هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1876 - 2007 / 4 / 5 - 11:30
المحور:
الصحافة والاعلام
برنامج (تسعون دقيقة) على قناة المحور استضاف عددا من الشخصيات من ضمنها المعارض المناكف عبد الحليم قنديل ومحمد عبد العليم داوود النائب بمجلس الشعب ومحامي الأمير تركي- الأمير السعودي المقيم في القاهرة- وغيرهم.. النقاش كان حاميا حول قصة الأمير تركي وكلابه! ذلك أن هذا الأمير يقيم بصفة دائمة في فندق بالقاهرة وأمام الفندق يقف حراس الأمير ومعهم كلاب شرسة (تحرس أميرها)! في حادثتين لا تفصل بينهما سوى أسابيع عضت كلاب الأمير في الحادثة الأولى صبية مصرية كانت تعبر الطريق أمام الفندق مع والدها.. وفي الحادثة الثانية كانت الضحية فتىً مصريا آخر.. الضحيتان حدثت لهما أضرار جسيمة وتشوهات وما زالا يعالجا بالمستشفى.. وكان برنامج القاهرة اليوم بعد الحادثة الأولى قد ناقش مسألة (عدم تحميل القصة أكثر من حجمها).. ربما لأن قناة أوربت هي قناة تمويلها أميري! لكن بعد الحادثة الثانية لم يكن ممكنا (كظم الغيظ) في الشارع المصري، لا يمكن والحال هكذا أن يقف الأمر عند كونه مجرد حادثة.. محامي الأمير قال في البرنامج:"حنعالج الولد زي ما عالجنا البنت.. الأمير تركي بيعمل أعمال خير هنا وكون كلب نتيجة خطأ الحارس عض بني آدم ده أمر وارد حدوثه"! الضيوف كانوا غاضبين.. ستة عشر كلبا تكلفة الكلب الواحد منهم في اليوم الواحد ألف دولار (يطلقها أميرها)على المصريين في بلدهم.. قال أحدهم، وقال قنديل: "هل وصل الأمر بمصر إلى هذه الدرجة؟ أمير مطرود من بلده وبلدان أخرى يقيم دولة داخل الدولة في مصر؟ نحن أمام نظام فرط في حقوق الشعب المصري.. الحكومة هي المسئولة عن مهانة المصريين داخل وخارج مصر"، بالطبع هناك وجه سياسي للأمر.. فتكرار الحوادث بهذا الشكل دون بادرة رسمية من مصر (تنفذ القانون) ضد المسئول عنها تطرح السؤال الطبيعي: لماذا؟! هذا عن الشق القانوني.. أما الشق السياسي فهو (هذه المرارة بطعم النفط) التي يصبها سعوديون على المصريين من وقت إلى آخر على مدى عقود النفط الماضية! لكن لا يصح لوم (الكلاب الأميرية) قبل لوم الحكومة المصرية!.. هكذا هو الانطباع العام في الشارع المصري عن بلادة ولا مبالاة الحكومة المصرية أمام ما يتعرض له المصريون من إهانة داخل وخارج مصر.. هذا المذاق المر يزداد مرارة حين نعرف أن النيابة المصرية في التحقيق أمرت بـ... بماذا... بضبط وإحضار الكلب! أي كلب؟!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟