أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب المزين - العلمانية التي ندافع عنها !














المزيد.....

العلمانية التي ندافع عنها !


أيوب المزين

الحوار المتمدن-العدد: 1875 - 2007 / 4 / 4 - 05:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخذ مفهوم العلمانية أنساقا في الطرح السياسي والفكري تفسر حسب المنافع الشخصية والجماعية تارة أو التموقف من الديانات وطرحها الميتافيزقي تارة أخرى. وقد ذهب علماء السياسة المعاصرون إلى تبويب العلمانية بين شاملة وجزئية، فقالوا أن الشاملة من رفضت النص الديني بأكمله وألزمت الإنسان عقله باعتباره "قيمة مطلقة" لا تعلو عليها عالية !،...

وشرحوا الجزئية بكونها منهجاً في التسيير المدني (فصل الدين عن الكنيسة/المسجد). قد نختلف مع العلمانية الشاملة في تطرفها العقلاني ونزعتها الإلحادية بيد أن الحديث عن علمانية جزئية (البعد التربوي)، في إطارات "أهلية"، يجعل منها علبا أخلاقية مفرغة من القيم المطلقة، قابلة للتعبئة حسب الخصوصيات القومية والدينية لكل فرد يعيش تحت لواء "دولة أهلية" معينة.

مع احتدام الصراعات بين التيارات الإسلامية والحركات المحسوبة على اليسار التقدمي العلماني، حدثت تشوهات مفاهيمية كبرى، تم الترويج لها بين الجهلة من أبناء الشعب، فمن انضم إلى اليسار تم إفهامه أن "الإسلاميين" مجرد "خفافيش ظلامية" تحاول المتاجرة بالنصوص الدينية، ومن أُقحم معركة "الجهاد" ضد "الزنادقة" آمن هو الآخر بأن العلمانية – بشكل تعميمي مجحف – تساوي قطعا الإلحاد ولا يمكن أن تكون حلاً أهليا (ديني، مدني) بالمرة !.

العلمانية التي نحاول ملامستها في هذا المقال، ليست دينا ليقول بعض الإسلاميين بأن العلماني لا حق له في الانتساب إلى الإسلام، فالحركة العلمانية العربية قدمت للإسلام أكثر مما قدمته للعروبة نفسها. وليست إيديولوجيا خاضعة لتوابث علمية، فالعلمانية منهج حياتي كان على عهد الرسول (ص) في دولته بالمدينة، حيث مورست الحرية الدينية بشكل طبيعي جداً (مسلمون- يهود – منافقون !).

ما يجب التشديد عليه إذن، هو أن العلمانية في حد ذاتها مجرد اصطلاح جديد لقيم اجتماعية قديمة. فالخطورة بأكملها تكمن في الوعي الشعبي المهتز والحزازات الدينية المتصاعدة: كونك تعبر عن نزوح علماني يجعلك تواجه استفسارات عقائدية كما لو أنك تمر على الصراط أو تواجه حد الردة وعليك أن تنصف إيمانك !. المفهوم الحقيقي للعلمانية الاجتماعية يتطابق مع روح الإسلام وقيم الحداثة والحرية ويتعارض بشدة مع مظاهر الانحلال وما يكنى بـ"لبرلة" المجتمعات..البوذية مثلاً، "دين مدني" نشأ من قيم إنسانية مجردة ودافع عن صفاء الذات وتحرر الأفراد مع مراعاة مجموعة ضوابط أخلاقية دون أن يكون من منبع سماوي مقدس. هذا لا يعني جعل السماوي الموحى إلى الرسل والأنبياء من جهة، والأرضي المُجتهد في أمره من لدُن علماء وفلاسفة من جهة أخرى، محل مقارنة معيارية. بل المقصود هو أن الأصل في فطرة الخلق الإنسانية خير ومحبة، وفتح الباب- في أية دولة مسلمة – أمام اجتهادات علمانية معقلنة (لا تخالف جوهر العقيدة)، سواء في التاريخ الديني أو منظومة القيم الدينية، سيكون أمراً محموداً يسد منافذ التدخل الخارجي في مقرراتنا الوطنية التاريخية (الوثنية، العرفية والإسلامية) وكذا سيمكننا من ضبط القلاقل الإثنية المتنامية والتي تخدم كثيراً المخططات التقسيمية الإمبريالية.

للأسف، غالبية المتتبعين لا تقرأ لتفهم، وإن فهمت تتغابى عن الوجهة السليمة ضبطا لحسابات سياسية صغيرة صغراً يكاد يعكس قزمية أصحابها !. فالعلمانية التي ينادي بها "التقدميون" لفصل الديني عن المدني أو لتفسير الظواهر الاجتماعية بميوعة تدعي الانفتاح ومواكبة ركب العولمة الثقافية لا تمث للعلمانية الإسلامية بشيء، تلك العلمانية الصافية التي مثلها تيار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعلال الفاسي..تلك العلمانية الشهمة التي شنق صدام حسين في سبيل تطبيقها حفظا لكرامة العروبة والإسلام...إن اختلفت المصطلحات وضاقت قواميس اللغة بكلمة صغيرة اسمها العلمانية (لا يهمنا الجذع اللغوي أساسا) الحرة فاتركونا ننصف جيلاً من الشباب تلتهمه زوبعات التغريب متظاهرة بكونها أكثر انفتاحا من دينه الذي "يرسم له كل هذه الخطوط الحمراء".. والتي تكون غالباً من شوائب التقاليد اللازم عزلها.




#أيوب_المزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب الثورة أم ثورة الشباب؟
- همس عاشق
- قسم المسيرة المظفرة...مسيرة حب
- عرب بلا نظم سياسية ولاتنمية حقيقية
- ظاهرة الحِجاج اللغوي ونشأة منطق اللغة
- الوحدة المغاربية ومشروع النهضة في الوطن العربي
- قراءة نقدية في تراتيل عبد الحميد العوني الشعرية مدرسة الصورة ...
- الحسناء التي... -إلى كوثر
- قراءة في مقال (*)-إعلان العاصفة على المؤسسات الدولية-
- أهذه مبادرتك الوطنية لتنمية البشر يا ملك؟
- الدخول المدرسي على الطريقة المغربية !!!
- من -كفاية- في مصر إلى -باراكا- في المغرب: على طريق تأسيس وعي ...
- حجاب المرأة بين ستر المفاتن وإخفاء القذارات
- قراءة في كتاب البطن العالمى بين الولائم والوضائم
- لاجئ طبيعي
- الرجل المثمر- المهدي المنجرة
- مجلس النوام _ عن كتابي: صرخات حق يحتضر
- فاس العتيقة بعد مجيء القمر وبعد هروبه
- حبيبة القلب
- حوار مع خبير المستقبليات المغربي الدكتور المهدي المنجرة


المزيد.....




- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أيوب المزين - العلمانية التي ندافع عنها !