أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - سعيد الديوه جي وسيار الجميل رموز عراقية خالدة














المزيد.....

سعيد الديوه جي وسيار الجميل رموز عراقية خالدة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 567 - 2003 / 8 / 18 - 03:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



خلال عملي القضائي في مدينة الموصل كان يتردد أسم قاض متميز علماً وخلقاً من ابناء هذه المدينة العريقة هو القاضي كوكب الجميل .
كنت أحسد الرجل للسمعة الطيبة التي تلحق ذكره ، وحين أستفسرت من أحد الأصدقاء وأظنه المرحوم عبد الباسط يونس الذي ملأني بمعلومات طيبة وعبقة عن الرجل لكنه أخبرني أنه رحل عن هذه الدنيا ليخلف له ولداً أميناً على تركة والده وسمعته وأسم عائلة الجميل في الموصل .
وخلال عملي وبحثي عن شخصية سعيد قزاز – وهو آخر وزير داخلية في العهد الملكي – وأستلال الأسرار الدفينة التي لازمت حياة هذا الرجل ، من خلال عمله كمتصرف للواء الموصل وعلاقاته الوطيدة بأهلها ، كنت أستمع الى أرشادات المرحومين عبد الباسط يونس وغربي الحاج أحمد ، وأنا مستمر بالأتصالات والقراءة والأطلاع على الصحف القديمة وأجراء المقابلات الشخصية ، حتى أشار لي المرحوم عبد الباسط أن أتصل بالسيد سعيد الديوه جي  المؤرخ والموسوعي الموصلي ، وزاد فرحي حين عرفت أن  أحدى المحاميات وهي من أنبل وأنقى الفتيات الملتزمات من بين محاميات الموصل لتخبرني أن السيد سعيد الديوه جي هو جدها الصحيح ، وقد تكرمت ووفرت لي اللقاء .
كنت قد تعرفت على الباحث العالم الجليل سعيد الديوه جي قبل أن أراه  من خلال حديث الناس ، لكن الرجل بعلميته وقامته وماقدمه للمكتبة العربية وللتاريخ والمتحف الوطني بالموصل كان رمزاً خالداً من رموز المدينة ، بل من رموز العراق الوطنية .
زادني حيرة مايلقيه هذا الشامخ من نسيان متعمد من قبل السلطة التي لم تستطع أن توظف علميته لصالحها ، وبقي هذا العالم الجليل يعيش حياته صامتاً بين جدران بيته واضعاً نفسه في خدمة البحث والباحثين وطلبة الدراسات العليا ، ورغم عمره الكبير كان مثابراً وشخصية متماسكة وجديرة بالتقدير وكثير العطاء متواضعاً الى درجة لاتوصف  ، فتح لي الرجل قلبه ومكتبته وأهداني من كتبه بعد أن ذيلها بتعابير التقدير والود والمحبة والتي حملتها معي في غربتي .
وبقيت مديناً بالكثير لهذه القامة العراقية الأصيلة ، حتى وصلني نبأ رحيلها الى بارئها نظيفة القلب واليد واللسان ، لم تجروء سلطة صدام أن تقترب منه أو تحاول أن تقنعه بتزييف الوقائع والتاريخ ، رحل سعيد الديوه جي وتبقى ذكره العبق وتراثه الخالد ومآثره الجليلة وأعماله وكتبه ومخطوطاته العديدة ومكتبته الجميلة وأسماً يتناقل بين كل زوايا تاريخ العراق .
ومن باب المصادفة أن ألتقي بالدكتور سيار كوكب الجميل وهو أبن القاضي كوكب الجميل  في مكتبة عبد الباسط يونس بالموصل ثم ألتقيه مرة أخرى في عمان بمكتب الزمان بالشميساني حين كان يعمل في جامعة آل البيت ، وتابعت مايكتبه هذا المؤرخ العراقي الأصيل ، مثلما تابع العديد من القراء مثلي الأفكار العراقية النابعة بصدق المواطن العراقي الحريص على مستقبل شعبه ووطنه ، وبالنظر للموسوعية والمعرفية التي يتحلى بها المؤرخ المذكور ، فقد بات لزاماً علي أن أتابع مادته الأسبوعية في جريدة الزمان أو ماينثره في صحف عربية همه الوحيد الدفاع عن مصلحة الشعب العراقي ومستقبله .
حينها تأكدت أن العراق لم يزل بخير رغم المحنة التي مرت علينا في عهد الطاغية صدام ، وأن العراق لم يزل يلد القامات الأصيلة الجديرة بالعطاء والتقدير ، وأن المستقبل للعراق رغم رحيل الكبار الجميل والديوه جي وعبد الباسط يونس وغربي الحاج أحمد تغمدهم الله في رحمته وجنته .




#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرارات الظالمة التي أنقلبت على الطاغية
- رسالة الى الأبنة العزيزة أيمان من السويد والتي أتصلت بقناة ا ...
- الكاتب علاء اللامي يدعو الى موضوع حيوي ومهم في حياة شعبنا
- هل عرب أنتـــــــــم ؟؟
- من المشخاب والى المشخاب تحياتي
- هل تستطيع الفضائيات أن تقهر أرادة الشعب العراقي ؟
- على ذمة القنوات الفضائية العربية
- قرار مجلس الأمن الغطاء القانوني لمجلس الحكم الانتقالي
- صفحة الحوار المتمدن بحاجة للدعم المادي الطوعي الأخوي
- المثلث السني
- نقول لمن يشتمون العراق أن الله معنا
- يمهل ولايهمل
- صفقة أم صدفة ؟؟
- بيان انسحاب من جمعية الحقوقيين العراقيين في لندن
- رداً على بيان جمعية الحقوقيين في لندن
- قرارات مجلس الحكم الانتقالي قانونية وصحيحة
- متى ترحل السلطات الإقطاعية العربية ؟
- الأيزيدية في ضمير من يرسم الدستور والقوانين في العراق
- أيام الثقافة العراقية التي أقامها نادي 14 تموز الديمقراطي ال ...
- مهرجان للحزن ومهرجان للفرح


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - سعيد الديوه جي وسيار الجميل رموز عراقية خالدة