اين انتم ايها المثقفون العرب؟ واين هي الجامعة العربية؟

مالك حسن

الحوار المتمدن-العدد: 567 - 2003 / 8 / 18 - 03:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 مرت عدة أيام، منذ ان تناقلت وكالات الانباء العالمية وظهرعلى صفحات الصحف وشاشات التلفزة العالمية  خبر موافقة العقيد القذافي على ان يدفع ثلاثة مليارات دولار من ثروة الشعب الليبي تعويضا عن عمل أرهابي قام به عدد من المجرمين من رجال الامن الليبي باوامر من العقيد وراح ضحيته عدة عشرات من ركاب طائرة أمريكية مدنية. انظارنا، نحن الموجودين في اوروبا، مشدودة الى شاشات التلفزيون  وهي تتناقل الخبر بالصورة والتعليق منذ ذلك الحين. تعيد صورة الوقائع كما جرت، وتعيد الى الاذهان ما عانه الشعب الليبي جراء هذا التصرف الارعن من قبل( الاخ القائد).
ومع ان معاناة  الليبين منذ عام 1988لا يمكن ان تقدر بثمن، الا ان  حسابا بسيطا لذيول حادثة لوكربي منذ وقوعها ولحد الان  سيكشف لنا  ان الضرر لم يقتصر فقط  على هذه المعاناة  وعلى هذه المليارات الثلاثة ، وانما كلف الامر الشعب الليبي لا اقل من عشرة مليارات دولار، اضافة الى ان  أحد المجرمين المنفذين للعملية الارهابية يقضي سنوات طويلة في السجن جراء فعلته.
القذافي الذي يتشدق ليل نهار بان ( نظام الجماهيرية) الذي  اخترعه هو قمة الديمقراطية في العالم، لم يرف له جفن وهو يبعثر هذه المليارات العديدة من الدولارات. ولسنا هنا في صدد مقارنة (جماهيريته) مع ( الديمقراطية الغربية الكاذبة) التي اسقطت نائبة رئيس الوزراء في السويد لانها صرفت ثلاثين الف كرونة من حساب الحكومة على مشترياتها الخاصة في الخارج، مع انها اعادت المبلغ حين عودتها الى الوطن. ولكننا نتساءل كيف لا  يرف له جفن مع ان جزءا ا قليلا من هذا المبلغ  فحسب كاف للقضاء على مرض الايدز الذي يفتك بابنائه الافارقة؟؟ ( القذافي يسعى للحصول على لقب ( أبو الافارقة وراعيهم)).
وعلى العموم،  ليس من المستغرب ان لايرف جفن للقذافي وللصحافيين الليبيين في الداخل،  ولا نتوقع منهم ولا من ( المؤتمرات الجماهيرية) التي هي ( اكثر فاعلية وديمقراطية من اعرق البرلمانات الاوربية) ان تقوم بشئ من هذا او تتخذ موقفا غير موقف الخروج في مسيرة ( جماهيرية خالدة لاتنسى تعبر فيها عن حبها واعجابها بالاخ قائد الثورة وبقراراته الحكيمة).
ولكن، لم لا ترف جفون الالاف من الصحافيين العرب والمئات من قادة الاحزاب ( الوطنية واليسارية والقومية والاسلامية العربية)( في طول الوطن العربي وعرضه)  وعشرات  المراسلين للتلفزيونات الفضائية العربية؟؟ ام انهم مصابون بالعمى والطرش ، ولا يشغلهم الان سوى البحث  في أرض العراق الحبيب عن خبرتافه يخرج من فم يتيم من ايتام صدام ( او بالاصح  أرامل صدام كما سماهم احد الاخوة)، وتنفك ( عقدة لسانهم ) ويملأون الدنيا زعيقا حين يقوم  جرذ  من جرذان صدام  بعمل تخريبي هنا او هناك في ارض العراق، ويغيب عنهم وعن اهتماماتهم ضياع مليارات الدولارات من الثروة التي تركها والد العقيد(وراثة ) لابنه.
 اين هو الشرف الصحافي ؟؟
 اين هو الشرف السياسي؟
 هل هذا ما علمتكم الاديان والكتب والايدولوجيات التي تربيتم عليها؟
 ولأكن اكثر تحديدا في توجيه الكلام : ما رأي الناصريين والعروبيين، أمثال حسنين كروم ومن على رأيه وعلى شاكلته، بتصرفات خليفة عبد الناصر؟
وبما اني من اليسار العراقي فأني في شوق الى معرفة  رأي اخوتنا في احزاب اليسار المصري والسوري واللبناني وخاصة الحزب الشيوعي المصري صاحب التقارير ( السياسية الطويلة لمراقبة الحالة في العراق بعد صدام) وكذلك الاخوة  في  حزب التجمع الوحدوي وخاصة رئيس تحرير الاهالي، نجم الفضائية المصرية نبيل زكي الذي لايترك شاردة او واردة من امور شعب العراق الا ويعلق عليها ؟ الا يستحق هذا الامر الجلل ان يدخل ضمن تقاريرهم وتصريحاتهم عن الوضع العربي، أم ان تحرير العراق من عصابة صدام هو فقط الذي ( يفقع مراراتهم)؟
 أسئلة أتوجه بها الى اكثر من جهة عربية  تزعق وتتباكى ليل نهار على ما تسميه ( عزم الامريكان سرقة نفط العراق)، وتسكت عن مصيبة شعب ليبيا.
 وما بال جامعتنا العربية ، الشريفة العفيفة، التي لا تقبل في عضويتها مجلس الحكم الانتقالي في العراق و( تستعر منو) لانه ببساطة لم يحصل مثل بقية الاعضاء على نسبة 99,99% من الاصوات.
 ما بالها تسكت على هذه الفضيحة ؟
 لماذا لاتستغل الفرصة، وترد الصاع الصاعين للقذافي الذي ( مرمط الارض بكرامتها مرات ومرات)، وتعلن ان اهدار مال الليبيين على تصرفات العقيد الهوجاء هو امر يهم العرب جميعا من المحيط الى الخليج ولا يمكن ان يقبلوا به ، وتقرر سحب الاعتراف منه قبل ان يصفعها ويطرد ممثلها من ( ضيعة ) المرحوم والده المسماة الان ( الجماهيرية الاشتراكية القذافية العظمى).
أسئلة واسئلة.... ولكن .... آه من  أمة ضحكت من جهلها و(خيبتها) كل الامم.
 مالك حسن                                                            17/8/2003

#مالك_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات