أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - القرارات الظالمة التي أنقلبت على الطاغية














المزيد.....

القرارات الظالمة التي أنقلبت على الطاغية


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 567 - 2003 / 8 / 18 - 02:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                  
كان الطاغية قد أصدر قراراً من مجلسه وأعتبر بمثابة القانون الملزم التطبيق ، يقضي القرار بأن لاتسمع الدعوى الجزائية ولاتتخذ الأجراءات القانونية بحق المفارز العسكرية والحزبية عند ملاحقتها الهاربين والمتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية ، أذا أدى الفعل الى قتل  أو أصابة الهارب أو المتخلف أو الغير من جراء المطاردة والملاحقة .
وتنفيذاً لهذا القرار المتعارض مع أبسط مفاهيم حقوق الإنسان ، قتل العديد من العراقيين وسفكت دماء الكثير من الناس وذهبت أرواحهم  هدراً  تحت ذريعة الملاحقة ومطاردة الهاربين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية أو عن قواطع الجيش الشعبي الإلزامية والتي يساق اليها أبناء الفقراء من العراقيين .
وليس فقط الهارب والمتخلف ممن يتم قتله ولا تتخذ الإجراءات القانونية بحق القتلة ، أنما يمتد فعل الإيقاف الى ( الأغيار ) وهم من المواطنين الذين لاعلاقة لهم بالهارب أو المتخلف وربما يكنوا موجودين بالصدفة في طريق المفرزة التي تبادر الى قتلهم وتذهب دمائهم هدراً ودون ذنب أقترفوه .
كما أصدر الطاغية قراراً يقضي بعدم سمـاع الدعوى واتخاذ الإجراءات الجزائية ضد من يرتكب فعل القتل بحق العراقي الذي لا يلــتزم بالتوقف  في نقاط التفتيش ومفارز الطرق العامة ، وهذه المفارز لايستطيع العراقي أن يميز بينها وبين العصابات المدنية التي تقطع الطرق ، فأذا توقف لقطاع الطرق سلبوه ماله وحلاله ، وإذا لم يمتثل صار بإمكان مفرزة الطرق أن تقتله رمياً بالرصاص وهو تحت مدى نيرانهم ، كما أن العديد من المواطنين ضعيفي السمع كانوا ضحايا لهذا القرار . 
كما كان يقضي الطاغية بأن يتم تهديم بيت العائلة لكل عراقي يتهم بالعمل مع الأحزاب المعارضة للسلطة أو اتهامه بعمل مسلح ضد رجالات السلطة ، وأن يتم أزالته من الوجود باستعمال الشفلات أمام أنظار العائلة ، وأن يتم حرمان  عائلة من يتم إعدامه وتصفيته من العراقيين من شهادة الوفاة أو إقامة مجالس العزاء التي يقيمها العراقيون على أولادهم .
وليس القصد في هذه المقالة الصغيرة أن أستعرض القرارات والقوانين المخالفة لأبسط حقوق الإنسان في عهد الطاغية البائد ، بقدر ما أريد أن أتوصل الى أن جميع ما أصدره الطاغية من قرارات لإيذاء العراقيين وسحق مشاعرهم ، قد أكتواه الله سبحانه وتعالى به .
فقد سلط عليهم مفارز لاترحمهم ولاتتفاهم معهم أدت الى قتل أولاده وفلذات أكباده وحفيده ، مثلما منعت عائلته من أن تجلس للعزاء مثل باقي العوائل العراقية ، كما أزيلت بيوتهم وتهدمت قصورهم وكل البيوت التي يأوون اليها بالشفلات أمام أنظار العالم كله .
وأنطبق الحال في قبر أولاده بسرية وصمت حتى لاتنبش الناس المفجوعة بأولادها وبناتها قبورهم وتمسحهم من هذه الأرض الطيبة .
وباتت عائلة الطاغية ذليلة وضعيفة تتوسل الشفقة والرحمة والعطف ، وصارت عائلة الطاغية مجموعة من المساكين الذين لم ينفعهم مال قارون فقد سلط الله عليهم من لا يرحمهم .
وأنطبق الحال في قرارات صدام عليه وعلى أولاده وعياله ، فسباهم الله بعد أن سبوا حرائر وشرفاء العراق ، وجعلهم خائفين مذعورين يتوسلون الناس حمايتهم وإيوائهم ، وسلط الله عليهم من لا يرحمهم بعد أن كانوا جبروت لا يرحمون ، وفرح الناس بموتهم وتشفوا بالطريقة التي نفقوا بها وهم الذين كانوا يمتلئون فرحاً لموت العراقيين ، ولاعزاء لوفاتهم بعد أن حملوا ملايين اللعنات التي صبها أهل العراق عليهم .
وأخيراً فقد حرموا من شهادة الوفاة التي لن تمنحها لهم المستشفيات الأمريكية والطب العدلي في الفرقة العسكرية الأمريكية .
وصارت جثثهم فرجة لكل العالم ، بعد أن عملوا على حرمان الناس من جثث أولادها ودفنها في أماكن سرية لزيادة الأمعان في عذابات الناس على أولادهم المغيبين .
فقد انهالت قرارات الطاغية التي أصدرها للبطش بأهل العراق عليه وعلى عائلته التي تشردت دون أن يحميها أو يسأل عنها تحت هاجس ساذج يتلبسه على الدوام أن السلطة ستعود اليه في يوم ما .
وكان الطاغية إمعانا في إذلال الناس يجبرهم على دفع ثمن الرصاصات التي تم قتل أولادهم بها ، وبالنظر لتمسك صدام بهذا الأمر يقتضي الحال أن تتم مطالبة أسرته أن تدفع ثمن الرصاص والخراب الذي حل بالبيت الذي يقيمون فيه وبمبلغ المكافأة المدفوع للمخبر من أموالهم التي سرقوها من مال العراق ، والتي أكلوها حراماً وتداولوها حراماً ونقلوها حراماً .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الأبنة العزيزة أيمان من السويد والتي أتصلت بقناة ا ...
- الكاتب علاء اللامي يدعو الى موضوع حيوي ومهم في حياة شعبنا
- هل عرب أنتـــــــــم ؟؟
- من المشخاب والى المشخاب تحياتي
- هل تستطيع الفضائيات أن تقهر أرادة الشعب العراقي ؟
- على ذمة القنوات الفضائية العربية
- قرار مجلس الأمن الغطاء القانوني لمجلس الحكم الانتقالي
- صفحة الحوار المتمدن بحاجة للدعم المادي الطوعي الأخوي
- المثلث السني
- نقول لمن يشتمون العراق أن الله معنا
- يمهل ولايهمل
- صفقة أم صدفة ؟؟
- بيان انسحاب من جمعية الحقوقيين العراقيين في لندن
- رداً على بيان جمعية الحقوقيين في لندن
- قرارات مجلس الحكم الانتقالي قانونية وصحيحة
- متى ترحل السلطات الإقطاعية العربية ؟
- الأيزيدية في ضمير من يرسم الدستور والقوانين في العراق
- أيام الثقافة العراقية التي أقامها نادي 14 تموز الديمقراطي ال ...
- مهرجان للحزن ومهرجان للفرح
- الصحاف يدافع عن نفسه


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - القرارات الظالمة التي أنقلبت على الطاغية