أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - هل مقاومة المحتلين.. تخريب وتدمير ممتلكات الشعب..؟














المزيد.....

هل مقاومة المحتلين.. تخريب وتدمير ممتلكات الشعب..؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 568 - 2003 / 8 / 19 - 02:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                    

منذ أن وعيت وطنياً شعرت باشمئزاز من الاستعمار بكل انواعه واشكاله، ومن الذين يضعون أنفسهم في خدمته تاركين قضايا الشعب والوطن تحت طائلة مصالحهم الضيقة، وكذلك الذي يتحججون لهذا الوضع بأنهم ضد الأفكار المستوردة أو من أجل المحافظة على الدين والتقاليد والقضيايا القومية وغيرها من الاراجيف التي يكررونها  ويطرحونها في كل مكان ليبرروا خضوعهم للأجنبي..

وعلى امتداد تاريخ العراق ( ولن أخرج للأقطار العربية ) سمعت وشاهدت اناس يتفاخرون بتعاملهم مع الدول الاجنبية أو يعملون معها بشكل علني أو سري ان كانوا حكاماً او مسؤوليين كبار ومثقفين وكتاب ورجال دين.. الخ هؤلاء التي كشفت أوراقهم بعد ذلك فلا وطنية بقت ولا قومية ولاقضية دينية إنما هو واقع الاصطفاف الذي يبرهن يوماً بعد ذلك من هم الوطنيين المخلصين الذين قدموا كل ما يستطيعون عليه وصولاً إلى التضحية بحياتهم من أجل مبادئهم ومعتقداتهم ومن جميع الاطياف العراقية..

وهذا لا يعني أن جميع الحكام في العراق كانوا مصطفين مع الاستعمار، لكن أكثرهم كان يخاف من الشعب وقواه الوطنية ولهذا هادن الاستعمار على حساب قضية الشعب والوطن ومن أجل بقائه في كرسي الحكم.

لن اطيل في الشرح عن انقلاب 8 شباط عام 1963 أو انقلاب 17 تموز عام 1968 بل اقول خلال 35 عاماً من حكم حزب البعث العراقي  كان العراق مهدداً من الداخل قبل الخارج لأن الاحتلال الداخلي هو الذي مكن من الاحتلال الخارجي الأخير، ولو كانت هناك ذرة من الوطنية لدى قيادة هذا الحزب لتركت الحكم بشكل طوعي وجنبت البلاد كارثة الاحتلال الحقيقي الخارجي، لو كان هناك ذرة من الوطنية والشعور بالمسؤولية لقامت هذه القيادة وبعد هزيمتها أمام قوات التحالف في الكويت بتغير سياستها وترك منصة الحكم والاحتكام للعقل والمنطق والقوانين الطبيعية والاجتماعية وشعرت أن وجودها سوف يجعل العراق والعراقيين في أسفل درجات الفقر والجوع وذل الحصار الاقتصادي والاحتلال العسكري.. وهو البلد الغني المعروف بخيراته الوطنية التي كانت بواسطتها أن يعاد بناء العراق اكثر من مرة.. إلا أن كل ذلك والكثير من القضايا الوطنية والقومية والدينية كانت لاتساوي شروى نفير أمام الكرسي للقائد العظيم والقيادة الفذة ومصالحهما في الهيمنة والسيطرة والجاه وليبقى الشعب في أسفل الدرك وفي الجحيم وليسقط العراق وطنياً تحت أقدام المحتلين الجدد..

ان  مقاومة المحتلين ليس بتخريب وتدمير ممتلكات الشعب، كما أن الواقع الجديد لا يمكن التجاوز عليه، ومن يريد أن يحرر العراق، لا يهدمه ولا يدمر منشآته النفطية ولا اسالة الماء وانابيبها ولا خطوط الكهرباء ومولداتها، ولا حرق بدلات الهواتف ولا تفجير السيارات في مناطق مأهولة ولا قتل الشرطة العراقية الجديدة التي من الممكن بواسطتها أعادة الأمن والاستقرار ، ولا رفع الأصوات الطائفية التي تريد ان تقسم العراقيين على اساس طائفي ( هذا لنا وذلك لكم وغيرهم في الجحيم)  ولعلهم يتذكرون كيف كانوا في زمن الطاغية، ولعل المقابر الجماعية تُذكرهم لو تنفع الذكرى، كيف يجب عليهم تحرير العراق ليس عن طريق مزيداً من التفرقة وبذر روح الفرقة والعداوة والركض وراء شعارات ضيقة والتمسك بقوالب جامدة واثارة الفتنة في اي مناسبة بحجة الحرية وحجج اخرى سوف تدمر العراق وتعيده إلى الوراء، وأخيراً ليس بالغاء دور الاخرين بل جمعهم تحت شعار واحد.. العراق الحر المستقل بقيادة شعبه العراقي وليس سواه..

من واجب كل عراقي وطني غيور ان يساهم في بناء البلاد وفي الوقت نفسه يعمل من أجال انهاء الاحتلال ولكن ليس بالعودة إلى الاساليب القديمة، ليس بالتخريب والقتل والتدمير والسرقة..
ان الشر الذي يحيط بالعراق والعراقيين لا يعيه سوى أبناؤه المخلصين.. وإذا لم يتعض البعض من الماضي ومن قول الحقيقة فسوف يأتي يوم يعض الجميع أصابعهم لأنهم لم يكونوا بمستوى المسؤولية تجاه بلدهم وشعبهم العراقي المجيد .. ولننتظر عسى أن لا تكون الكارثة وعند ذلك لن يفيد  تشخيص الأخطاء والكتابة عن التجربة الفاشلة أو الندب واللطم والبكاء ..

 

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالفرق بين موقف مجلس الأمن وقراره الأخير 1500 وموقف الجامعة ...
- كيف يمكن أن نكون واقعيين ومنطقيين في تحليلاتنا واستنتاجاتنا ...
- وجع الغابات المنسي
- صنمية ذاتية الحركة في الأصنام
- كيف يمكن النظر إلى قضية التضامن العربي...! يحتاج العراق وال ...
- رغد ابنة الرئيس صدام حسين كانت فرحانة متشمتة ومتشفية غير مفج ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية- اتحاد النقابات ا ...
- ما هي المشكلة مع الكرد العراقيين والقضية الكردية
- لحظات للمراقبة
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - اتحاد النقابات ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - القسم الرابع - ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - الحركة الشارتية
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية - القسم الثاني - ...
- الثورة الصناعية أدت بالضرورة إلى نشوء الرأسمالية وفي الوقت ن ...
- هل هناك حياد فكري حقيقي؟ وما معنى اللامنتمي ؟!حتى الفلسفة لم ...
- ما معنى الحياد؟ ما معنى اللامنتمي
- ظلامية القرون الوسطى ومخططات تصفية المفكرين على ما يظهر أن ا ...
- أَخِي..!
- متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ ...
- مؤتمر الثقافة العربية هل كان الإستبداد غائباَ في يوم من الأي ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - هل مقاومة المحتلين.. تخريب وتدمير ممتلكات الشعب..؟