أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلوان مجيد - قومية العرب وويلات العراقيين














المزيد.....


قومية العرب وويلات العراقيين


سلوان مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 11:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لا اقصد في مقالي هذه أن أسئ او أهاجم القومية العربية كانتماء إنساني لجماعة معينة من البشر لهم حضارتهم وتراثهم وخصائصهم المميزة على مر العصور. فانا وقبل كل شيء عربي وافتخر بعروبتي التي تمثل المشترك الحضاري والثقافي مع الآخر دون استعلاء. ما اكرهه من القومية هو المعتقد الشوفيني المؤدلج بأفكار وإيديولوجيات سادية اقصائية تلغي الآخر وتهمشه بسبب عرقه او معتقده بصورة تصادر كرامة الإنسان وتجلب الويلات للمجتمعات والشعوب.
لا أريد أن أكون منحازا او متحاملا أن قلت أن أكثر الشعوب التي قاست وعانت من القومية العربية هو الشعب العراقي الذي نحر أبناءه وأفقرت أوطانه ومزقت بنيته الاجتماعية والوطنية. نتيجة هذه القومية التي اتخذت أشكالا عدة وصورا مختلفة في عدائها وعدوانها على أبناء العراق. فما جلبت من ظلم وحيف وويلات للعراقيين اقرب إلى مسلسل تراجيدي منه إلى مواقف. فالقومية العربية هي التي أنجبت الانقلابيين القوميين أبطال الدبابات التي تظهر خلسة في شوارع بغداد وأصحاب البيانات رقم (1) الذين اختطفوا العراق أرضا وشعبا تحت مسميات جوفاء وعنتيرات كاذبة أثبتت الدهور فشلها وبطلانها على الصعيد النظري و ألعملي.
فأدبيات القومجية العربية وفلسفاتها هي المصدر الأول والملهم لصدام حسين ونظامه عندما دمر قرى كردستان وهجر الأكراد وهمش واضطهد عرب الجنوب وألغاهم من المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي محولا إياهم إلى أرقام هائلة من المشردين والمعوزين. بعد أن استسقى صدام وأركان نظامه الحق التاريخي من بين اسطر وصفحات هذه الأدبيات.
فهذه الأدبيات والفلسفات لا تعدو كونها ترهات وخزعبلات النازية والفاشية زوقت وسوقت تحت يافطة الفكر القومي فتحولت إلى خارطة طريق لأرشد الجلادين.
لكن أكثر المواقف التاريخية خزيا للقومية من كتاب ومتطرفين وسياسيين ونخب وجماهير فاقدة للوعي الإنساني هو عندما شن صدام حسين حربه الموعودة ضد إيران على مدار ثمان سنوات عجاف اهلك فيها الحرث والنسل حين راحت النخب القومية تخضب يديها بالدم العراقي وتستثمر قوافل الموت التي حصدت آلاف من الشباب العراقي الطموح لصالح تشغيل عمالها بامتيازات استثنائية لم يحصل عليها حتى أبناء البلد. وتقيم مهرجاناتها الصاخبة ولياليها الحمراء الخمرية في فنادق بغداد ذات الخمسة نجوم لا بل كان كرم القومية سابق ولاحق فأجادت بزعمائها الذين تركوا جبهات القتال والمواجهة مع إسرائيل وقدموا إلى جبهة القتال مع إيران مطلقين القذائف والصواريخ القومية على المدن الإيرانية وأمام أنظار العالم وتحت تصوير الكاميرات _ مثل سيء الصيت الملك حسين -. ومرة أخرى تهتز قومجية العرب العدنانية والقحطانية غيرة ونخوة فشوارع القاهرة وعمان وصنعاء وبيروت وتونس تشهد مظاهرات محيرة وصاخبة واعتصامات مليونية عندما ضرب معمل حليب بلادي !!!!
في حين لم تخجل القومية وعرابيها من استباحة المدن في الجنوب والشمال ولم تحرك ساكنا او تكتب عمودا في صحيفة ضد اكبر عملية نزوح سكاني منذ الحرب العالمية الثانية حدثت جراء ما يسمى تطهير الحرس الجمهوري للمحافظات الثائرة .
وعندما شاءت الأقدار والسنن الإلهية والطبيعة وتطابق السبب مع عوامل أخرى ونفذت مشيئة وإرادة المسبب بسقوط اعتى نظام دكتاتوري انفجر أبنائه العرب من مداحين وشحاذين وسماسرة المواقف بكاتءا وندبا لصدام ليس شخصا وإنما امتيازا فزال الرصيد القومي والبترول القومي والسيارات الفارهة .
وفي 5 تشرين الثاني نوفمبر عندما صدر قرار القاضي باعدام صدام شنقا لم يختلف الموقف هذه المرة فلم تحترم قومية العرب ورجالها إرادة الشعب العراقي والامه ومرارته وجراحه ، وعندما اصدر الشعب حكمه ضد الطاغية وهو عين الذل وجوهر الإنصاف وان كان لا يعوض ما فقده العراقيون . فانطلقت حملة تشنيع وحقد من صفر الوجوه وخونة المواقف وخونة الاقلام ضد قرار الشعب الذي طالما انتظره .
لكن الهجوم العروبي له أسبابه ومبرراته فإعدام صدام إعدام للقومية البائسة وشخوصها الهزيلة وتاريخها الزائف
واخر ما في المسلسل ما جاء في قمة التسافل العربي بالرياض التي فرضت على العراقيين وصايات لم نسمع بها من قبل .
وأخيرا أقول مخلصا للعرب أن 5تشرين الثاني هو أول يوم انتصف فيه العراقيون من القومجية فراجعوا أنفسكم وكونوا أحرارا ، والله أنني لأتمنى أن يفصل بينكم وبين العراق جبلا من نار او تسونامي يأخذكم بجريرة مواقفكم وظلمكم بعيدا عنا .



#سلوان_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
- المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا ...
- خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
- موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
- نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
- فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة- ...
- الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سلوان مجيد - قومية العرب وويلات العراقيين