أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - يا ترى من هو الخاسر ؟ العرب لم يعترفوا بمجلس الحكم الانتقالي في العراق ؟















المزيد.....

يا ترى من هو الخاسر ؟ العرب لم يعترفوا بمجلس الحكم الانتقالي في العراق ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 566 - 2003 / 8 / 17 - 06:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                            د. سيار الجميل
تورنتو – كندا

    نعم ، من هو الخاسر الاساسي في عدم اعترافكم اخوتنا العرب بمجلس الحكم العراقي الانتقالي الذي رددتم الاقاويل والاتهامات ضده على اعلى المستويات الرسمية ؟؟ من هو الخاسر الاساسي في هذه اللعبة العربية الغبية ؟ وهذه حقا هي من عادات العرب السمجة في التعزز والمفاخرة والتنطع بالشرف الرفيع وتبادل التهم والقدف بالتهم الاخرى وبيع الشرف الوطني والقومي على بعضنا البعض  .. وما ان تمضي ايام حتى يتم التراجع ويلحق العرب بالركب الدولي ! لقد وجدناهم كيف كان موقفهم ضد الرئيس الراحل انور السادات عندما زار اسرائيل ووقع بعد ذلك معاهدة كامب ديفيد ، فاجتمعوا جميعا ببغداد ونددوا وشتموا واخرجوا مصر من قائمتهم البيضاء وطردوها من مجلس جامعتهم العربية واتخذوا مواقفهم البطولية ورددوا شعاراتهم الثورية .. ولم يمض الا زمن قصير حتى عادوا الى مصر ثانية والعراق في مقدمتهم ، والمضحك انهم هم انفسهم تراكضوا نحو مؤتمر مدريد منساقين وراء الرئيس  جورج بوش الاب والدعوة للاعتراف باسرائيل ! فهناك من اعترف وهناك من ينتظر دوره ليعترف باسرائيل كما تشير دعواتهم في مؤتمرات قممهم الاخيرة ! اما مجلس الحكم الانتقالي في العراق المحتل ، فاقول : انه من حق العراقيين وحدهم فقط ان يخالفونه ويرفضونه ومن حقهم وحدهم فقط ان يقبلونه ويعترفون به ! واكون صادقا ان قلت انه ربما كان لبعض العراقيين تحفظات على ما حدث فهذا من حقهم وانا في مقدمتهم ، اما ان يرفض العرب الاعتراف بهيئة حاكمة انتقالية نصبها الامريكيون فهذا ليس من حقهم ابدا  ، فهم ليسوا اوصياء على العراقيين اليوم بعد ان مارسوا ضدهم كل الاستلابات والمؤامرات والتدخلات والنهب الرسمي المنظم للثروات على امتداد خمسين سنة  ..
     ونسأل : لماذا يرفرف العلم الاسرائيلي في قلب بعض العواصم العربية وخصوصا في القاهرة التي تقود العرب لعدم الاعتراف بمجلس الحكم العراقي المؤقت  وفي الوقت الذي يعترف العالم من خلال الامم المتحدة بمجلس الحكم المؤقت في العراق وتمتنع سوريا عن التصويت ، فان العرب يلعبون لعبة خاسرة مرة اخرى مع العراق ، فاين يكمن رهانهم هذه المرة ؟ ربما لم يقرأ المسؤولون العرب التاريخ الحديث بامعان وتبصر وفهم ، فهم ساسة اثبتت الايام انهم فاشلون كونهم لا يهتمون بتجارب التاريخ اذ ليس لهم الا ان يشتغلوا ضمن ما تمليه عليهم الاجندة المحلية الآنية من دون مراعاة فن الممكن في السياسة واتساع افق الرؤية للمستقبل وخصوصا في الاحداث المحلية والاقليمية والدولية ، فضلا عن كونهم لا يدركون بأن أي بلد محتل لا يمكنه ابدا ان يؤسس شعبه اي حكومة او سلطة بمعزل عن المحتلين ! ونسألهم ان يقرأوا تواريخ بلدانهم المحلية : من الذي اسس حكوماتهم ( الوطنية ) الاولى ؟ ومن الذي اقر دساتيرهم ( الوطنية ) التي بقيت حبرا على ورق ؟ واسأل عمدة جامعة الدول العربية : من الذي وافق على تأسيس ميثاق الجامعة ؟ وبرعاية من نشأت هذه المنظمة التي لم تزل عليلة محتضرة ؟ ومن الذي حضر مؤتمر القاهرة العام 1920 وماذا تقرر في ذلك المؤتمر ؟ ومن الذي يرعى عملية السلام في الشرق الاوسط اليوم ؟ ومن الذي وعد بتأسيس دولة للفلسطينيين ؟ ليقرأ اولئك المعترضون تواريخ بلدانهم وتواريخ تأسيس دولهم وتواريخ تأسيس احزابهم وتواريخ تأسيس منظماتهم .. الخ ليدركوا معنى ما يخاطروا بفعله اليوم .
     لم يمض على انهيار النظام السابق في العراق سوى اربعة اشهر وتريدون ان يقوم العراقيون الذين افتقدوا من خلال الحرب مؤسساتهم العسكرية والمدنية وخسروا دولتهم التي اختفت فجأة بكل جبروتها ! وانتم تعلمون بأن العراق مثل بلدانكم العربية يفتقد للقوى السياسية الفاعلة والمؤهلة لقيادة البلاد بعد حدوث الفراغ  .. فمن اين يبدأ اصحاب القوى السياسية العراقية الجديدة في دوامة فقدان الامن والمؤسسات وتبعثر الجيش وانحلاله ! الم تقرؤا ما حصل لبلدان وقعت تحت الاحتلال ؟ واسأل من باب تحصيل حاصل : هل ساهمتم انتم العرب في دفع الكارثة جانبا واتقاء شرور الحرب ؟ هل قمتم بمجرد تفعيل مبادرة سمو الشيخ زايد التي اعتبرت تاريخيا اقوى مشروع عقلاني يأتي لدفع الكارثة واهوالها ؟ الم يخاف العرب من رهبة السياسة الامريكية حالهم حال غيرهم ؟ واذا كنتم قد ساهمتم في تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك التي افشلتموها عشرات المرات في مبنى جامعة الدول العربية العتيد .. فلماذا تتحدثون اليوم باسم الشرعية ايها العرب ؟ انتم اول من اغتال الشرعية في بلدانكم وانتم الذين ساهمتم مساهمة حقيقية في احداث الكارثة ، فلماذا تتعززون اليوم على مجلس حكم سياسي انتقالي وليس مجلس قيادة ثورة عسكري يمثله ضباط انقلابيون صغار السن !! ومهما كانت امكانات رجالات مجلس الحكم في العراق ، فهو يمثل مرحلة انتقالية ليس الا ! اقول انتم الذين ستخسرون اولا واخيرا وان اي رهان على عودة النظام السابق فهي لعبة غبية وتافهة وبليدة ! اما اذا كنتم تسجلون موقفا جديدا نظرا لفقدان مصالح بعض الدول العربية الاقتصادية في العراق وثروات العراق .. فستكون خسارتكم بعد اليوم مضاعفة ، الا اذا كانت المراهنة على بيع الاعتراف باثمان من الولايات المتحدة الامريكية .. ولكنكم لم تحسنوا الاداء في مثل هذه اللعبة الغبية التي لعبها البعض من الدول العربية في الحروب العراقية السابقة ! ان خطايا السياسة العربية لا تعد ولا تحصى على امتداد خمسين سنة ، وانظروا ما حدث للعراق وانتظروا ما سيحدث لليبيا التي خسرت المليارات وسيبقى النظام العالمي الجديد يلاحق كل من لم يعرف كيف يتصرف !
     وأخيرا ، أود القول وانا بمنتهى الاطمئنان لما يحدث من تغييرات جذرية في العراق ، انني كنت ادين العديد من المحللين الغربيين الذين ينتقدون العرب في تفكيرهم وسياساتهم كوني احمل ولم ازل نزعة عروبية ، ولكن تأكد لي اليوم بأن ثمة خلل فاضح في تفكيرنا نحن العرب وحتى اولئك الذين يدركونه من العرب فانهم يخشون الاعلان عنه .. فهل من العقل بمكان ان تفضح السياسات الاجرامية التي مورست ضد  شعب العراق في العهد السابق من دون ان نسمع ادانات رسمية عربية ؟! وهل من العقل ان تذهب المليارات الليبية اليوم ثمنا لخطايا سياسات لم يقم العرب انفسهم بادانتها ! ان التاريخ سوف لن يغفر للعرب على امتداد خمسين سنة مواقفهم السياسية وممارساتهم التي اصبحت مثل بضائع معروضة للبيع والشراء باسم المبادىء والاخلاق والشرف والدين ! وأذكرهم مرة اخرى بأن العراق لن يخسر بالطبع اعترافكم ما دام سيكسب اعتراف العالم دوليا ، وبعد ذلك انا واثق بأنكم ستعترفون ولكن بعد فوات الاوان .
  

 



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتضار جامعة الدول العربية !! البديل : مشروع بناء منظومة حيو ...
- مزامنات - شيخوخة الزمن العربي: هل من استعادة بنيوية لكل من ا ...
- ابعدوا العراق عن دوائر الاوهام العربية
- العراق في قلب العالم 2003 أكبر رصيد من المنشورات والادبيات ا ...
- ردا على جميل مطر : ماذا لو كنت عراقيا حمّالا للأسية ؟؟
- المثقفون العرب: أرتال وراء التخلف
- مناقشة لآراء منشورة لمحمد الدوري- سفير العراق السابق في الأ ...
- مناقشة لآراء منشورة لمحمد الدوري سفير العراق السابق في الأمم ...
- نحو نظام خليجي تكاملي رؤية جيواستراتيجية في المجال الحيوي
- أول الشهود علي مأساة العراق - الزهور الندية ذبلت علي أيدي ال ...
- الملك فيصل الأول- بعد سبعين سنة علي رحيله..رحلت دولة المؤس ...
- العراق وعبد الناصر - الحلقة الاخيرة
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 15
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 14
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 13
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 12
- العراق وعبد الناصر - الحلقة 11
- العراق وعبد الناصر - الحلقة العاشرة
- مظفر النواب في دمشق علي غير ميعاد
- العراق وعبد الناصر - الحلقة التاسعة


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - يا ترى من هو الخاسر ؟ العرب لم يعترفوا بمجلس الحكم الانتقالي في العراق ؟