|
الحروب الجميلة...والجمهور السرابي
حسن الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:41
المحور:
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
" بدات احس بالسكر الذي تقذفك فيه هذه الحياة القلقة الصاخبة فبهذا الحشد من الاشياء التي تمر امام عيني احس بالدوار ومن بين الاشياء التي تدهشني كلها ليس هناك مايسند قلبي ولكنها مجتمعة تقلب مشاعري حتى انني انسى مااكون والام انتمي .."روسو من رواية ايليوز الجديدة . the new eloise
تبدو السنوات التي تلت سقوط الصدامية هي سنوات الذروة للبديل الاسلامي الفاشي هذا البديل الفاشي اتسم بااقصى درجات الوحشية اتخذ من العمليات الانتحارية وسط حشود الناس الابرياء اسلوب لتاكيد ذاته وتحقيق اهدافه.
حركات الارهاب الاسلامي هذه انخرطت فيها مجاميع مختلفة واتخذت اسماء مختلفة يقوم فكر تنظيمها على قضية الجهاد ومن خلال فهم خاص للدين والتدين..( ومن لم يحكم بما انزل الله..فاؤلئك هم الكافرون ...سورة المائدة....القران ) واليوم نستطيع ان نستشف الشكل الذي اتخذه التغيير في العراق وهو التغيير باتجاه اقامة المجتمع الديني الطائفي ولنا في هذا الكم الهائل من الاحزاب والزمر والحركات الدينية والتي فرضت سيطرتها على المجتمع والوطن خير مثال على ذلك وتظهر جدلية ذلك واضحة في شكل البنا ء الفوقي الذي عليه العراق اليوم. على الرغم من ان الذي قاد التغيير هو امريكا وحلفاءها وليست تلك الاحزاب ومن هنا هل سينصف التاريخ امريكا على تحريرها /احتلالها للعراق ام انه سوف يدينهاولطالماحمل السؤال صيغة المستقبل . لنضعه جانبا ولنقرا ماكتبه مارنيتي في المانفستو حول حرب الحبشة marrinetti "منذ سبع وعشرين سنة نحن المستقبليين نناهض فكرة ان الحرب مضادة لللاستاتيكيا وفي هذا الصدد نقرر ان الحرب جميلة لانها توكد سيطرة الانسان على الالة باستخدام اقنعة الغازات والميجافونات المهيبة وقاذفات اللهب والمدرعات الخفيفة فالحرب تؤسس سيادة الانسان على الالة المقهورة الحرب جميلة لانها تحقق لاول مرة حلم الانسان ذي الجسد المعدني الحرب جميلة لانها تخضب المروج المزدهرة بورد المدافع الرشاشة الملتهبة الحرب جميلة لانها تجمع في سيمفونية واحدة طلقات المدافع ووقف اطلاق النار وروائح العفن الحرب جميلة لانها تبدع اشكالا معمارية جديدة كمعمار المدرعات الثقيلة وتشكيلات الطائراتة الهندسية واعمدة الدخان المتصاعد من القري المحترقة واشياء كثيرة اخرى. انظر.
Walter Benjaman...the work of art in the age of mechennical reproduction
وبالامس عاد الجمهور السرابي يحمل حطام حروب صدام ليستعرضها امام ايات الله وامراء الاسلام ليعيش دماره بوصفه متعة ليقيم نظام سياسي قائم على احصاء فاشي جرى قياسه على مفاهيم الطائفية والغيت الضوابط وعمليا من الصعوبة وضع الضوابط على الحالة الدينية لتمسكها بالموروث الالهي ومن خلال هذا الموروث تمارس اجنحة تابعة لبعض الاحزاب الدينية اعمالا لايمكن وصفها الا بالفاشية وهذا متاتي من العامل الذاتي اي الطبيعة الداخلية للقوى التي تدير العملية السياسية حيث الذي يجري هوتسوية طائفية قائمة على قاعدة الاغلبية الشيعية والاقلية السنية وفق مشروع المشاركة بخضوع الاقلية الى الاغلبية ضمن استاتك ديني يريدون ان يقيموا عليه الدولة العراقية ان صح تسميتها بذلك يذكر الباحث الراحل هادي العلوي في بحث " اقتصاديات الاسلام " مايلي ( كان العراق اول البلدان التي فتحت خارج " العربيا " وبسبب كثرة المساحات المزروعة منه وما تدره من مردودضخم طالب معظم الصحابة وقادة الفتح بتقسيم قيعانه عليهم ولكن عمر بن الخطاب تردد في ذلك واستشار كلا من علي بن ابي طالب ومعاذ بن جبل مبنينا له ان تقسيمها سيودي الى حرمان الاجيال القادمة من المسلمين حقوقهم فيها لان الفاتحين لم يفتحوها لانفسهم وانما لعامة الناس وبناء على هذه المشورة رفض عمر مطلب التقسيم ) واليوم بكون الجمهور السرابي الذي سربل الى الانتخابات والذي كان بالامس يصوت ضمن " برلمان صدام :" ويصوت لطه ياسين رمضان ب 99% اليوم يصوت الى " قدس سره " بنفس النسبة وراح يطالب بالاستحقاق الانتخابي لقائمة الائتلاف الشيعي بكونها حصلت على الاغلبية لاباس ولكن انظر الى هذا الائتلاف المكون من عشرات الاحزاب والكتل الموحدة الى حد ما دينيا والمخلتفة سياسيا ومواقف الكتلة الصدرية المختلفة حتى مع نفسها واضحت في هذا المجال فالتعلل بالاستحقاق الانتخابي في فرض اجندة طائفية لايعني في النهاية الا تقسيم الوطن ويفقد الشعب وحدته ان بقى شئ يماسكها الباحث عاطف العقلة ياخذ عن جمال حمدان نص في كتابه " العالم الاسلامي المعاصر مايلي (ان اغلب الفرق الاسلاميةوالشيع والطوائف التي تكاثرت فجاة في صدر الاسلام ومابعده بدات اصلا على شكل احزاب سياسية وصراعات على السلطة والحكم وفي العصر الحديث ظل الدين اداة ميسورة للسياسة تستغله القوة لتشريع وجودها غير الشرعي مرة ولتبرير مظالمها وابترازها مرة اخرى فمنذ البداية استغل الاستعمار التركي الخلافة مطيةوواجهة للشرعية وباسم الدين نجح في فرض استعماره الغاشم على المسلمين وعلى اساس النظام الذي ابتدعه لم ينجح الا في ان يفاقم مشكلة الطائفية ويبلورها في العالم العربي ) انظر د . غالي شكري العرب بين الدين والسياسة - وجاء مشروع الفدراليات الدينية لمحافظات الجنوب ليعمق الشرخ بين ابناء العراق وليامن سيطرة " الاكليروس " على مفاصل الدولة وفق فرضية الاستحقاق الانتخابي .الفدراليات الدينية لاتقوم الاعلى بناء سدود طائفية .بخلاف ذلك لايمتلك هذا المشروع مقومات نجاحه ربما ستخوض الاحزاب الدينية هذه المغامرة بنفوذ الدين والجمهور السرابي وخاصة ان محافظات الجنوب ذات البيئة شبه الريفيةستكون موقع جيد للاستعمار الديني النفطي. وهذا الموقع الجيد سيكون مرحلي بكون الوعي السائد ضمن الجمهور السرابي الان لايمكن ان يوفر الضمانة لديمومتها بحكم المتغير الذي ستوول اليه متطلبات المرحلة القادمة فهذا الوعي بقدر مايوفر الوحدة في شكل التحالفات القائمة سنية وشيعية فانه يحمل اختلافها القادم ومهما حاولت تفسير القران بالشكل الذي تريده سوف لن يطمس حقيقة الوضع فهذه التحالفات التي تدير دفة الحكم الان ملزمة في بناء دولة للحفاظ على مصالحها ولتنفيذ ولو جزء بسيط من تعهداتها للجمهور السرابي وعملية بناء الدولة تحتاج الى اعادة الحياة الى بعض البنى التحتية وموضوعيا اعادة الحياة الى الطبقات المحلية والتي تنمو تدريجيا وربما تستمر في علاقاتها الدينية لان لها في ذلك مصالح يوفر الامكانية في لجم الاكليروس لتوكد على اختلاف البرامج ولكن هذا لايعني اننا سنصل الى الطريق الذي يقودنا الى التحول الاجتماعي الجديد بليلة وضحاها انها مرحلة ستطول وربما يكون فيها الكثير من الدم والدموع لكنها ستمهد الى البديل الليبرالي الديمقراطي..الشهيد محمد باقر الصدر في مؤلفه " اقتصادنا"يقول مايلي ( لايمكن ان نتصور مجتمعا دون مذهب اقتصادي لان كل مجتمع يمارس انتاج الثروةوتوزيعها لابد له من طريقة يتفق عليها في تنظيم هذه العمليات الاقتصادية وهذه الطريقة هي التي تحددموقفه المذهبي من الحياة الاقتصادية ) الحالة التي عليها العراق اليوم بهذا الخراب وانتشار فرق الموت والارهاب وحكومة خائرة هو انعكاس صادق للواقع ولاشي اصدق من الواقع كما قال لينين فالتكثيف الديني الذي مارسه صدام في حملته الايمانية حيث ملك كل عراقي جامع او حسينية حيث نجد بروز الظاهرة الدينية بشكل لم يعرفه العراق الحديث ولذا لاغرابة فالمجتمعات الدينية بئية صالحة للتطرف وها نحن نرى على عرض وطول جغرافية العراق ينتشر جيش المهدي وجيش انصار السنة وكتائب ثورة العشرين وجيش محمد وفيلق عمر وكتائب علي بن ابي طالب وكتائب السجادوغيرها وحتى صناديق الاقتراع جلبت لنا وزير داخلية لايمكن وصفه الابوزير الخوف ووزير الصحة لايمكن وصفه الا بوزير الموت ووزير الثقافة لايمكن وصفه الا بوزير البلاهة وبرلمان فيه الكثير من غير المؤهليين والمنتفعين وانظروا الى مشروع قانون حقوق وامتيازات مجلس النواب الذي ينوون اصدراه وهومشروع لصوص لااكثر والنخب الدينية اضفت على توظيفها لرجال الدين " الشرعية الدينية " وناصبت العداء للعلمانيين لانهم ضد اساطير الاولين والشعراء في كل واد يهيمون وكما قال الراحل ادورد سعيد " ان المثقفين العلمانيين موجودون بصورة مضمرة في مركز هذه الاعتبارات فالسلطة الاجتماعية والثقافية بالنسبة لهم ليست مستمدة مباشرة مما هو سماوي بل من تاريخ قابل للتحليل صنعته مخلوقات بشرية ." ماتبقى لازال العراق يعيش بهيمنة الطغاة . وبالامس عاد الجمهور السرابي من حطام الحروب يستعرض نفسه امام تماثيل صدام.
#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ددولة الانشطار الديني
-
الوعد الصادق..وهم يتبدد
-
حسن نصرالله وسلطة العقيدة
-
يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة
-
الجانب المظلم من الديمقراطية......
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
|