أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .















المزيد.....

قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشف المأزق الأمريكي في العراق محدودية القوة الأمريكية ..ليست هي المرة الأولى ..فقد سبق للمأزق الأمريكي في فيتنام, أن ضوَى على هذه الحقيقة ..الفارق بين الحالتين هي مساحة تصديق ذلك لدي النخب العربية الحاكمة . وانعكاس هذاعلى مستوى ممانعة هذه النخب للفظاظة والإستخفاف التي وسمت السياسة الأمريكية حيال طموحات شعوب المنطقة ..ولا شك أن مستوى الممانعة قد شهد ادنى درجاته بعد انهيار الإتحاد السوفييتي الذي عمل كظهير دولي لتيار القومية العربية ,الذي استولى على شطر مهم من النظام السياسي العربي بدءا من منتصف القرن الماضي ..ورغم أن شرخا كبيرا في المصالح قد تولد بين النظام السياسي العربي والولايات المتحدة الأمريكية على خلفية الإستراتيجية الأمريكية المعلنة بعد أحداث -11- سبتمبر-2001 ( مواجهة الإرهاب بضخ الديمقراطية ), إلا أن ممانعة جدية للإملاءات الأمريكية كان عليها أن تنتظر ثلاثة سنوات طوال من النزيف العراقي , ومن الصبر السوري- الإيراني لكي تظهر شيئا من نفسها( أي الممانعة ) في مؤتمر قمة الرياض ..
إلاأن ما يلفت النظر حقا ويشيع تفاؤلا: هو غياب اللغة السردية المعتادة عن إعلان الرياض ..فهذا الأخير يتجنب المرور الصحفي على بؤر التوتر المشتعلة على السطح . ويذهب على طريقة الفكر السياسي الجاد الى الحفر عميقا نحو الجذور التي تمنح البؤر المشتعلة على السطح النسغ الذي يمدها بأسباب البقاء ..في بيان الرياض تركيز لا سابق له على العروبة كآصرة عابرة للتنوع الديني , والمذهبي والإثني , ومحاولة لتنقيتها (العروبة ) من الطابع العرقي , وتطعيمها بالنزعة الإنسانية .( باعتبار أن العروبة ليست مفهوما عرقيا عنصريا بل هي هوية ثقافية موحدة.. تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها واطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والاخلاقية والانسانية.. يثريه التنوع والتعدد.. والانفتاح على الثقافات الانسانية الاخرى.. ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة.. دون الذوبان أو التفتت أو فقدان التمايز)..وهناك فك اشتباك ( علماني النكهة) بين العروبة والإسلام, ظلَ( أي الإشتباك ) -على مدار العقود الخمسة الماضية –يشتغل كحصان طروادة للإسلاميين داخل تيار القومية العربية ..
أميل الى الإعتقاد [ان التحول النوعي الذي طرأ على البطانة البرجوازية للنظام السياسي العربي – وهو تحول غير مرصود جيدا من قبل الفكر السياسي الرائج –يقف وراء هذه الإنعطافة في لغة البيان . وفي الإتجاهات التي يذهب اليها كبرنامج عمل للسنوات القادمة ..( اعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي.... تفعيل المؤسسات القائمة ومنحها الاهمية التي تستحقها.. والموارد المالية التي تحتاجها.. خاصة فيما يتعلق بتطوير البحث العلمي.. نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح ورفض كل أشكال الارهاب والغلو ...)
وبالعودة الى المأزق الأمريكي ..ينبغي الإعتراف أن التحديات التي يطرحها هذا المأزق على النظام السياسي العربي , إشتغلت كمهماز لهذا النظام ..لقد ادت سنوات من التعنت الأمريكي الى استنهاض الراديكالية الإسلامية من رقادها , والتي في مواجهتها لهذا التعنت ستأخذ في طريقها النظام السياسي العربي وما راكمه في العقود الخمسة الماضية من الحداثة ..لقد استيقظ النظام السياسي العربي أخيرا على تموضعه الراهن بين حجري الرحى :الأمريكي / الأصولي الإسلامي ..وهذا مايفسر هذه الإنعطافة نحو عروبة منفتحة على محيطها الإقليمي والعالمي لا يجمعها جامع بعروبة الخمسينات و أقصى تورماتها( عراق صدام حسين ) ..
إلا أن المأزق الأمريكي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ..لقدراكم النظام العربي بنموذجيه الرئيسيين
: - حمهوريات رأسمالية الدولة المتحالفة مع السوفييت .
وملكيات ومشيخات النفط المتحالفة مع الأمريكان.
على ظهر بعيره مستوى من التحولات في البنية الإقتصادية –الإجتماعية , تسمح بأن تتمظهر في وعي البطانة الطبقية التي تحيط بالنخبة الحاكمة ..
ليست العودة الميمونة للوعي الليبرالي بعد خمسة عقود من قيلولته الإجبارية..وليست النقدية المنبثقة من داخل الوعيين الماركسي والقومي –الإشتراكي , إلا تجلٍ من تجليات وعي يحاول أن يرافق ( كحادي العيس)
هذا التبدل البنيوي العميق الذي تراكم في مجرى التحول الى الرأسمالية كنمط انتاج ..
إلا أنه من المبكر التفاؤل بمستقبل مضمون لهذا الوعي, في أن يتحول الى وعي مهيمن , يلعب دورا إيجابيا في عملية التحول الجارية نحو الرأسمالية..بمعنى أن يقوم بمهامه التقليدية التي نهض بها في اوربا ..
لانعدم الكثير من الشواهد على الدور المثبط الذي مارسه الوعي على الجدلية الإقتصادية –الإجتماعية لجهة لجمها او دفعها في هذا المسرب الجانبي أو ذاك ..( دورالمدارس السلجوقية في انتاج وعي سكولائي اجتراري
تولى مهمة التصدي للنزعات العقلانية والفلسفية التي رافقت محاولات التحول المبكر الى الرأسمالية داخل الإمبراطورية العباسية في مقطعها البويهي )
يمكننا وبقليل من الجرأة النظرية توصيف المشهد العربي على النحو التالي : هناك نظام سياسي عربي متأخر عن بطانته الطبقية ومتقدم في نفس الوقت على مجتمعه..يتلقى هذا النظام الضغط من اتجاهين محليين :
-1- بطانته الطبقية ( بورجوازية تتنوع مصادر ثروتها) ولكن مصالحها تتلاقى على انتاج جدلية تتشابه والجدلية التي انتجت اوربا الحديثة ..
-2-أصولية إسلامية أستولت على مخيلة الأكثرية الشعبية ..ولم تجد ممانعة تذكر من اليسارين القومي والماركسي الحاملين في وعييهما ا الكثير من نقاط التلاقي العقلي مع الاصولية ( الدوغما والاجترار والصرامة العقلية ..) ,
لا تفسير لهذه المفارقة التي نعيشها إلا في بنية الوعي المهيمن الراهنة..ذلك أن النخبة الحديثة بطوابقها الدنيا والعليا إقتصاديا, لم تستطع أن تنتج وعيا مهيمنا على الفضاء العقلي لمجتمعاتها..بل إن العقدين الأخيرين شهدا انتكاسة واضحة للوعي الحديث بمدارسه المتنوعة ( الليبرالي والقومي والماركسي ) لمصلحة الوعي التقليدي بتنويعاته السلفية والجهادية والمستنيرة .. تهدد هذه العودة الجماعية الى الوعي التقليدي كامل ما راكمته الحداثة منذ قرنين .وتجر المنطقة الى الإحتراب الأهلي نظرا الى أن جيوب هذا الوعي التقليدي محشوة بقنابل من مخلفات حروب الماضي الدينية والمذهبية ..
لكل ماتقدم يمكن لبيان قمة الرياض بخطوطه الإستراتيجية أن يشكل إنعطافة ايجابية في طريقة إدارة النظام السياسي العربي لملفاته( الداخلية والإقليمية والدولية )



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس ومحامي اتحاد الكتاب العرب يحاجران سعدالله ونوس والهدف ا ...
- ليتولى علمانيوا كل طائفة ضبط سفهائها
- عن المحور السوري –المصري- السعودي
- الرفيق زيادالرحباني
- فخ التراث
- النزعة المحافظة تتعيش على التحديات الخارجية
- تطييف الحداثة
- خاتمي : ريعية احتلال المثقف موقع القيادة
- محاوله لتصويب التحالفات
- فيصل الديمقراطيه
- بطاقة تعريف
- ميزان الجزر الأمريكي
- جلدنا الريفي الضيق
- أحوال الموضوعية
- بين السطور
- بين بينين
- قانامن جديد
- مأزق الليبرالية العربية
- نداء
- محاولة للتفسير


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي العباس - قمة الرياض..النظام السياسي العربي يتنفس الصعداء .