أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - حول مشروع القانون الجديد لحقوق وامتيازات مجلس النواب!















المزيد.....

حول مشروع القانون الجديد لحقوق وامتيازات مجلس النواب!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نشرت وسائل الإعلام العراقية والعربية مشروع قانون يتضمن حقوق وامتيازات مجلس النواب رئيساً ونواباً وأعضاءً يراد مناقشته في المجلس ذاته وإقراره وممارسته. ويبدو لي أن هذا القانون ليس إشاعة بل هو مسودة فعلية وضعتها لجنة من أعضاء مجلس النواب لتأمين أوضاع وحياة أفضل للنواب. ليس نواب العراق وحدهم يتصرفون بهذه الطريقة, بل أغلب مجالس النواب في العالم تسعى إلى وضع قوانين وحقوق وامتيازات إضافية تساهم في إبعاد هذه المؤسسة والمنتدبين إليها يعيشون في عالم آخر غير عالم شعوبهم, في عالم البحبوحة التي يعيش فيها الأغنياء من سكان هذا البلد أو ذاك. وعندها لن يحسوا بالواقع الذي تعيش فيه الغالبية العظمى من الشعب. هكذا هو الأمر في ألمانيا والنمسا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا ...الخ. فالعراق ليس استثناءً بأي حال. ولكن أين هو الاستثناء في النموذج العراقي الجديد؟
لا شك في أن من حق مجلس النواب أن يقرر مستوى الراتب لرئيسه ونواب الرئيس والأعضاء والمخصصات والمكافئات ...الخ. ومن حقه أن يقرر الحراسة الضرورية لهم وما إلى ذلك, فليس في هذا من حيث المبدأ أي اعتراض. ولكن, أين يبرز الاعتراض؟ وقبل الخوض في الاعتراض نشير أيضاً إلى حالة استثنائية أخرى يعيش فيها مجلس النواب العراقي والعراق عموماًً, بغض النظر عن موقفنا من بنية وتكوين مجلس النواب. إن رئيس ونواب رئيس وأعضاء مجلس النواب يعيشون في عراق شاذ واستثنائي من حيث فقدان الأمن والاستقرار ووجود تهديد متواصل لا لحياة عضو مجلس النواب فحسب, بل وحياة أفراد عائلته والأقرباء حتى الدرجة الثالثة, وفق موقف النظام المقبور من العقوبات التي كان ينزلها بمن يتهم بالتآمر على نظامه الدكتاتوري البغيض. علينا أن نؤكد بأن النواب جميعاً في العراق, بغض النظر عن البعض منهم الذي ربما يكون من أتباع المليشيات الطائفية أو له علاقات مع قوى إرهابية أو بعثية, إذ أنهم قلة وليسوا الكثرة في المجلس. فالمجلس لا يعيش في أوضاع طبيعية, وعلى كل منا وهو يتحدث عن هؤلاء أن يضع نفسه في موقعهم حيث يتربص به في كل لحظة خطر القتل على أيدي إرهابيين وأعداء لا يعرفهم ولم يلتق بهم في حياته. أضع هذا أمام أنظار القارئات والقراء لا لكي أبرر هذه المسألة أو تلك, بل لأصف الوضع أولاً, ومن ثم نبدأ بالنظر إلى الأمور بهدوء وموضوعية.
والآن كيف نفهم هذا المشروع الجديد للقانون وما هي الاعتراضات عليه؟
يعبر مشروع القانون الجديد عن أفكار هي مزيج من الرغبة المتفشية في توزيع الرواتب والمكافئات والامتيازات وفق قواعد توزيع المناصب الرئاسية في الدولة وعلى أساس المحاصصة الطائفية. فلا بد للمراكز الثلاثة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب أن يتسلموا رواتب متساوية, وكذا مع نوابهم والعاملين معهم في مجالسهم, والرغبة في اعتبار كل من هذه المراكز متساوية من حيث الأهمية للقومية أو الطائفة التي مثلها, إضافة إلى المبالغة غير المعهودة في نشر الامتيازات لتشمل أفراد العائلة التي لا يمكن رؤيتها في أي قانون يمس مجالس النواب في سائر أرجاء العالم.
نحن أمام حالة غير سليمة في العراق, ولكن لا يجوز لمجلس النواب أن يقرر صيغة للحقوق والامتيازات تعبر عن حالة استثنائية يمر بها العراق مؤقتاً, بل يفترض أن يضع قانوناً لحالة طبيعية ثم يتخذ إجراءات لتفادي الأوضاع الاستثنائية مثل المخصصات الإضافية التي يستوجبها لضمان حمايته أو بسبب المصروفات التي يفترضها موقعه ...الخ.
ولهذا أؤكد ما يلي:
• لا أجد أي مبرر في ربط راتب رئيس مجلس النواب ونائبيه وأعضاء مجلس النواب براتب السيد رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس مجلس الوزراء والوزراء. فهو موقف غير منطقي, إذ لكل مؤسسة أو مجلس له مكانته ودوره وأهميته ومهماته المختلفة, ويفترض أن لا يخضع للطائفية السياسية التمييزية المقيتة.
• لا يمكن منح جميع أعضاء مجلس النواب قطعة أرض أو داراً, بل يمكن أن تمنح لمن لا يملك أرضاً أو داراً لقاء تعويض مالي يقرر وفق موقع الأرض.
• لا يجوز منح أفراد عائلة رئيس ونواب وأعضاء مجلس النواب جوازات سفر دبلوماسية بأي حال, بل يمكن ربما وضع صورة أو اسم الزوجة والأطفال بعمر أقل من 18 عاماً في جواز رئيس ونواب وأعضاء مجلس النواب لتسهيل سفرهم مثلاً ولكن لا يمنحوا جوازات سفر دبلوماسية خاصة يمكن أن تمتد للأبوين .. الخ, كما يمكن أن تستخدم لغير أغراضها.
• لا بد من وضع قانون للضمان الصحي للموظفين في العراق ليشمل أعضاء مجلس النواب أيضاً, كما يفترض وضع قانون للضمان الصحي لكل المواطنات ولمواطنين, ولكن لا يجوز معالجة عضو مجلس النواب في حالة إصابته بمرض اعتيادي, كما يمكن ان يصاب به أي مواطنة أو مواطن آخر, ما لم تكن إصابته في وقت أداء عمله أو بسبب اعتداء إرهابي وقع على العضو.
• من المناسب أن يكون لعضو مجلس النواب راتباً مجزياً ومخصصات تساعده على إنجاز مهماته لكي لا يمد يده إلى آخرين أو يعاني من مصاعب مالية تدفعه لقبول رشوة لتحسين أوضاعه المالية, أي وضع معايير مناسبة لحماية النائب من احتمال السقوط في الفساد.
• لا مبرر لشمول الورثة بذات الحقوق التي يراد منحها لعضو مجلس النواب, إذ أن الفترة الراهنة والإرهاب الذي يعيشه العراق ليس أبدياً. كما أن من واجب الحكومة (وزارة الداخلية) أن تنظر في قضية كل عضو في المجلس لتأمين الحماية له في حالة وجود تهديد ومخاطر تعرضه وأفراد عائلته للقتل.
• لا بد من الإشارة إلى أن مقام ونفوذ واحترام presige رئيس أو نائب رئيس أو عضو مجلس النواب لا يأتي من كونه بمركز رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو الوزير, بل بالمهمات التي يؤديها والعلاقة الحميمة مع ناخبيه ودفاعه عن قضاياهم وبسلوكه في التعامل ووعيه في الدفاع عن مصالح المجتمع ...الخ, بالرغم من التخلف الذي يعيش فيه المجتمع العراقي والمعايير المتخلفة التي لا تزال تسود فيه.
من واجبنا أن ندرس كل مشروع قانون تريد الحكومة أو مجلس النواب طرحه ومناقشته وإقراره, ويفترض أن يتميز حوارنا ونقاشنا لتلك القوانين بالهدوء والموضوعية وبعيداً عن الانفعال والاتهام وشن الحملات القاسية.
أرى بأن هناك خطأ فادحاً يرتكبه مجلس النواب إن أقر مشروع القانون بالصيغة التي نشرت في وسائل الإعلام, ولا بد من أخذ رأي الناس بنظر الاعتبار, ولا بد من إعادة النظر به بعيداً عن التقسيم الطائفي والمحاصصة حتى في الحقوق والامتيازات والمنافع, إذ أنها ستجرنا إلى وضع المجتمع كله ضد السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.
إن المجتمع الذي يعاني من حالة الفقر (30% من السكان تحت خط الفقر, 30% على خط الفقر مباشرة و25% من السكان فوق خط الفقر بقليل, ونسبة ضئيلة جداً هي المترفة والمتنعمة, وخاصة العائمين في بحر من الفساد المالي على حساب الشعب) لا يمكنه قبول هذه المحاولة من جانب السلطة التشريعية في منح نفسها ما تشاء من الحقوق والامتيازات.
أملي أن يفكر أعضاء مجلس النواب بذلك جيداً وكذا الأحزاب التي رشحت هؤلاء النواب ليكونوا ممثلين عنها في مجلس النواب. إن سمعة النواب وتأثيرهم في المجتمع وفي السياسة بشكل عام يرتبط عضوياً بما يقرروه لأنفسهم وللمجتمع من مكاسب وحقوق.
أوائل نيسان/أبريل 2007 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !مشروع قانون اجتثاث البعث والعملية السياسية في العراق
- هل من قرع متواصل لطبول الحرب في منطقة الشرق الأوسط؟
- القمة العربية ومشكلات المنطقة؟
- ندوة لندن ومشروع قانون النفط العراقي الجديد؟
- هل مجازر الأنفال ضد الشعب الكردي تشكل جزءاً من جرائم الإبادة ...
- هل بدأ الإرهابيون القتلة يستخدمون خزينهم الاحتياطي في القتل؟
- نحو معالجة جادة ومدنية للمشكلة الأمازيغية في الدول المغاربية
- هل يمكن اعتبار مؤتمر بغداد خطوة إيجابية على الطريق الصحيح؟
- واقع المرأة في المجتمع العراقي وضرورات التغيير
- هل يتعلم المستبدون من دروس من سبقهم في الاستبداد؟ السودان نم ...
- ما الجديد في الدبلوماسية الأمريكية حول العراق؟
- هل من علاقة بين قناة الجزيرة والقاعدة؟
- هل المظاهرات هي الطريق لتصحيح خطأ ما في العراق؟
- هل من تنسيق بين الخطة الأمنية وعملية المصالحة الوطنية؟
- من المستفيد من فشل الخطة الأمنية والمصالحة السياسية في العرا ...
- كلمة إنصاف مطلوبة بحق الأستاذ الدكتور سّيار الجميل
- رسالة الدكتور أكرم الحكيم إلى الدكتور كاظم حبيب وجواب الأخير ...
- رسالة مفتوحة من كاظم حبيب إلى السيد حبيب الصدر
- الدكتور برهان غليون ومشروع الشرق الأوسط
- تركيا تعود إلى عادتها القديمة, فهل في ذلك أي غرابة؟


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - حول مشروع القانون الجديد لحقوق وامتيازات مجلس النواب!