هل فعلا الشيوعيين وراء الاضرابات العمالية التي وقعت وتقع في مصر ؟

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:19
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

قرأت بجريدة المصري اليوم الصادرة بتاريخ 3 ابريل تفاصيل لقاء وخبرين هامين جدا ولم يلتفت إليهم الكثيرين. واللقاء الذي اقصده هو الذي أجرته الصحفية رانيا بدوى مع الأستاذ المفكر محمود أمين العالم والذى تناول فيه موضوع الاضرابات العمالية التي حدثت والتي تحدث في مصر الآن في المحلة و كفر الدوار والقاهرة والإسكندرية وغيرها من المدن المصرية وقوله أن هذه الاضرابات يقف ورائها الشيوعيين.
اما الخبر الأول الذي اقصده فهو قيام محافظ قنا اللواء مجدي أيوب بإصدار قرار بغلق دار الخدمات النقابية والعمالية بنجع حمادي بتهمة انتماء ناشطيهاللفكر الشيوعي وعملهم على نشر ثقافة الإضراب بين العمال .
والخبر الثاني كما جاء بالصفحة الأولى بالجريدة هو قيام 13 ألف عامل بتجديد إضرابهم فى القاهرة والإسكندرية .
هذان الخبران واللقاء الذي تم والذي أشار فيه الأستاذ محمود أمين العالم إلى أن هناك تنظيم شيوعي مكون من 7 تنظيمات اشتراكية ويسارية تقف وراء هذه الاضرابات وكلام المفكر محمود أمين العالم إن صح مع ربطه بالخبرين الآخرين اسعدانى سعادة كبيرة (رغم اختلافي مع بعض توجهات الشيوعيين )لعدة أسباب منها:
1 إن هذه الأخبار تدل على أن المجتمع المصري لم يمت بعد بل هناك حالة حراك وان هذا المجتمع الذي ظن الكثيرين انه مجتمع لا حياة فيه ماهو إلا مرجل يغلى وينتظر اللحظة المناسبة للانتفاض وتحقيق أهدافه في الحياة الكريمة .
2 أن هذه الاضرابات لو صح إن الشيوعيين يقفوا ورائها فمعنى ذلك أن هناك قوة سياسية منظمة كفيلة بان توجه هذه الاضرابات حتى لا تتحول إلى اضطرابات إلى الاتجاه السليم الذي لا خوف منه حتى لاتكون هذه الاضرابات وسيلة للتحطيم والتدمير بل وسيلة لتحقيق المطالب وترشيد سياسية الخصخصة ووقف بيع البلد لكبار المحتكرين.
3 انه لو صح أن هناك تنظيم شيوعي يقف وراء هذه الاضرابات فمعنى ذلك انه بلغ من القوة وسط الجماهير ما يفوق تأثير أحزاب المعارضة التي تكلست في مقارها وان هذا التنظيم قد يكون بداية لسحب البساط من تحت أرجل جماعة الأخوان الظلاميين التى تغلغلت فى الشارع المصرى.
4 إن وجود قوة يسارية بهذا النشاط وهذه القوة يعنى وجود قوة افتقدناها طويلا تستطيع إن تقف في وجه السلطة التي اتخذت من الخصخصة نبراس لها دون إن تراعى العدالة الاجتماعية ولا حقوق العمال وكذلك قد تكون هذه القوة هي ملاذ الكثيرين الذين لم يجدوا إلا التوجهات اليمينية عند النظام وعندما حاولوا الهروب لصفوف المعارضة وجدوا إن قوى المعارضة الرئيسية في الشارع الآن لا تقل يمينية عن الحزب الحاكم وهى ممثلة في الأخوان الظلاميين الذي لا يختلف مشروعهم الاقتصادي عن مشروع الحزب الحاكم بينما باقي أحزاب المعارضة اليسارية فى مصر كالتجمع والناصري تعانى من التشرذم والتقوقع ولا رابط بينها وبين الشارع .
إن هذه الأخبار بقدر ما اسعدتنى لأنها قد تكون وسيلة للخلاص الذي يبتغيه كل شريف في مصر إلا أنها اقلقتنى وسبب قلقي الرئيسي هو خوفي على هذا النتظيم الوليد وسبب خوفي ليس الإجراءات الأمنية المتوقعة ولا الاعتقالات للنشطاء والاغلاقات للمقار ولكن خوفي الرئيسي ياتى من الأخوان الظلاميين فكلنا نعرف أنهم مستعدون للتحالف مع الشيطان من اجل البقاء فى الصورة والقفز فى يوم من الأيام على الحكم لذا لا استبعد أن يحاولوا احتواء هذا التنظيم وتدميره من الداخل والسيطرة على الحركة العمالية كما فعلوا سابقا مع أحزاب الأحرار والعمل والوفد وكما اخترقوا النقابات وكذلك كما اخترقوا حركة كفاية وأبطلوا مفعولها لذا فاننى احذر كل القائمين على هذا التنظيم من الأخوان وألاعيبهم.
اللهم أنى قد بلغت اللهم فاشهد.

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات