أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فواز فرحان - مؤسسات المجتمع المدني..الدور الغائب















المزيد.....

مؤسسات المجتمع المدني..الدور الغائب


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 11:35
المحور: المجتمع المدني
    


لم نكن في السابق نعي بصراحه طبيعة الدور الذي تؤديه مؤسسات المجتمع المدني سوى انها مؤسسات غير حكوميه اما مهامها والوظيفة التي تؤديها لخدمة المجتمع فقد كانت معلوماتنا عنها مقتضبه للغايه,اما اليوم وخاصة بعد ان بدأت هذه المنظمات تلعب دورا محوريا في نشر الوعي لدى معظم فئات المجتمع لفضح الاعيب الطبقه السياسيه في مختلف البلدان وتمرير اجنده سياسيه تتعارض مع مصالح العمال والطبقه الوسطى في المجتمع فأنها اكتسبت شهره عالميه وراحت تتلقى الدعم والمسانده من طليعة المجتمع من المثقفين واساتذة الجامعات وطلبتها في نشاطاتها الهادفه والبناءه كي لا يكون المجتمع لقمه سائغه وعرضه لتلاعب الطبقه السياسيه والاتفاقيات التي من شأنها الاضرار بمصالح الاسره البشريه.في الدول الاوربيه تلعب هذه المنظمات دورا خلاقا في نشر مفاهيم العداله الاجتماعيه وتوعيه الناس بالمخاطر الجمه التي تنتظرهم من نتائج اتفاقيات اقتصاديه وعسكريه والقرارات السياسيه الهادفه لشن الحروب واقتسام الغنائم وحتى من الاتفاقيات التي من شأنها الاسهام في تلوث البيئه والحاق الاذى بالحيوانات والمخلوقات الضعيفه الاخرى.والدور الذي قامت به مؤخرا هذه المنظمات في التحذير من مخاطر العولمه وتأثيراتها السلبيه على المجتمعات تركت انطباعا قويا في اذهان فئات واسعه داخل المجتمعات الاوربيه التي راحت تستجيب لكل نداء تطلقه هذه المنظمات للتظاهر في اي بلد من بلدانها وهذا الانطباع تمثل في اكتسابها مصداقيه مؤثره خاليه من المصالح الشخصيه او الانانيه الضيقه التي تضعف عملها في بعض الاحيان فراحت طوابير الشباب تتنقل من هذه العاصمه الى تلك للمشاركه في مناهضة مشاريع العولمه وتلوث البيئه والاحتباس الحراري واتفاقيات التجاره الحره التي تعمل على زياده الهوه بين الفقراء والاغنياء في معظم البلدان التي توقع هذا النوع من الاتفاقيات والتي يذهب ضحيتها الطبقات الفقيره التي تمثل الحلقه الضعيفه في المعادله الدوليه الاقتصاديه وكذلك تذهب اقتصاديات بلدانها التي تحكمها طبقات سياسيه لا تفكر سوى في مصالحها والحفاظ على كراسيها .وتستحق الجهود التي تبذلها الاشاده والتثمين ومعظم الذين ينظمون عمل هذه المؤسسات هم من الاطباء والمحامين واساتذة الجامعات وحتى الفئات المثقفه الواسعه من كلا الجنسين,وهذه الفئات تمتلك بلا شك وعيا يؤهلها للقيام بعمل شاق كهذا ينطلق من احساس عال بالمسؤوليه تجاه المجتمع البشري بشكل عام.اي ان قيمة الانسان ودوره الحضاري يأخذ حيزا واسعا من اهتمام هذه المؤسسات وتدرك ان من واجبها التصدي لاي عمل من شأنه الاضرار بالحياة المدنيه وطريقة العيش المناسبة لمعظم فئات المجتمع وهي مهمه ليست بالسهله كما يتصور البعض بل انها تكلف القائمين عليها جهودا مضنيه من اجل اتمام العمل على اكمل وجه وتوفير الظروف الملائمه لانجاحه والعمل ليل نهار على حساب راحتهم واوقاتهم وهنا تكمن اهمية الدور الذي يقومون به ويترك تأثيرا عميقا في المجتمع الذي تتوفر فيه هو الاخر عوامل تفهم اعمال انسانيه من هذا القبيل,وفي دول امريكا اللاتينيه بدأت مؤسسات المجتمع المدني تشهد تطورا ملموسا في اداءها وتحاول الوصول الى مستوى الجهود المبذوله عند نظرائهم الاوربيين والزياره الاخيره للرئيس الامريكي جورج بوش اثبتت ان الدور الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في امريكا اللاتينيه والتي حاولت ان تثبت وجودها من خلال معارضتها لزيارة الرئيس الامريكي لمعظم بلدان المنطقه والتي شملت البرازيل والاورغواي والارجنتين فقد شاركت فئات شعبيه واسعه وشخصيات سياسيه واجتماعيه بارزه في القاره يتقدمهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي لم يترك فرصه كهذه تفوته لتشجيع عمل هذه المؤسسات التي تعمل لخدمة المجتمع بأخلاص لا لاجل شيئ الا للمساهمه في جعل العالم اكثر امنا واستقرارا ودفع عجلة النمو في مختلف البلدان الى امام وهو شعور انساني خالص يثمر وينمو بجهود تلك الطبقه التي تضع على عاتقها النظال ضد اشكال القهر والمعناة التي تصدرها لهم باستمرار الرأسماليه العالميه والتي تدرك جيدا ان نمو عمل هذه المؤسسات يمثل عائقا امام تحقيقها لكثير من المشاريع فتحاول بشتى الاشكال وضع العراقيل امامها قدر الامكان ومحاصرتها بعده اجتماعات دوليه كبرى في ان واحد معا طالما انها لا تستطيع فرض الحضر على اعمالها.وحتى في الدول الاخرى الاقل تطورا بدأت مجاميع من المثقفين في العمل على تفعيل دور هذه المؤسسات كما فعل انصار الحريه في مصر وبعض البلدان التي ادركت مؤخرا ان تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المدني بقدر ما يسبب ازعاجا للسلطات السياسيه الا انه يحمل معه تطوير وعي الافراد داخل مجتمعاتهم وجعلهم اكثر قدرة ووعي على خوض غمار المصاعب الحياتيه التي تواجههم وتواجه دولهم في بعض الاحيان.اما في العراق الذي لم يعرف طعما لعمل منظمات من هذه النوع بسبب الدكتاتوريه البغيضه فأن ولوجه الى وضع اخر يختلف تماما عن السابق لم يكفي لقيام مؤسسات مجتمع مدني تأخذ على عاتقها القيام بالواجب الذي من شأنه ادخال عنصر الوعي الذي يمثل الضروره الملحه للانطلاق بمشروع يهدف الى جعل المجتمع قادرا على مواجهة مشاكله والتعامل معها بعقليه تختلف عن تلك التي كانت سائده في عهد الدكتاتوريه وجعلت من المجتمع يعيش حالة من الرهبه المليئه بالحذر من الاشتراك في مظاهرات للتعبير عن الاراء التي تعكس قناعاتهم.والقائمين على تشكيل مؤسسات المجتمع المدني في العراق بعد الاحتلال لم يتمكنوا من تجاوز ترسبات الواقع المظلم الملئ بالافكار المتضاربه المتناقضه التي تؤسس افكارهم القادمه من مستنقع الدكتاتوريه وبدلا من القيام بجهود من شأنها تخفيف هموم المواطن وتوعيته بطبيعة متطلبات الحياة الجديده واهمية الدور الذي يمكن ان يلعبه المواطن في دفع عملية البناء في مختلف اشكاله الى امام راحوا يقعوا ضحية التوصيات التي يقدمها لهم الاحتلال وطبيعة العمل الذي يتوجب عليهم القيام به وبذلك فقدوا احد اهم مقومات وجودهم كمؤسسات للمجتمع المدني واصبحت حتى هذه المؤسسات ساحه للتجاذبات السياسيه الطائفيه والدينيه لهذا الحزب او ذاك .ولكن..!هل يصح قيام مؤسسات من هذا النوع في ظل وجود احتلال مباشر للبلد؟وما هي الوظائف التي تستطيع القيام بها لخدمة المواطن في الوقت الذي يتعرض فيه للاهانه والاذلال في كل لحظه على يد جنود الاحتلال ؟انها تبدو مهمه مضحكه بعض الشيئ رغم قسوة الظروف التي يمر بها شعبنا العراقي الواقع اصلا بين فكي الاحتلال والارهاب ويجدر بالقائمين على عمل من هذا النوع ان يتركوا الحديث عن مؤسسات المجتمع المدني الى اجل غير مسمى حتى ينجلي كابوس الاحتلال وتنجلي معه ترسباته المظلمة التي دفعت الكثير من العراقيين للعمل معه ,فالعراق ليس المانيا كي يرضى شعبه بوجود احتلال على اراضيه!!فالالمان استقبلوا الامريكان على اساس انهم شقيق اكبر جاء لتصحيح وضع شاذ جلبته دكتاتوريه هتلر للبلاد والاثنين ينتميان للعالم الغربي والمسيحي والكثير من القواسم المشتركه الاخرى ,اما حالة العراق فمن الصعوبة بمكان ان نجد اي قاسم مشترك بين المجتمع الامريكي والعراقي الا في حاله واحده فقط وهي ان الاثنين ينتميان للمجتمع البشري.فأي قواسم مشتركه يمكن ان تجدها مؤسسات المجتمع المدني العراقيه بين العراقيين وقوات الاحتلال كي تقوم بأحداث اي نوع من التقارب بينما؟؟ان افضل دور يمكن ان تقوم به مؤسسات المجتمع المدني هي ان تتوجه للشعب وتساعده على ادراك العواقب الوخيمه للاحتلال على سيادة البلد وان تساعده على ادراك مخاطر العمل معه كي لا تتحول البلاد بعد انسحاب قوات الاحتلال الى ساحة جديده لتصفية الحسابات مع الذين جندوا انفسهم لخدمة قوات الاحتلال وتجربه نزوح الملايين من الفيتناميين الذين عملوا مع الاحتلال لازالت ناظره امام اعيننا بل حتى المجتمع الامريكي لا يعاملهم الا على انهم خونه لوطنهم والذي لا يتمكن من الاخلاص لوطنه لن يتمكن من اعطاء اخلاصه لامريكا ففاقد الشيئ لا يعطيه ومنعوا حتى من اداء الكثير من الوظائف انطلاقا من هذا المبدأ,فنحن لم نسمع عن اؤلئك الذين عينهم هولاكوا في مواقع المسؤوليه ابان احتلاله للعراق كما لم نسمع عن اسماء الشخصيات التي عينها العثمانيون على سده الحكم في العراق طوال خمسة قرون من احتلالهم للعراق وكذلك لم يصمد الذين عينهم الانكليز طويلا ربما ارادة الطبيعه او الاراده الالهيه لم تشأ ان يتبؤا احدا من الذين عملوا على الضد من ارادة شعوبهم ان يكون اسمه تحت الشمس طالما ان كل الشرائع وضعت الدفاع عن الوطن ضد اي احتلال واجبا مقدسا على كل الشرفاء والوطنيين فأي دور يمكن ان تقدمه مؤسسات تفكر ليل نهار في الطريقه التي من شأنها ارضاء سلطات الاحتلال وتجنب بطشها.



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الافراد في الدستور العلماني..
- الرأسماليه..وعولمة المجتمعات..2
- الرأسماليه..وعولمة المجتمعات
- اليسار الماركسي العراقي..والحوار الغائب
- المعادله العراقيه...والوجه الاخر للحدث
- سقوط الدكتاتوريه..والبديل الديمقراطي
- المصالحه الوطنيه..والحلول الواقعيه
- الماركسيه...واليسار العالمي
- البيت الابيض..واليوم الاسود
- بعشيقه والفكر الشيوعي
- جوانب مظلمه في الحرب الامريكيه على الارهاب 2
- حول تعريف حقيقي لليسار
- جوانب مظلمة في الحرب الامريكيه على الارهاب


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فواز فرحان - مؤسسات المجتمع المدني..الدور الغائب