|
الحكم بصلب السيد المسيح هو اشهر فساد لمحكمة عبر التاريخ
جورج فايق
الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 04:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد عرف العالم على مر عصوره الماضية و حتى الآن فساد القضاء و ظلم الأحكام وإقامة أدلة ملفقة و أقامة شهود زور و تبرئة المذنب و تذنيب البريء مما لا شك فيه أن الصليب هو الطريق الذي أختاره السيد المسيح لكي ما يخلص و يفدي البشرية و تنبأ الأنبياء عن تفاصيل الصلب و هو نفسه أعلن ذلك لتلاميذه أكثر من مرة أنه ينبغي أن يصلب و يرفع كما رفعت الحية النحاسية في البرية و أنه اسلم نقسه و خضع لحكم الموت بإرادته حيث قال له المجد عن نفسه . لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتها من أبي. لكن مما لا شك فيه أن فساد محاكمة السيد المسيح كان واضح جلياً لكل إنسان بغض النظر عن كون هذا الظلم الذي وقع عليه قد شارك في خطة الفداء التي رسمها منذ الأزل لقد عرف القضاة عبر التاريخ كيف يحابون الساسة و يصدرون أحكام ظالمة ضد أبرياء و أو يبرئون مذنبين حتى لا يكون هناك فتنة و تهيج غوغاء الأكثرية خاصة و أن كان هذا الحكم يصب قي صالح أقلية دينية أو عرقية و كما تعرض المسيح لمحكمة ظالمة و أدت إلى صلبه كذلك إتباعه حتى الآن في المناطق التي يشكلون بها أقلية كثيراً جداً ما يتعرضون لمحاكم فاسدة و قضاة ظالمين و تضيع حقوقهم أو دمائهم محاباة و ظلماً و نحن نحتفل اليوم بذكرى صلب السيد المسيح نتذكر أيضاً فساد المحكمة التي حكم إمامها السيد المسيح وأنه تم توجيه له تهم غير محددة و لا أدلة عليها و أقاموا عليه شهود زور دعونا نرى ما هي التهم التي وجهت للسيد المسيح ؟ وجد نص الحكم على السيد المسيح منقوش على لوح من النحاس في أحدى حفريات التنقيب علن الآثار الرومانية و يحتوى على نص الحكم وهو كالأتي في السنة السابعة عشر من حكم الأمبراطور طيبار يوس الموافق لليوم 25 من شهر آزار ( مارس ) بمدينة أورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنان و قيافا حكم بيلاطس البنطي والي ولاية الجليل الجالس للقضاء في دار ندوة مجمع البروتوريين على يسوع الناصري بالموت صلباً بين لصين بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب المثبتة إن يسوع الناصري لائحة التهم 1. مضل يسوق الناس إلى الضلال تهمة غامضة فضافضة و لا سند لها ألا إذا اسمينا حنوه على الشعب و شفى أسقامهم ضلال 2. يغري الناس على الشغب و الهياج هل من قال للشعب أحبوا أعدائكم باركوا لعينكم صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم هو الذي يهيج الشعب و أين كان الشعب الذي كان يهيجه وقت محاكمته أو صلبه لم يقاوم السلطة الرومانية و لم يمنع الشعب من دفع الضرائب و قال لهم اعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله و بيلاطس نفسه كان متابع لتعاليم يسوع و لم يجد بكلامه علة و إلا قد كان منعه من التعليم و ما سمح بتجمع الشعب حوله و شهد أيضا ييلاطس عنه في رسالته أو تقريره إلى الإمبراطور الروماني انه لم يجد به علة و إلا كان قبض عليه و نفاه فهو ليس من العصاة أو المفسدين و لولا خوف بيلاطس من الفتنة و تجمهر الرعاع و قلة الجند ما سمح لهم بصلبه 3. عدو للناموس لقد قالها المسيح صراحة ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمله لما يحارب يسوع المسيح الناموس و إنما حارب التطبيق الحرفي و العبادة الشكلية 4. يدعو نفسه أبن الله أن لم يكن المسيح هو ابن الله أو مساوياً لله فكيف صنع كل هذه الصنائع كيف أقام موتى و شفى مرضى وأخضع الطبيعة بسلطانه و كان يخرج الشياطين فيصرخون و يشهدون له كان يحق لهم أن يحاكموه أن لم يثبت ذلك بإعماله قائد المئة الروماني ألأممي شهد له بعد إن رأى إن الشمس أظلمت و الأرض تزلزلت و القبور تفتحت وقت موته قال حقاً كان هذا الإنسان أبن الله و لكن قلوب اليهود كانت أقصى من الصخور 5. يدعو نفسه ملك إسرائيل قال لهم أن مملكتي ليست من هذا العالم وتوارى عن أعينهم عندما أرادوا أن يختطفوه و ينصبونه ملك عليهم 6. دخل الهيكل و معه جم غفير من الناس حاملين سف النخيل و يا لها من تهمة هل سعف النخل من المحرمات أو سلاح في يد متمردين الم يدخلوا أنفسهم المواشي و الحمام إلى الهيكل و لكنهم كانوا يخشون عن سطوتهم و سلطانهم لدى الشعب و لقد كشف لهم السيد المسيح زيفهم و عبادتهم الشكلية ولقد أتوا بأربع شهود زور و قد شهدوا على يسوع زور و عرض الحكم على مجلس الشورى وهذه هي اسمائهم بارائهم 1. يورام : من هو هذا العاصي الذي يستحق الموت حسب الشريعة 2. سمعان الأبرص : لماذا يحكم بالموت على هذا البار 3. سارياس : انزعوا منه الحياة انزعوه من الدنيا 4. ديارابياس : حيث أنه هيج الشعب فيستحق الموت 5. تبراس : فليطرح في هاوية الشقاء 6. ابتوليه : لماذا كل هذه المدة المستطيلة لم نحكم عليه بالموت 7. يوشافاط : اتركوه في السجن مؤبداً 8. سابس : ان كان باراً و ان لم يكن فمستحق كأس الموت حيث أنه لم يحفظ شريعة ابائنا 9. بيلاطس البنطي : انا بريء من دم هذا البار 10. ساميشيل : فلنقاصنه حتى في المستقبل لا يهاجمنا 11. اتياس : لا يجب الحكم ابداً على أحد بالموت ما لم نسمع أقواله 12. نيقوديموس : أن شريعتنا لا تصرح بالحكم على أحد لم تؤخذ أولاً أقواله و الأخببار عما فعل 13. فوطيفار : حيث أن هذا الإنسان بصفته خداع فليطرد من المدينة 14. رسموفين : ما فائدة الشريعة أن لم تحفظ 15. اهيارين : كان باراً أو لم يكن حيث أنه هيج الشعب يكرازته فمستحق العقاب الشديد 16. ريفاد : أجعلوه أولاً يعترف بذنبه و من ثم عاقبوه 17. يوسف الرامي : أن لم يكن أحد يدافع عن هذا البار فعار علينا 18. سوباط : الشرائع لا تحكم على أحد بالموت بدون سبب أكيد 19. ميزا : أن كان باراً فلتسمع منه و أن كان مجرماً فلنطرده 20. رحبعام : نحن لنا شريعة و بموجبها يجب أن يموت 21. قيافا رئيس الكهنة : لا تسمعوا منه شيئاً و لا تعتبروه ة الأجدر أن يموت إنسان واحد من أن تهلك أمة بأسرها
نجد أن كان هناك أصوات عدة تدعو لسماع دفاع يسوع و تشهد له أنا بار و تستنكر محاولات النيل منه و صلبه فالحكم لم يكن بالإجماع وكان يمكن بحثه و تأجيله و يأتي على رأس الرافضين بيلاطس البنطي نفسه والي ولاية الجليل و الذي كان بيده أطلاق يسوع لأنه الحاكم الروماني و بدون تصديقه على الحكم لا ينفذ و كان يتمنى هذا في قرارا نفسه ان يطلقه حتى أن زوجته حذرته و قالت له إياك و هذا البار أنا تألمت في حلم كثيراً من أجله و كان يعلم أن الكهنة و الفريسيين أسلموه حسداً و أن خزينة الهيكل صرقت بأكملها على اغراء الشعب للثورة و الهياج و المطالبة بصلب يسوع و كأن يأمل بيلاطس في وجود عدد كافي من العسكر حتى يستطيع أن يكبح ثورة الهمج و الرعاع من الشعب الذي أجرهم المعلمين الكذبة طالين منهم الثورة و الهياج صارخين أصلبه أصلبه و لم يجد بيلاطس أمامه ألا تسليم يسوع لهم ليجلد و يصلب لتنفذ عقوبة بشعة في برئ لم يفعل ردياً و لم يكن يسوع أول أو أخر الأبرياء الذين حكم عليهم ظلماً و لكنه كان أعظمهم و اشهرهم وجميعنا خلصنا يصلبه
#جورج_فايق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يخلص السيدة من يد جاريتها ؟
-
مازال يوحنا يصرخ و يصرح بالحق في برية الخوف و النفاق
-
كلام في العضم مسلمون وأقباط
-
تعلموا منا كيف تكون الحضارة أبها العلمانيون
-
تعلموا منا كيف تكون الحضارة أيها العلمانيون
-
إلى من نادى بقبول اعتذار محمد عمارة
-
هل يجدي الحوار مع الحمار؟
-
الأخوة الأعداء
-
سبحان مغير الأقوال من حال إلى حال
-
سبحان مغير الأقوال من حال إلى حال في تصريحات الأخوان المسلمي
...
-
أرفضوا اعتذار محمد عمارة
-
هل الإسلام هو الحل ؟
-
هل الأقباط خائفون من الإخوان المسلمين؟
-
مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام حسين
-
هل أقباط مصر متعصبون ضد جماعة الأخوان المسلمون ؟
-
عفواً سانتا كلوز
-
المرأة شر كلها و شر ما فيها أنه لابد منها
-
أسئلة حول وضع المرآة في الكنيسة القبطية
-
فاروق حسني و الحجاب و الكنيسة القبطية و مؤتمر العلمانيين
-
انتفاضة صيادلة مصر القادمة هل من أجل مصر ؟
المزيد.....
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|