أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سحر مهدي الياسري - قوانين الأسرة بين التقديس والواقعية














المزيد.....

قوانين الأسرة بين التقديس والواقعية


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:33
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


قوانين الأسرة أو ماتعرف في البلدان العربية والإسلامية بقوانين العائلة أو الأحوال الشخصية كانت دوما تعالج على الصعيد الفقهي وفقا لمنطق الفقهاء التقليدين في الاستنباط والتفريع ولم يكن تأصيله ورده إلى أصول نظرية يتجاوز آفاق أصول الفقه ,وفلسفة التشريع , والخلافات الفقهية ,وبالرغم من صلة نظم الأسرة وأحكام الأحوال الشخصية بقضايا الاجتماع والاقتصاد ,وعلم النفس ,ومن عمق التحولات الحضارية والاجتماعية والاقتصادية با لرغم مما حققته هذه العلوم من تقدم في مضمار المنهج والمنهجية العلمية .
أن إضفاء صبغة القدسية التي تمتاز بها العقائد على أحكام قوانين الأسرة والأحوال الشخصية يرجع في الغالب إلى صلة هذا الجزء من النظم الشرعية الأعراف والتقاليد القبلية وبالعقيدة وهذا شكل مصدا قويا بوجه الاقتباس التشريعي من الأنماط القانونية الغربية .
وأختلف موقف المشرعين المسلمين باختلاف مواقفهم الأيدلوجية من حركة التجديد التشريعي ,ففي تركيا أستبعد النمط التشريعي الإسلامي واستعارت في مختلف نظمها القانونية الخاصة بنظم الأسرة التشريعات الغربية واعتبرت هذا التوجه القانوني هو الطريق الوحيد للحاق بركب الحضارة المعاصرة ,لذا أقتبس قانون العائلة أحكامه من النظم السويسرية ولم يتبق من النظم الإسلامية في تركيا العلمانية سوى مؤسسة الإفتاء والأوقاف وإدارة الشؤون الدينية . أما باقي البلدان الإسلامية فقد حافظت معظمها على الصلة بين قوانينها المتعلقة بأحكام الأسرة والأحوال الشخصية وبين الفقه الإسلامي وكانت في البداية قاصرة على الاقتباس من فقه مذهب بعينه تحرص الدولة على اتخاذه مذهبا رسميا وتتعصب له بشكل أعمى على سائر المذاهب . وقد جرت حركة حثيثة بفعل التغيرات السياسية والاقتصادية التي حصلت في هذه المجتمعات وحركة التحرر النسوية وتأثرها بوضع النساء في الغرب وانتشار التعليم أعادت النظر في قضية التمسك بمذهب معين وأنطلق المشرعين بالبحث والتنقيب في التراث الإسلامي وتوثيق جميع المذاهب الإسلامية والاستفادة من تراثها الفقهي, ولكن رغم أنعتاق المشرعين من ربقة المذهب الواحد بقيت قضايا الأسرة والأحوال الشخصية منطقة مغلقة لايسهم فيها المفكرون المعاصرون والعلماء المختصون مساهمة جادة وفقا لمناهج العلوم الحديثة وما أحرزته من تقدم في دراسة أنماط العائلة والزواج وأثر التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
السؤال المهم هنا هو لماذا هذا الموقف المحافظ هل هو حبا بالتراث أم خوف من التغيير ؟
النظم القانونية هي في الأصل ظواهر اجتماعية تمر بمراحل تاريخية من التطور تخضع للنظرة الواقعية للمعضلات الاجتماعية من مختلف جوانبها الواقعية التحليلية ولا تخضع للمنظور المثالي والتسبيح في السماوات السبعة فالفرد في حياته ومعضلاته اليومية لايخضع للمثالي فقط فهو لايغطي كل وقائع حياته في عالم متسارع في التغيير وكم هائل من المشكلات التي تعترضه يوميا , أن الإجابة على كل أسئلة المسلم المعاصر لايمكن أن تنطلق من وجهة نظر محددة سلفا أي بالانحياز لاعتبارات مسلم بها مسبقا دون تحليل علمي صائب .
لقد تطورت بنى الأسرة المسلمة من حيث كونها ظاهرة اجتماعية واقتصادية في مرحلة مخاض عسير بين الجمود وبين عالمها المتغير بسرعة كبيرة لا عن مسلمات دينية مقدسة تجعل كل تمحيص لأي معضلة عسيرا لتسترها بفكرة العقيدة والقدسية.
العقيدة لها قدسيتها نسلم بذلك من منطلق احترام فكر الأخر وكوننا مسلمين ولكن لن نرضى أبدا أن تكون ذريعة تقف بوجهه تطور نظام الأسرة المسلمة وتجمد ه وتديم القيم والنظم المتوارثة ,ويجب أن يدرك المشرع المسلم أبعاد التحولات الحضارية والاقتصادية والاجتماعية بعد أن أتسع التعليم و نالت المرأة منه قسطا كبيرا من حرية الفكر والعمل وأصبحت على قدر كبير من المساواة مع الرجل وحققت استقلالها الاقتصادي , لقد تحول العالم إلى قرية صغيرة بوسائل الاتصال الحديثة ولايمكن أن نغلق أبوابنا بوجهه رياح التغيير مهما حاول حراس التراث تحجير نظمنا التشريعية



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإضراب عن العمل حقا تقره القوانين وتحاربه السلطات
- العراقيون خارج القطر ضيوف أم لاجئين
- المرأة المعوقة ظلم قانوني وأجتماعي - دراسة قانونية
- مستقبل المرأة العراقية وآمالها في القوانين
- أنها الغابة ... أيتها السمراء
- حقوق الانسان في ظل قوانين الطوارئ
- ناس من مصر
- حرية الاعلام في ظل قوانين الطوارئ
- أتفاقية إزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة وموقف الشريعة الا ...
- صباح الموت ياوطن
- مناهضة التعذيب والمعاملة المهينة والقاسية واللانسانية
- الاعلام وثقافة حقوق الانسان في العراق
- عسل الحرية وسم المادة 41 الدستورية
- حرية الرأي والتعبير في ضوء المادة 19 من العهد الدولي للحقوق ...
- اللاجئين العراقيين بعد الاحتلال الامريكي
- كفاح ضد العزلة
- أنقراض الرجال
- النقابات بين المهنية والموقف السياسي
- قصيدة عند قارعة الالم
- نورّت مصر


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سحر مهدي الياسري - قوانين الأسرة بين التقديس والواقعية