أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية















المزيد.....

قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 567 - 2003 / 8 / 18 - 02:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



لست مؤرخا و لم أحاول إعادة كتابة التأريخ يوما. ولكني ملم الى حد متواضع بأسلوب و قواعد وضوابط كتابة التأريخ و قراءته، ونتيجة لذلك لم تجدي محاولات المزورين وفلترات المؤرخين العنصريين والحكام من معرفتي لجزء من الحقيقة والاحداث الغابرة كما هي.
الجيولوجيا والتي هي مهنتي، هو علم التأريخ القديم منذ نشوء المجموعة الشمسية ومن ضمنها كوكبنا حتى ظهور الانسان الحديث. هذا العلم  لا يعترف بوجود المتحجرة في مكان معين ولا يدون كأكتشاف معترف به، دون دراسة محيطة ومعرفة الظروف الملائمة لمعيشة هناك وكيف تواجد في تلك المنطقة بالذات و الامتداد التطوري لذلك الحيوان أو النبات المتحجر، وهل يتواجد في ظروف ملائمة للعيش هناك، هذه و العديد من الامور الاخرى يجب أن تدرس، وبعد توافق كل الدلائل و القرائن، عندها فقط تكتب الاستنتاجات. فما أكثر السطوح الكاذبة والمتحجرات المتنقلة من مكان الى أخر. و الجيولوجي الواقعي هو الذي يدرس المحيط و البيئة المجاورة أيضا قبل الدلو بأي حكم.
الشئ الاخر الذي يجب أن لا يتناسى عند كتابة التأريخ، هو أن التأريخ يكتبه المنتصرون وكل من إنتصر لغا المهزوم وحرق تأريخة و ماضية كي يخفي الحقائق و يكتب على هواه التأريخ و يسطرة. فالمغول والتتار حرقوا كل ما وقعت علية أيديهم من التأريخ الاسلامي و القديم. و نفس الشئ فعلتة كل الامبراطوريات القديمة وكلما بحثنا في التأريخ الاقدم، قلت المصادر لسببين، الاول قلة الكتابة في ذلك الوقت والثاني هدم الاثار وحرق الكتب من قبل المنتصرين.
في هذة الايام وبعد تحرر العراق كثر الحديث عن تأريخ العراق و ماضية. و نظرا لتعدد القوميات و الاديان التي تعيش في العراق والنزاع الدموي  لهذا التواجد، فكل طرف يحاول أن يدعي أو يثبت أحقيتة و أقدميتة في ذلك البلد.
فالاشوريون يقولون بأنهم أقدم الاقوام و الامبراطوريات في وسط وشمال العراق والدليل على ذلك كل الاثار التي تتواجد لهم في الموصل و أربيل و بعض المدن الاخرى.
و التركمان يقولون بأنهم أتوا قبل الاترك والكرد الى المنطقة والبعض منهم يرجعون تأريخ وجودهم الى ما قبل الاسلام وبذا لهم الاحقية في كركوك و الموصل وأربيل وكأن الكرد أتوا بعد ذلك التأريخ.
وبعض العرب يقولون بأن العراق هو بلد الحضارة السومرية والبابلية والاكدية والعدنانيين والقحطانيين.وبعد مجئ الاسلام صار العراق جزءا من المبراطورية الاسلامية العربية.
الكرد من جانبهم يقولون بأنهم من أقدم الاقوام المتواجدة في الارض المسمات بكردستان وكانت لديهم العديد من الاماراة و الامبراطوريات و التي كان أخرها الامبراطورية الميدية التي هزمت الامبراطورية الاشورية قبل حوالي 2600 سنه.

السؤال الان هو،  من له الاحقية في تلك الارض ومن الذي يجب أن يرحل و من الذي يجب أن يفنى ويعود أدراجة من حيث أتى؟؟؟؟؟؟ وهل هناك من حل أخر؟؟؟؟؟

أنا أقول لندع التأريخ للمؤرخين المنصفين. و بإعتقادي فأن هذه الادعاءات هي سفسطة غير واقعيه وتعود بنا الى قوانين و ضوابط القرون الوسطى لا بل الاقدم منها. والاعجب من ذلك هو أن بعض المثقفين الذين يدعون بالمعاصرة يروجون لهذه الافكار البعيدة عن ميكانيكية تكون الاقوام و الامم و الدول و الحضاراة.

مع ذلك أود أن أقول، قبل أن يدعي أي من هؤلاء الاقوام بأن العراق أو جزءا منه كان ملك لهم و لديهم الاحقية فيه، عليهم أن يجاوبوا على هذة الاسئلة أولا و بعدها سيكون لكل حادث حديث:
الاستله:
1) من أين أتي (الاشوريون أو الكلدان) والتركمان والكرد و العرب الى نينوي وأربيل وكركوك و دهوك؟
2) عندما أتوا الى هناك، هل و جدوها أرضا قاحله و عمروها أم كانت هناك أقوام أخرى؟
3) من كانت تلك الاقوام، أو بالاحرى مًن من هذه القوميات الاربعة كانت هناك أولا؟
4) ماذا جرى للاقوام الاصليين ومن هم؟
5) هل يجوز حذف وإهمال مرحلة زمنية طويلة من أجل أغراض عنصرية؟
6) من هم العيلاميون والكاشيون واللولوبيون والكوتيون و البارثيون والحيثيون والهوريون والميتانيون والكادوخيون والميديون وماذا حل بهم؟ هل أبيدوا عن بكرة أبيهم؟ أم انهم أجداد الكرد؟ أم أنها إدعاءات لكرد عنصريين؟
7) ماهي الفترات الزمنية التي عاشت فبها تللك الاقوام؟
8) كيف ظهر الاشوريون والئاراميون والخالديون  في المنطقة وكيف توسعوا وأين توجهوا عندا سقطت إمبراطوريتهم وماذا حل بهم؟
9) وأخيرا من عاش عليها قبل مئة أو خمسين عاما ومن يعيش عليها الان؟ كي لا نضطر الرجوع الى قانون الغاب و ننطلق من إثباتات معاصرة.
نحن نعلم بأن كل من هذه الامبراطوريات كانت لديها إمتدادات و إنحساران حسب القوة العسكرية و الاقتصادية.

كل من يستطيع الاجابة الصحيحة على هذه الاسئلة، ويدونها تأريخيا وجفرافيا ويستطيع أن يثبت بأنهم كانوا السكان الاصليون لهذه الارض فلتكن لهم وليذهب الباقون الى جهنم و بئس المصير أو فاليبحثوا عن وطن أخر لهم في التوراة أو الانجيل أو القران ربما يجدوا لهم سطرا عن أرض الميعاد.
صدام لغى معارضيه ولغى القوميات الاخرى بجرة قلم وزور التأريخ ومحاه من الوجود. فلم يكن في كتب التأريخ المدرسية حديث عن الكرد وتأريخهم سوى بعض الاماراة الكردية.  ويبدوا أن قسما من " المثقفين" أخذوا العدوى من صدام وإقتنعوا بأن التأريخ لم يجد للكرد سلطانا لا على أنفسهم ولا على الاخرين  وصاوا يؤمنون بالتأريخ الصدامي ,ان الكرد هم من أحفاد الجن الذين كانوا بتزوجون في الجبال وسمي نسلهم بالكرد.
يبدوا أن الكرد هم من الاقوام الحديثة الولادة والتي تتكاثر بسرعة ومازال الاجنة تفعل فعلتها وتقذف بنسلها على الارض وفوق الجبال، أما الاقوام الاخرى هم من الاقوام القديمة والعقيمة ولهذا هم  يتناقصون والكرد في تزايد.
وأخيرا أدعوا الكتاب العراقيين بكافة أقوامهم الى ترك التأريخ للمؤرخين ولنكن واقعيين في أحكامنا. نحن نعلم بأن الاجانب المتواجدون في أوربا، يطالبون المشاركة حسب وجودهم في مجالس المدن وبرلمانات تلك الدول، وفي العديد منها يطبق هذا الاسلوب، لان الديمقراطية تعطي الفرد حقوقة سواء كان من أهل المديته أصلا أم هجر إليها.
 فكلنا، شاء أم ابى سيعيش في هذه المنطقة سواء سميناها بالعراق أو عربستان أو كردستان أو أشورستان أو تركمانستان. وحتي إذا إنفصلنا عن بعضنا البعض وبنى كل منا دولته القومية فسنظل جيرانا لبعضنا وشئنا أم أبينا فيجب التعامل مع بعضنا البعض.  فأما أن نتفق بطرقة معاصرة وحضارية أو فالنقاتل مع بعضنا البعض والى الابد ولنقتل الاباء قبل الابناء و الاحفاد ولنزرع الحقد في نفوس الابناء كي يستمروا في قتل بعضهم البعض و الى أبد الابدين و لنثأر لكل حروب الماضي.  لقد قاتل أباؤنا بما فية الكفاية ولم يصلوا الى نتيحة. أدعوا مرة أخرى هؤلاء أن يفكروا بالغد و الاجيال القادمة قبل كل شئ. فأبائتا تركوا لنا الكثير من المشاكل ونييجة لذلك لم يهنئ أي منا. أرجوا أن نستطيع نحن زراعة شجرة مثمرة كي يهنئ أولادنا واحفادنا. 
   
 



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أقل شرعية، مجلس حكم العراق أم أغلبية حكومات الشرق الاوسط
- إستكراد الكرد بات صعبا
- كلنا عراقيون ولكن ...!!!
- مراكز إعادة تأهيل فدائيي صدام والحرس الجمهوري
- فالنضف كلمة - لا - الى قاموسنا السياسي
- مرشحوا القنوات العربية لحكم العراق
- نطالب أمريكا بتسليم صدام وزمرته الى الشعب العراقي لمحاكمتهم
- القنوات الفضائية المعادية لأمريكا ترسخ الوجود الامريكي في ال ...
- الرهان على الجلاد والفخ
- الى متى ستدافعون عن السفاح و الطاغية صدام؟
- خمسة أسطر وليست ستة الى مؤتمر إخواننا الشيعة
- هل ستنجح إستراتيجية حزب العدالة و التنمية الحاكم في تركيا تج ...
- المعارضة وأمريكا وصدام سيضعون العراق تحت الانتداب الجماعي
- لا يحق للعراقيين فقط التدخل في شؤون العراق!
- حقوق التركمان في كردستان العراق وحقوق الكرد في تركيا


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - قراءة التأريخ على الطريقة الصدامية