أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الضحك على الذقون














المزيد.....

الضحك على الذقون


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 567 - 2003 / 8 / 18 - 02:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أستطيع القول أن ما نسمعه من المفاوضين والمسئولين الفلسطينيين ونظرائهم الإسرائيليين يجعلنا نموت مرتين،مرة من الضحك ومرة من القهر والمرارة. فالتصريح الذي أدلى به الوزير الفلسطيني محمد دحلان أثناء لقاءه مع عائلات الأسرى والمعتقلين في رام الله،يوم السبت الموافق 16 الشهر الجاري،يجعلنا نعيد التفكير بوجود وزراء في السلطة الفلسطينية،يستطيعون التمييز بين المدن الفلسطينية المحتلة والأخرى المحاصرة،أو هم على دراية بواقع حال الجغرافيا الفلسطينية بعد حملة السور الواقي. فقد جاء على لسان الوزير دحلان أن الإسرائيليين سوف ينسحبون من أربعة مدن محتلة،كان الإسرائيليون حددوا تلك المدن منذ الصباح الباكر،إذ قالوا أن الانسحاب سيكون أولا من مدينتي أريحا  وقلقيلية.

يعني مجنون يحكي وعاقل يسمع،أولا أريحا تخضع للسلطة الفلسطينية وهي المدينة الوحيدة في الضفة الغربية التي لم يحتلها جيش إسرائيل،لكنها محاصرة منذ بداية الانتفاضة، إذا كانت إسرائيل تريد كسب الناس ومعركة العلاقات العامة،والرأي العام الدولي،من خلال إعلانها عن هذا الانسحاب من أريحا،فهذا مفهوم ومعلوم،لأن لإسرائيل أهدافا خاصة بها من وراء الإعلان،لكن غير المفهوم أن يكرر ذلك قادة السلطة من الوزير محمد دحلان الذي أدار المفاوضات حول هذا الانسحاب مع موفاز يوم أمس،حتى الناطق باسمه إلياس زنانيري الذي أكد كذلك على أن الانسحاب سيشمل مدينة أريحا،مما جعل المشاهدون و القراء يعتقدون أن أريحا فعلا محتلة،وأن الإسرائيليون سينسحبوا منها كخطوة في طريق تعزيز عملية السلام. يا جماعة ! أريحا محاصرة من كل الجهات،بخندق طويل تحرسه الطائرات والدبابات،وفيها سجن السلطة حيث يعتقل أمين عام الجبهة الشعبية احمد سعدات،وهي ليست محتلة،والأمن فيها بيد السلطة الفلسطينية،وباستطاعتكم العودة بالسؤال للسيد صائب عريقات الناطق باسمها في هذه اللحظات،إذن كيف لا يفرق هؤلاء الرسميون الفلسطينيين بين المدن المحتلة وغير المحتلة ؟

قد يخطر على بالنا في هذه اللحظات  أشياء غريبة وعجيبة،لكنها قريبة من الواقع والحقيقة،فالطرف الفلسطيني يريد أيضا تحقيق نجاحات على حساب المعارضة الفلسطينية،فهو كرر مقولة الأربعة مدن محتلة،حتى يكون وقع الخبر كبيرا ومؤثرا في نفوس الناس وعلى مسامعها. ولأن الصراع الفلسطيني الداخلي على أشده بين حكومة أبو مازن ومعارضيها من الفصائل الفلسطينية،فأن أية دعاية مهما كانت سخيفة أو حتى محبوكة لغرض الحملة الإعلامية فقط،فهي تكون مفيدة للطرف الذي يطرحها على أرض الواقع.

حقيقة نقول أن هذه الأخبار ليست أكثر من ضحك على الذقون،وهي لا تعطي من يروجها قيمة أو أنصار بين ظهراني الشعب الفلسطيني،لكنها تؤكد للمواطن العادي الفلسطيني في مدنه وقراه ومخيماته المحتلة والمحاصرة والمستباحة،إن في قطاع غزة أو الضفة الغربية،أن هناك جماعة من البشر لازالوا يتاجرون بهموم إخوانهم من البشر. وكان أولى بالقائمين على المفاوضات مع المحتلين،الذين يعيثون في فلسطين فسادا وخرابا ودمارا،أن يطلقوا تصريحات معقولة يقبلها العقل،ويستطيع المواطن الفلسطيني من خلالها استشفاف الأمل،واستحضارالثقة المفقودة بينه وبين قيادة مؤسسة أوسلو. فما أحوج الشعب الفلسطيني للراحة،للصراحة وللثقة،فقد انعدمت الثقة والراحة عنده ولم يعد يستطيع ركن ظهره لأي جدار لأن الجدران كلها تكسرت،والأسس أصبحت غائبة تحت تراب وغبار المرحلة الصعبة.

ليس أجمل من أن يحصل الإنسان على كلمة تزيح عن كاهله عبء الصعاب التي تكاد تهده،وليس أسوأ من أن يتم الاحتيال على الشعب باسمه،وبأسم عذاباته وتضحياته،لذا لا يجوز لأي كان أن يمارس تجاربه البهلوانية أو الانتخابية والمنفعية وحتى النجومية التمثيلية على أي كان. فكيف الحال وتلك الأدوار تجرب على شعب أعزل،يقاتل بأجساد أبناءه وبناته؟

 لا سامح الله تلك الألسن التي لا تفقه غير سياسة التغييب والكذب والتكذيب،أما انتم أيها الفلسطينيون لا نصير لكم ولا مواسٍِ غير نضالكم العادل،هذا الذي سوف ينتهي بزوال الاحتلال والاستيطان،وبعودة إخوانكم من اللاجئين إلى ديارهم،وبإقامة دولتكم المستقلة وعاصمتها القدس،شاء اليسار الإسرائيلي قبل الوسط و اليمين أم لم يشئوا. أما مهزلة التصريحات التي تفتقد للوعي والإدراك والإحساس بمعاناة الناس،هذه لا بد لها أن تزول بزوال أسباب وجودها، التي بدورها لا بد زائلة بفضل وبفعل العمل الوطني الفلسطيني المقاوم.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاوى نبيل شعت الجديدة
- أرقام ونسب توضح حجم المعاناة
- أولاد الحارة والطائرة
- مجنون يحكي وعاقل يسمع
- فيلم طويل من التنازلات التاريخية
- يجب إسقاط حكومة أبو مازن
- الأسرى أولا ..
- العراق يفخر بكم.. - إلى سعدي يوسف، علاء اللامي،سليم مطر وحمز ...
- الهدنة بين الموت والفناء
- تبكي يا أبن الأربعة !
- من قلةِ الرجال سموا الديك أبو علي..
- كيف نعمل لأجل السلام ؟
- العراق المحتل و الدول اللقيطة..
- مصر قلعة العرب
- الغناء في حضرة الشهداء
- أمريكا صانعة الأعداء
- البقاء أو الاستقالة بيد الشعب الفلسطيني
- حمامات الدم تغرق خارطة الطريق
- محاولة اغتيال الرنتيسي ستفتح أبواب جهنم من جديد
- الكلام المباح ليس مباحا


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الضحك على الذقون