أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة














المزيد.....

بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 07:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقول مطلع قصة " بعض أخبار معروفة " دهست سيارة مسرعة طفلا يمشي على الرصيف، فسارع رجال الشرطة العاملون في مخافر الآخرة إلى اعتقال الطفل والتحقيق معه وإحالته إلي المحاكمة بتهمة أنه كان يمشي في المكان المخصص للسيارات، ولم يمش في الفضاء المخصص للمشاة. "
بهذه البداية خط لنا القاص السوري المبدع زكريا تامر إطار المشهد العربي العليل برمته والفلسطيني المريض بشخصنته وإن لم يتعمد إسقاط القصة على واقعنا الفلسطيني المخجل، حيث أصبحنا نتلقى الغرائب والمفارقات والصدمات على أنها أخبار حوادث عرضية تحدث يوميا في كل بقاع الأرض.
فها نحن من مأساة إلى أخرى نعيش مشهدا مخزيا بالغ الوضوح والخصوصية معا، فعوضا عن الحديث عن الصوملة أو العرقنة بات العرب يتحدثون عن الفلسطنة، إذ ثمة اتساع ملحوظ في دوائر الفلتان يدب في مؤسساتنا الحكومية وينخر في نسيجنا الاجتماعي وكأنه لا سلطة نعيش في رحاها ولا قانون يحكم بيننا ولا أخلاق تسود حياتنا ولا قيم ثقافية أو دينية.. بتنا وكأننا نعيش في غابة يلتهم فيها القوي الضعيف.
فلا شك أن الأسلوب الذي تدار به حياتنا وتعالج به قضايانا اليومية المشتعلة من فلتان أمني وغرق لقرى وانفجار لمحطات وقود وإحراق للمحال التجارية ومراكز الانترنت وخطف للصحافيين الأجانب وقصف وهدم لكل معاني الإنسانية، كل ذلك إنما يدعو للتوقف والتأمل والتساؤل.. الهذا الحد وصل بنا الاستخفاف بمصائر وحياة أبنائنا ؟ ولهذه الدرجة وصل بنا الاستهتار والفساد؟ من المسؤول ولصالح من يجري إغلاق الملفات الأكثر سخونة داخليا ملفا تلو آخر؟.. ربما لتذهب تلك الملفات في زيارة تفقدية لمصانع أوراق المراحيض العامة والخاصة حتى يطلع المواطنون على آخر الأخبار عن كثب، وكأن السلطة والحكومة معا لا يضعان حسابا لهذا الشعب إلا حسابا مكشوفا في بنك التاريخ، أو أنهم باتوا يضعون مصير الوطن والمواطن في كفة وذلك الكرسي المهترئ خلف المكتب الوثير في كفة أخرى، أو أنهم وللأسف باتوا يضعونه "موضع النعل من القدم" مع خالص الاعتذار لهذا الشعب المكلوم.
إن القضية الأخيرة المتعلقة ب " حضانة الموت " ودون الدخول في تفصيلات قد تبعدنا عن الجوهر، أو إلقاء التهم جزافا على عاتق " س أو ص " إنما تضعنا أمام حالة متجددة من حالات الفوضى العارمة في مؤسسات السلطة، خاصة عندما يخرج علينا أحد المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية بتصريح فريد من نوعه مشيرا إلى أن عدم كفاية الكوادر العاملة في الوزارة هي أحد أسباب التقصير و الإهمال اللذين أديا إلي وفاة هؤلاء الأطفال، ولا أدري كيف شخص هذا المسؤول الحالة بهذا النزق البين إذ من المتعارف عليه أن العديد من موظفي السلطة لا يحسنون إلا لعبة الورق علي أجهزة الحاسوب عوضا عن تلك المهمات الوظيفية الغائبة أو المغيبة عمدا، ولم أعلم من قبل أن مئات الموظفين الجالسين خلف مكاتبهم الرجال منهم قبل النساء إنما وظفتهم السلطة للحديث عن " الطبيخ والبطيخ " أو من تزوج ومن طلق " بمسمى وظيفي " موظف نميمة " أو أن السلطة وظفتهم ترفا منها لمساعدتها على التخلص من ذلك الفائض المادي الذي يهطل علينا من السماء.. إنها قمة المأساة والنزق أن يطالعنا هذا المسؤول بهكذا تصريح.
فنحن لن نتحدث عن مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة الصحة أو الدفاع المدني أو المحافظة علما بأن الجميع بمن فيهم أهالي وذوو الأطفال أنفسهم مسؤول مسؤولية كاملة، إنما جدير بنا الإشارة إلى خطورة ما يجري من إغلاق متعمد لهذه الملفات والقضايا أو ربما ترحيلها لقادم الأيام لأي سبب كان.
فمنذ تلك الضجة التي حدثت جراء انفجار أحدى محطات الوقود برام الله وإغلاق ملفها أو ترحيله دون تحديد للمسؤولية ربما لأنها قد تتسع لتشمل كافة محطات الوقود العاملة ونقاط ومحلات بيع الغاز المزروعة وسط الأحياء السكنية، وربما لأسباب أخرى لا نعلمها، منذ تلك الكارثة والمواطن يتساءل لماذا تغلق هذه الملفات دون حسيب أو رقيب ؟ وهنا يجب القول أننا لا نريد بل وأظن كل الظن أن الشعب لن يسمح أن تغلق قضية " حضانة الموت " بعد تشكيل لجنة للبحث عن الأسباب أو إغلاق الباب كما أغلقت قضية محطات الوقود في رام الله أو انانيب الصرف الصحي في غزة أو الفلتان الأمني في كافة محافظات الوطن أو التغاضي عن مؤشر ارتفاع نسبة جرائم السرقة وبيع المخدرات أو ذلك الملف الخاص بخطف الصحافيين الأجانب في القارة الغزية وخلافه من حالات التسيب والفلتان والفساد.
إن ما حدث ومازال يحدث من فلتان على جميع المستويات الحكومية والاجتماعية إنما يستدعي من حكومة الوحدة الوطنية الالتفات إليه ومعالجته في أسرع وقت ممكن حيث أنه يعد من أهم الاولويات بل وندعي أنه أهم ألف مرة من رفع الحصار السياسي والاقتصادي ذلك لأنه يعد من المراهقة السياسية أن تبحث عن فك حصار خارجي قبل أن تبحث عن ترميم داخلي، فهل ستنتبه الرئاسة والحكومة معا لنتلمس أمنا اجتماعيا وحكوميا نستطيع وفقه أن نبني وطنا فلسطينيا، أم أنه سيفرض علينا المطالبة برحيل هذه الحكومة كما سابقتها دون آسف عليها!!
فما بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار باتت معروفة ولا تنتظر إلا تحليلها ومعالجتها.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
- الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه
- بسام زكارنه بين جهده النقابي وطواحين الهواء
- العرب وحماس وحتمية التوافق
- الديمقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة 2-2
- الديقراطية في العالم العربي من الفكر إلى الممارسة ح1
- ثقافة الاستقطاب والتساؤل أنت فتح أم حماس؟
- الطابور الثالث وقانون الغاب
- وطن في مزاد علني
- في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟
- إحتراف الصمت
- على هامش فضيحة نعلين: ظاهرة كلامية بين الشعار والممارسة
- تخصيب اليورانيوم الفلسطيني بين الهرولة والمراوحة
- إذا هبت رياحك فاغتنمها
- على بعد خطوات راقصة
- حصاد الفراغ
- الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟
- الدكتور حمد وطلاق العنف إلى الأبد
- الأدوار السياسية للوسائل الإعلانية
- دعوة للمصالحة أم باب دوار


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة