أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف محسن - الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية














المزيد.....

الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 10:56
المحور: المجتمع المدني
    


تبدو اسئلة الثقافة العراقية الآن فيها شيء من المكر حيث تجرنا الى منطقة شاسعة ومتشابكة ومعقدة فيتداخل السياسي والثقافي بالاقتصادي والاجتماعي والفكري ليشكل حقلاً كليا مترابطاً في حركة تجاذب وتداخل وهنا تتولد الاسئلة بلا انقطاع عن الذات. الآخر. الهوية. الاسلام. الكولونيالي الجديد حيث ان الكل يترك ملامحه التاريخية في حقل الثقافة كأشباح تتجول بيننا نحن الاحياء.
لا شك ان الثقافة تشكل احدى الادوات الاستيهامية في بناء الهوية والتنافس على امتلاك الرأسمال الرمزي وتحديدات الذات داخل العالم المعاصر. فان طرح اسئلة الثقافة بهذا الشكل يتطلب قراءة طبيعة التوسعات والاستقطابات والانهيارات والتراجعات التاريخية للمشروع الوطني العراقي واعادة طرح الاسئلة غير المكتملة بأسئلة اخرى.
* كيف تتم عملية تشكل الهوية الثقافية العراقية؟
* وهل يمكن ان يؤدي المكون الثقافي الى اعادة تماسك الافراد والجماعات كبديل عن الانشقاقات والتصدعات الدينية والسياسية والقومية؟
* وكيف تتم فاعلية المكون الثقافي في الحقل السياسي (المتمركز حول بنى طائفية وقومية وأثنية)؟
* وهل تتشكل الهوية الثقافية العراقية ضمن آليات الحذف والاقصاء للانظمة الثقافية المتنوعة والمختلفة في مرجعياتها الفكرية والسياسية والدينية أم التعايش ضمن التنوع والتباين والاختلاف؟
- ان الهوية الثقافية العراقية تعاني من مأزق التكوين نتيجة عمليات الترقيع التي حدثت داخل مشروع الدولة الوطنية العراقية منذ (استيراد الملك) الى وصول اول جزمة عسكرية الى السلطة السياسية العراقية التي اسست البواكير الاولى للدولة التيوليتارية البعثية. اذ ان كل لحظة من هذه اللحظات التاريخية كانت تمثل انتكاسة متواصلة لمشروع الحداثة في العراق
اذا مارست الدولة العراقية وطول هذه المدة الطويلة عمليات استبعاد منظم ضد الانظمة الثقافية القومية والدينية والأثنية ذات الابعاد التنويرية وأدت الى ترسيم خطاب ثقافي احادي يمتلك الحقيقة المطلقة في ذاته اذ شكلت (كليات ثقافية مركزية) وفرضت نمطاً من الثقافات الشوفينية في مجال التداول متماثلة في تجلياتها مع الرؤيا الفاشية للتاريخ وتقنياته في فهم العالم فتم تكريس الذهنية الاستبدادية داخل حقل المتخيل الثقافي العراقي.
بعد انهيار النظام الكلياني الفاشي الذي أدى الى تصدع العقد الاجتماعي القديم ظهرت الهويات الثقافية الفرعية المكبوتة بأساطيرها وهذياناتها وقوتها العنيفة (تقاليد. طقوس. انماط ثقافية عتيقة. الثقافة العشائرية. ثقافة الوجود الاقلوي. النظام الثقافي الطائفي) وبرغم عدم اكتمال شروطها كثقافات فقد استطاعت ان تمثل قوة تتفوق على الثقافة الوطنية وهذا يعود باعتقادي الى استجابة حقل الاستعدادات والتصورات للجماعات العراقية وفاعلية النخب بتقليدية وضعف الحراك السياسي للطبقات والجماعات السياسية التنويرية، اذ أخذ الحقل الثقافي يتماهى بالمشهد السياسي المتشظي.
ان هذه التمركزات التي تعانيها الهوية الثقافية العراقية ادت الى تشكل حيز مادي داخل نظام السيرورات الاجتماعية للجماعات والافراد اذ انها مرتبطة بتعينات المشروع الثقافي، فان الوصول الى هوية ثقافية عقلانية تنويرية داخل تكوينات المجتمع العراقي تبدأ بمشروع ثقافي وطني والانتقال من الثقافة المؤسساتية المركزية الى النظام الثقافي التعددي وخلق قطيعة معرفية مع عصر الثقافات الجماهيرية لتشكيل وعي جماعي للوجود الموضوعي للجماعات العراقية وتجاوز آليات الصهر والحذف للانظمة الثقافية الفرعية التي تمثل المكونات التاريخية للمجتمع العراقي والاعتراف بالمشتركات القومية والدينية والأثنية. اذ ان هذه التوصيفات تتفاعل فيما بينها لخلق رؤيا مشتركة مرتبطة بالارث الثقافي الانساني وهو الامتداد التاريخي لكل البناءات الحية للمجتمع العراقي.
ان تشكيل هذه الهوية مسألة بالغة الأهمية لكونها الرؤيا المركبة التي يمر عبرها التواصل ضمن اطار يصبح فيه التعدد والتنوع والاختلاف قوة في انتاج المعنى.



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الديني الاصولي او احتكار بلاغة العنف السياسي
- اسامه ابن لادن الاصولي التخيلي
- نحو حافات التنوير
- نحو صياغة جدبدة للعلاقة مع الاخر الغرب
- قراءة في اسطورة المثقفين العراقيين وخرافات الدولة الريعية
- جدل الثقافات الفرعيه نحو تشكيل رؤية ستراتيجيه لثقافة وطنية ع ...
- الاخفاق في صناعة دولة
- خرافة الدولة الوطنية العربية: نحو قراءة موضوعية للظاهرة الأص ...
- الجسد الانطولوجي الشارح الأولي لفوضى السلطة السياسية
- اثريات الطائفية السياسية / مقاربات اولية في العنف والعنف الط ...
- نحو إعادة قراءة حقل التمايزات للفضاء المفاهيمي، الإسلام/ الد ...
- إسهام نقدي حول مقولة - الأسلام مصدر للتشريع
- الحريم السياسي: مقاربات أولية حول الخطاب الجنساني في الثقافة ...
- اعادة انتاج النخب السياسية التقليدية2
- قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن
- نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي
- تحليل الخطاب السياسي حول مفهوم الديمقراطية الشعبوية


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف محسن - الاقنعة التنكرية صناعة الهويه في الثقافة العراقية