أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام الطوخى - أيها اليهود العرب ... عيد فصح سعيد !















المزيد.....

أيها اليهود العرب ... عيد فصح سعيد !


هشام الطوخى

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 04:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى هذه المنطقة من العالم ... الشرق الأوسط ... حيث مايزال الانسان معتزلاً ... مرعوباً فى المغارات و الكهوف ... لائذاً بهلاوسه العقلية وأساطيره التى اخترعها وطورها الكهنة منذ " سومر " ... متوتراً ... متحفزاً ... قابضاً على كل ما تطوله يداه من أدوات ... حجارة ، صوان ، فروع شجر ، سكاكين ، سنج ، سيوف ، جنازير ، مياه نار ، مطبوعات ، فضائيات ...
يصرخ مذعوراً ... يقذف بها فى وجه كل كائن حى آخر غريب يدنو من كهفه أو يعبر أمامه ... فى منطقة كتلك ... ليس غريباً أن تُعتبر تهنئة بالعيد توجه الى شخص مختلف فى العرق أو الدين أو العقيدة بمثابة اعلان حرب وتهديد للوجود ... !

ينتفض المرعوبون ...
يصرخون فى تشنجات عصبية ...
يلوحون بالحراب فى وجه من يجرؤ علانية على تهنئة المختلفين بالأعياد ...

فى مقالنا السابق هنأنا الأفغان والأكراد بعيد النيروز ... وهنأنا " المصريين البهائيين " !

وجاءت الرسائل من داخل المغارات ....

طوفان من العنصرية و الكراهية والقبح و الشتائم .

وهو أمر ليس بغريب ولا جديد ... و يُفترض له - هنا - أن يكون !

الشيئ العجيب أن معظم هذه الرسائل التى استثارتها تهنئة " المصريين " البهائيين بعيدهم جاءت من مغارات " المملكة السعودية " و دول الغرب الكافر ... " أوروبا " و" كندا " و " الولايات المتحدة " !!

رسالة لافتة منها ضُمنت فتوى رسمية للشيخ الوهابى العلامة مفتى السعودية الجليل الراحل " ابن عثيمين " ... هذا جزء من نصها :

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم سؤال رقم 947

السؤال :
ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟ .

الجواب :
الحمد لله
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .

( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .


ونحن ها هنا نُجيب :

فى هذه الأيام المحتشدة بالأعياد ، وكما هنأنا " المصريين البهائيين " بعيد النيروز ، وكما نهنئ " المسلمين " بالمولد النبوى ...

نهنئ " المسيحيين " العرب بعيد القيامة المجيد ...

ثم نقول :

أيها اليهود العرب :
........................ عيد فصح سعيد !



فى منطقة الشرق الأوسط العربية ... عاش كثير من أبنائها لأكثر من ألف عام يهوداً ....

أكثر من ألف عام قبل أن تظهر المسيحية وقبل أن يظهر الاسلام ...

اليوم ... كثير من مسيحيى العرب هم أحفاد هؤلاء اليهود ... أجدادهم كانوا يهوداً وان لعنوهم وقالوا : صلبوا المسيح !
وكثير من مسلمى العرب اليوم هم أحفاد اليهود ... أجدادهم كانوا يهوداً وان لعنوهم وقالوا : قردة وخنازير !

فى مصر ... عام 1917 ... كان عدد المصريين اليهود 59.581 ... مصريين لحماً ودماً .... ساهموا مع بقية المصريين مسلمين و مسيحيين فى النهضة المصرية الليبرالية ... منذ بدأها " محمد على " الى أن أنهاها " العسكر " وصفاها " العروبيون " !

فى السياسة ... كان منهم موسى قطاوى عضو الجمعية التشريعية المصرية ... ووزير المالية ثم المواصلات فى حكومة عام 1925 ... مؤسس " خط سكة حديد أسوان " ، و " شركة ترام وسط الدلتا " !
و منهم يوسف قطاوى رئيس مجلس السافارديم المصريين ... عضو لجنة صياغة " دستور 1923 " الذى يتباكى عليه اليوم .... المصريون !

ومنهم أعضاء كانوا فى لجنة التفاوض على أجل الغاء " الامتيازات الأجنبية " عام 1937 !
ومنهم المحامى زكى عريبى عضو لجنة صياغة " دستور 1956 " !


أسسوا " شركة الملح والصودا " عام 1906 !
و " الشركة المصرية للبترول " بعد ثورة 1919 !
و " شركة مضارب الأرز " عام 1947 !

وأسسوا " البنك العقارى المصرى " عام 1880 ، و " البنك الأهلى المصرى " عام 1898 ، و " البنك التجارى المصرى " عام 1905 !
وساهم " ريكو " المصرى اليهودى مع " طلعت حرب " فى تأسيس " بنك مصر " !

وأنشأوا شركات " صيدناوى " و " هانو " و " ريفولى " و " شيكوريل " و " بنزايون " و " عدس " و " عمر أفندى " و " شملا " ، و " جاتنيو " ، و " بونتبوريمولى للأثاث والديكور " .

وأسسوا شركة " مساهمة البحيرة "
وشركة " وادى كوم أمبو " ....

وأقاموا فنادق " سان استيفانو " و " مينا هاوس " و " كونتيننتال " و " سافوى " !


فى الفن .... كان منهم مبدعون وفنانون شاركوا فى احياء الموسيقى والغناء وانشاء السينما و المسرح المصرى ...

أسس ايلى موصيرى شركة " جوزى فيلم " عام 1911 لتكون أولى شركات دور العرض السينمائى !
وأسسوا سينما " الكورسال الصيفى " و " الكورسال الشتوى " و "سينماتوجراف بالاس " و " سينماتوجراف المنظر الجميل " و " سينما لوكس " و " راديو " بالقاهرة ، .... و سينما " فريال " و " راديو " بالاسكندرية !

أسس " يعقوب صنوع " .. " أبو نضارة " .. المسرح المصرى ، وكان " الخديوى اسماعيل " قد أطلق عليه لقب " موليير مصر " ...
ولمن لا يعرف فيعقوب صنوع المصرى اليهودى هو صاحب شعار " مصر للمصريين " !

ومن المصريين اليهود المبدعين الموسيقار " داود حسنى " ، صاحب " قمر له ليالى " و " كليوباترا " و" معروف الاسكافى " !

ومنهم المخرج الكبير " توجو مزراحى " صاحب فيلم " سلفنى 3 جنيه " و فيلم " سلامة " لأم كلثوم 1947 !

ومنهم " زكى مراد " و ابنه الملحن الكبير " منير مراد " !
و ابنته المطربة العظيمة " ليلى مراد " !

و منهم " راقية ابراهيم " و " الياس مؤدب " و " نجمة ابراهيم " و " كاميليا " و " نجوى سالم " ........
و " عمر الشريف " !



فى 25 أكتوبر 1952 بعد " انقلاب العسكر " قام الرئيس " محمد نجيب " بزيارة معبد " اليهود القرائين " لتهنئة المصريين اليهود بعيد كيبور !!!

فى عام 1956 كان عدد المصريين اليهود 60 ألفا ، عاشوا مصريين روحاً ودماً ...
تم تهجير مايقارب 20 ألفاً منهم مابين عامى 1956 و 1961 ....

تم الاستيلاء على أموالهم و رُحل ما تبقى منهم بعد قرارات التأميم عام 1961 ،.... وُزعت الكثير من بيوتهم وأملاكهم على ضباط الجيش ..... بعد أن انتهت النهضة و استبد بمصر الزعيم الخالد !

اليوم ... ونحن فى عام 2007 لم يبق من المصريين اليهود الا أقل من ثلاثمائة فرد !
صاروا " أخيراً مواطنين " ...
بعد " تعديل المادة الأولى من الدستور " !

....................................

فى العراق ... ألقى " نورى السعيد " كلمة فى مؤتمر " المائدة المستديرة " بلندن عام 1939 قال فيه :
" يسكن العراق مائتا ألف يهودى يقيم معظمهم فى بغداد " ...

فى عام 1950 بدأ تهجيرهم ...
فى عام 1976 كان المتبقى منهم أقل من أربعمائة عراقى يهودى !

..................................

فى المغرب كان عدد المغاربة اليهود يقدر ب 280 ألفاً عام 1950 ...

اليوم .... فى عام 2007 يعيش مايقارب الخمسة آلاف مغربى يهودى تحت رعب التفجيرات الانتحارية ....

فى 16 مايو عام 2003 تعرضت ممتلكاتهم ومقابرهم لموجة من التفجيرات ... سقط فيها 45 قتيل !
فى سبتمبر 2003 قتل أحدهم مطعوناً بسكين ، وقُتل آخر رمياً بالرصاص !

.................................

فى تونس يعيش أكثر من 3000 تونسى يهودى فى حرية منذ عهد الرئيس الراحل " الحبيب بورقيبة " ، .... شغل منهم " ألبير بسيسى " منصب الوزير فى احدى الحكومات !!!!

لكنهم ....
- رغم ذلك -
لم يسلموا ....
لا من عداء حركة النهضة الاسلامية و لا من التفجيرات الانتحارية !

فى أبريل 2002 تم تفجير أقدم معبد يهودى فى أفريقيا أُنشى عام 566 قبل ميلاد المسيح فى جزيرة " جربة " !
وسقط 20 قتيل !

...............................

رغم ذلك ....

رغم التأميم ....
ورغم التهجير ...
ورغم الطرد ....
ورغم التفجيرات ....
ورغم العنصرية و العداء والتهميش ...
ورغم " سبهم " ب " أقبح الشتائم " فى " صلوات " " المؤمنين " !!
فى " كل " المساجد العربية و " بعض " الكنائس ... وتكفيرهم ولعنهم وتخوينهم فى الكتب و فى الصحف وقنوات التليفزيون الحكومية والخاصة .....

رغم كل هذا .......

فما يزالون يعيشون فى مصر وفى العراق وفى اليمن وفى البحرين وفى تونس وفى المغرب وفى ليبيا وفى سوريا وفى لبنان وفى الجزائر وغيرها من دول الشرق الأوسط العربية .... !

وما يزالون يحتفلون بأعيادهم فى صمت ....
منسيين !

وما يزالون يعشقون أوطانهم التى قست عليهم ولا يرتضون عنها بديلاً !!!!!

فهل أقل من أن نقول لهم :

أيها العرب اليهود ..........
عيد فصح سعيد ؟؟!!



#هشام_الطوخى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الأقليات وتهنئة بعيد النيروز ... كلمة على الهامش !
- تأملات شهور العزلة
- لبنان ؟ - شرنقة الموت و نشيد الكُرْه المُقدس !
- هند الحناوى ... سبارتاكوس المصرية ... محررة الجوارى
- - مسلمون ضد التمييز .. المواطنة هى الحل - الحق أن يُقال ، لا ...
- تضليل الرأى العام والتستر على القتلة ... أهى غيبوبة أم اخترا ...
- عن الدولة الدينية ... الجزء الثالث : هدم مصر - أ
- عن الدولة الدينية .. الجزء الثالث : هدم مصر
- المقديشيون وحلاوة المولد
- و لكنها تدور!! ... مصر بين عصرين من الخرافة
- عن الدولة الدينية .. الجزء الأول : الاسكندرية .. مدينة الفتن
- سانتا كلوز المصرى ... دماء فوق العشب فى حديقة المهندسين
- نص الاعلان العالمى لحقوق الانسان ... هل يمكن أن نتبناه ؟
- نص كلمة د / نصر حامد ابو زيد فى الجمعية الفلسفية المصرية - ا ...
- امبراطورية الاخوان : تعبيد الناس والثورة على العالم
- الزرقاويون فى شارع ليبسيوس : بين رسائل البنا وقطب ورسالة الع ...
- الوهابيون عند حصن بابليون و الميكيافيلليون يتصارعون حول زعام ...
- المجاذيب
- العبور الى المستقبل ... الطريق الى حافة الجسر
- الزرنيخ


المزيد.....




- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام الطوخى - أيها اليهود العرب ... عيد فصح سعيد !