حرج
الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:28
المحور:
حقوق الانسان
الحياة لاتموت عندما تموت الآشياء !!!..
تصورا ...عندما وضعونا في قبور الموتى أصابنا هوس الحقد !!!...كنا نأكل الطعام الشهي من ماضينا وزيارات ضوء الذاكره يصبح شخصا معادي يلبس أقنعه بأشكال عدة يمتهن كل الآذى والسخرية ويعلس بأسنانه الطويلة بأقتضاب أرواحنا المسلولة والمسلوبة ..كانت بشاعة أشكاله بالآبيض والآسود ويرتدي مدافن أسرار النفس ويطير في الهواء الطلق ويتركنا نتصادق مع هذا الحجر الرطب بأحزمة التنفيذ الحمراء وبالوعته التي أكلت خيرة الآصدقاء والضوء المريض والطعام الفاسد وأمنياتنا أن نبقى حياة بلا ذاكره ونصبح ملوك النسيان ..لآن نبش الذاكره هي ألم ..بل ألم يهرس الروح و الجسد !!!..صور كثيرة تتداخل وتتفاعل وتذهب بك الى أفق رمادي أو ترحل في لحظات ما ..كنت أشاهد والدي يسير بشوارع بغداد بثوبه الآسود وفي يده اليمنى صور أمي التي ماتت مبكرا ..يقف تحت جدارية فائق حسن وهو منحني على صور أمي ويبكي ..كنت في قاعة رقم 2 في الآستخبارات العسكريه عندما مات( حامد) بسبب عدم خروج خرائه ..خجله قتله ..أخبرنا بعد فوات الآوان ..عندما بلغنا الحراس عن ذلك الآمر بدلا من أن يعطوا حامد دواء ملين ..ضحكوا منا بستهزاء وقالوا ..أصبح لديكم( شهيد الخره )....أما قضية حامد ....كان عسكريا في أحدى الوحدات العسكرية في بغداد ..في ذلك اليوم كان جالس في التوجيه السياسي مع الجنود الآخرين يشربوا الشاي وينظروا الى التلفاز وصدام كان يتحدث في التلفزيون ..تداخلت أصوات الجنود العاليه أثناء حديث صدام في أستراحة الجلسة ..مما حدا بحامد أن يقول أليهم ..شنو هاي الدوخه ..فريق فسر هذا القول ..يقصدهم ..وفريق أخر ....كان يقول أو يقصد سيادة الرئيس حفظه الله !!..هذه قضية موت حامد !!..
يتبع
#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟