أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة















المزيد.....

صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 568 - 2003 / 8 / 19 - 02:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

نضطر بين الفينة والأخرى،أن نرسل إشارات غاضبة على طريقة أحد الرؤساء العرب، ذلك عبر تحريك الشفة السفلى،بطريقة تشبه أسلوب استقبال وإرسال جهاز الفاكس، أو الهاتف النقال،الجوال،الذي يجول ويصول في عالم اليوم،حيث التقنيات الجديدة، عادة تكون تلك الشارات تعبيرا عن قرفنا مما هو موجود في صفحات الجرائد والمجلات، وعلى المواقع الالكترونية العراقية والعربية، من سخافات، أحيانا تحسب مقالات و كتابات، وأغلب تلك البشاعات تعود عادة لبعض من كانوا معارضة عراقية،وصاروا بأذن العبد الحاكم،المملوك جورج بوش في مجلس انتقالي، سيعيد الحرية للشعب العراقي بعد عمر مديد واحتلال أمريكي طويل وعتيد.

 لقد أستطاع الرئيس الأمريكي المخمور والمشغول باليد الإلهية وعدالة أمريكا الصهيونية،أن يجمع الشيوعي مع الشيعي في عراق ما بعد صدام والبعث. وهذا بحد ذاته عامل هام في ترسيخ المهانة الوطنية العراقية، وتعزيز مبدأ التوافق مع الاحتلال،حتى على حساب الوطن وحريته وسيادته وانتمائه العربي والإسلامي،مع الحفاظ على تنوعاته الأثنية،حيث الأكراد والتركمان وغيرهم من سكان البلاد. ونحن إذ نتحدث عن الشيوعي والشيعي،لسنا نتحدث عن كل الشيعة وكافة الشيوعيين،لكننا نقصد بقولنا هذا حلفاء الاحتلال من الفئتين،كالحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة وجماعة الحكيم،وغيرهم من الفئات الشيعية التي ناصرت الاحتلال وتعمل في المجلس الانتقالي أو مع الاحتلال من خارج المجلس المذكور، كما أنها تطلب من الشعب عدم المقاومة لأسباب شاذة،سخيفة و غير مقنعة.

لم يكن الإنسان يستطيع تصور هذا الانهيار العراقي المؤسف حتى في الأحلام،فكيف يتحول العراقي بين ليلة وضحاها،من عدو لذود للديكتاتورية إلى ذيل للاحتلال والقوى الاستعمارية،يربط تطور بلاده بتحسين منطقها المرتهن للاحتلال،عبر إعلان العداء للمحيط العربي، وتجميل صورة الصهاينة عند كل طلعة فجر عراقية. حيث يرتبط منطق هؤلاء  بكل ما تسنه الشرائع البوشية عبر الحاكم المدني الأمريكي في عراقهم،المدعو بريمر،هذا الذي لا يخفي طبيعة وجوده وحكمه الاستعماري،وإن لم يكن بالشكل القديم الذي نعرفه عن الاستعمار،لكنه وجود استعماري قبيح وإرهابي يلبس ثوب السلام والحرية وتخليص البشر من العبودية والديكتاتورية،وهو بالأصل يرسخ لوجود قوى أجنبية إرهابية تريد السيطرة على منابع النفط من اجل شركاتها الصناعية وأطماعها الكونية.

بعد أن تأكد للقاصي والداني،ولنا كلنا أن الأمريكان لم يأتوا للإطاحة بصدام ونشر الديمقراطية والعودة لأمريكا بسلام،يخرج علينا نفر من أشباه المتشبهين برعاة البقر تحت أشجار النخيل،ليقولوا لصبيان الفلوجة أن أفضل نعمة أنعم الله بها عليهم هي أنهم لم يكبروا في رعاية آباءهم "المجرمين وهذا فضل من رب العالمين".حسب ما ورد في مقالة لأحدهم في المواقع الأنترنتية تحت عنوان  خطاب مبكر إلى صبيان الفلوجة :

"  كل واحد من هؤلاء الصبية كان مشروعا لمجرم يتفتح لأنه ناتج تربية الآباء ...

أجمل شيئ حصل عليه صبية الفلوجة ، أنهم فقدوا حلم الآباء وتراثهم. وسوف يدركون كم هذا الفقد جميل وانه هبة سماوية لهم . وإنهم سوف يدركون ذلك أفضل كلما امتد بهم العمر وكلما ترسخت الديمقراطية في العراق، وتذوقوا ثمارها.

في ذلك الحين سوف يبكون على آبائهم. لان لا شفاعة لهم عند الرحمن. وقد يبعثوا برسائل إعجاب وتحية إلى الجندي الأمريكي الأول الذي وضع الحبل حول رقبة تمثال صدام في ساحة الأندلس، ويسدون له الشكر ولو كان متأخرا".

هذا المنطق البائس الذي يعلق كل مآسي العراق على شماعة آباء أطفال الفلوجة أو أهل العوجة،ليس سوى منطق عاجز،فاشل،أثبت ولاءه للأعداء وتحالفه مع الشيطان الأكبر والأخطر من أجل الانتقام من الحكم الذي يمثل له الشيطان الأصغر. الآن بعد أن ذهب شيطانهم الأصغر فما هو مبرر التحالف والتكالب على رضا الشيطان الأكبر والأخطر،شيطان الغزو والاحتلال والاستعمار؟

 هذا المنطق العاجز،البائس والفاشل والمعادي لشرقه، يهرب من حقيقة أن هؤلاء الأطفال ،ليسوا أكثر من مشاريع عزة وطنية فقدوها بفقدانهم لأهاليهم وآباءهم، وقبل كل شيء لكرامة وسيادة وطنهم وعزة شعبهم،حيث الاحتلال الأمريكي البريطاني،المسنود والمدعم صهيونيا،وحيث جنود بوش الذين احتلوا البلاد بمساعدة العبيد من منظمات وأحزاب الرق العراقي السياسي،المستعبدة أمريكيا وبريطانيا وصهيونيا. صحيح أن الجندي الذي انزل تمثال صدام كان أمريكيا،وصحيح كذلك أن الدبابة التي سحلت نفس التمثال كانت أمريكية،لكن الأصح من هذا وذاك أن المقاومة التي تواجه الأمريكان في العراق،هي قبل كل شيء مقاومة عراقية،مقاومة وطنية ، قومية وإسلامية،وهناك من يقر بأن من الإسلاميين أكرادا وغير ذلك،وهذا يدل على أن المقاومة بدأت تتسع وتأخذ مداها الطبيعي وتحدد مسارها الوطني الشامل.

بالمناسبة فأن أجمل شيء سيحصل عليه أطفال الفلوجة،أنهم سيفتخرون دوما بأنهم أول من هب وقاوم الاحتلال الأمريكي في العراق،وأول من قذفهم بالغضب العراقي الحقيقي،وأول من دافع عن كرامة شعب عريق كان يخضع للحكم الاستبدادي،وأصبح خاضعا للاحتلال الأجنبي،وذلك بمساعدة بعض العراقيين الذين اعتادوا العمالة للأجنبي وتخوين الآخرين. وبهذا أيضا يقوم هؤلاء الأطفال بالرد على العجزة الذين فرحوا لأن أطفال الفلوجة،فقدوا آبائهم ولم يكبروا، فبعض المتأمركين يظنون أن هؤلاء الأطفال كانوا سيصبحون مجرمين بالوراثة،وأنهم مشاريع إجرامية جاهزة،ومن هذا المنطلق وبهذا المنطق الأعوج ، يطلب كاتب تلك الكلمات من أطفال الفلوجة أن يشكروا الأمريكي الذي خلصهم من آباءهم ومن ورثتهم وتركتهم.

هذا هو منطق العجز وما أكثر هؤلاء العجزة في هذا الزمان البائس،زمان العمالة والتحدث بلسان الاحتلال.فصبيان الفلوجة الذين يقاتلون الاحتلال ويواجهونه بالصدور العارية والحجارة وبما تيسر لهم من سلاح،هم الذين أشعلوا شمعة الحرية العراقية،بعدما كان أعداء أهل العوجة من المعارضة العراقية قد لبسوا ثوب الاحتلال ورفعوا راياته وتمنطقوا بشعاراته،وعادوا كل من خالفهم ورفض الاحتلال ومنطقهم.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحك على الذقون
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة