أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - آخر صرعات العولمة: شيوعية الاحتلال















المزيد.....

آخر صرعات العولمة: شيوعية الاحتلال


باقر ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 566 - 2003 / 8 / 17 - 06:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
طلعت علينا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ببيان جديد صدر عن اجتماعها في 25 تموز (يوليو) الماضي.
تحدث البيان في البداية، عن العراقيل امام عقد المؤتمر الواسع وتشكيل الحكومة المؤقتة وقال كان في مقدمة هذه العراقيل تبديل الموقف الامريكي ـ البريطاني في عقد المؤتمر المذكور وتشكيل الحكومة المؤقتة، سعي الطرفين، بدلا من ذلك الي استصدار قرار مجلس الامن المرقم 1483، الذي يكرس الاحتلال في العراق ويشرع وجوده . وقال البيان ان المعرقل الثاني تجلي في سلوك الاحزاب السياسية العراقية ذاتها .
ان المغالطة الكبري، في هذه التبريرات، لتكريس الاحتلال، تهدف لطمس حقيقة ان هذا الحزب بالذات، مع خمسة احزاب اخري، كانت ذات يوم في صف الحركة الوطنية العراقية، قد وافقوا منذ امد طويل، وليس اليوم، علي احتلال بلادهم، تحت ذريعة الاستعانة بالعامل الدولي ، لغرض الخلاص من الدكتاتورية ولتحقيق التغيير في العراق.
من المبررات الاخري، التي يستند اليها بيان اللجنة المركزية، لتواطئهم مع المحتلين، وقرار دخولهم مجلسهم الحاكم هو: ان يتحلي (القرار)، بالتعامل الايجابي في المرحلة الحساسة والمعقدة الراهنة التي تمر بها بلادنا، وان لا يوفر اي ذريعة لمن يريدون الايقاع به وعزله وحتي اضطهاده من جديد .
هكذا يخيف بيان اللجنة المركزية منتسبي حزبهم من الايقاع به وعزله وحتي اضطهاده .. ويا سلام علي (حتي) في هذا الموقع، حين يتناسي قادة الحزب الشيوعي ان لا وقيعة بالحزب تفوق استدراجه نحو مواقع التواطؤ مع المحتل، وان لا عزلة له تفوق هذه العزلة المهينة الحالية.
انهم يتجاهلون هنا، ان اكبر شرف لمنظمة سياسية او لمناضل عراقي، ان يضطهده محتلو وطنه بسبب مقاومته لاحتلالهم.
بعد تلك التبريرات المارة الذكر، لا يبخل بيان اللجنة المركزية، في القول: اما اليوم فموقفهم (اي ابناء الشعب العراقي) معارض للاحتلال في الغالب، ويتطلع الي انهائه عاجلا .
كما اكد البيان: ان ميثاق الامم المتحدة يكفل للشعوب الخاضعة للاحتلال الحق في المقاومة.. وللشعب العراقي حق مشروع في ممارسة اشكال النضال المختلفة للاسراع في انهاء الاحتلال واستعادة السيادة الوطنية .
بعد ذلك، ينقطع استغراب قاريء بيان اللجنة لهذه الصحوة و الحمية في الدفاع عن الوطن حين يراها انها مجرد مقدمة لما اراد بيانهم الخلوص اليه بالتالي حين قال:
ان الاساليب العنيفة ليست الانسب والاجدي، طالما لم تستنفد الصيغ السلمية، بل ان من شأن العمليات المسلحة، في ظروف بلادنا الراهنة ان تلحق الضرر بالهدف المتوخي.. وهذه العمليات علي العكس تماما، توفر المبرر لقوات الاحتلال لاطالة امد بقائها في بلادنا .
ولكن كل العراقيين، والعالم كله يشهد ان نضال الشعب العراقي ضد الاحتلال يتصاعد بكل الاساليب، من الرفض والاحتجاج، الي التظاهرات الجماهيرية وخطب المساجد، الي الفعاليات المسلحة ضد المحتلين، في كل انحاء العراق، بما في ذلك قلعتهم التي ظنوها آمنة وحصينة لقوي الاحتلال، اي كردستان العراق.
وكل هذه الاشكال السلمية والعنيفة يكمل بعضها الاخر، ويعزز بعضها بعضا.
ما يعتبره مصدرو بيان الحزب الشيوعي من صيغ سلمية لم تستنفد بعد ، يقصد به في الواقع، تعاونهم بل تبعيتهم المكشوفة للاحتلال وارادته، وليس الكفاح ضده.
وهم بذلك، تشاركهم كل اطراف مجلس حكم الاحتلال، انما يطعنون من الامام، وليس من الخلف، نضال العراقيين الهادف لتحرير بلدهم.
وصارت اعمال المقاومة المقدامة، تقض مضاجع المحتلين وتلحق بهم افدح الخسائر، لكن بيان اللجنة المركزية يسميها: اعمال تخريب تستهدف شبكات الكهرباء وامدادات الغاز والنفط.. الخ . ونقول الي اخره من الاكاذيب التي لا يصدقها سكان الولايات المتحدة قبل غيرهم. ولكي يستمر تزويق تلك الاكاذيب، واكسابها صفة المعقولية والتوازن يستدرك مصدرو البيان بقولهم.
ولكن، ليس غريبا في المقابل ان تستثير بعض تجاوزات قوات الاحتلال وممارساتها ردود فعل عنيفة تأخذ شكل عمليات مسلحة عفوية .
الا يراد بهذه التنظيرات المتوازنة ، طمس دوافع تحرير الوطن من الاحتلال وتسبب المقاومة الباسلة بردود فعل عفوية؟
ما يجدر تأكيده من جديد، ان قيادة هذا الحزب، صار ديدنها، في تحليلاتها السياسية، الجمع بين زهو الكلام مع سييء الافعال. وما كانت حلاوات الاقوال عندهم، الا لتغطية مرارات الافعال.
يعدد، بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ست مهام تواجههم، تتلخص خمس منها بضمان الامن وتصفية بقايا النظام المقبور ومعالجة القضايا المعيشية، وتهيئة مستلزمات اجراء انتخابات حرة واعداد مشروع الدستور الدائم. وكان اخر المهمات وليس اولها: العمل من ثم علي التباحث مع الامريكيين والبريطانيين حول انهاء الاحتلال .
وانا اخشي ان تكون صيغة من ثم التباحث مع المحتلين، قد مرت بعد جدل داخلي طويل مع من ارادوا تخفيف عنفوان هذه الصيغة الكفاحية !
يعرف التاريخ القريب، ان جماهير الشعب، وخاصة تلك الاقسام اللصيقة بالحزب الشيوعي، جري اقناعها بصعوبة، بفائدة وجدوي التحالف الضعيف والمحفوف بالمخاطر، مع حزب البعث الحاكم في السنوات 73 ـ 1978. وبالطبع فان بلدان عديدة شهدت مثل تلك التحالفات الداخلية العابرة او الثابتة، المجدية او السلبية.
لكن لنا ان نتساءل: كيف تستطيع قيادة هذا الحزب التي سعت لبناء مجده علي ثوريات اليسار المتطرف، واتهام معارضيها باليمينية، ان تقنع منتسبي الحزب وجماهير الشعب بصواب هذا التوغل في التحالف بدون حدود او تحفظات مع معتدين غزاة لم يعرف التاريخ لوحشيتهم مثيلا؟
تحدث البيان في خاتمته عن المواقف العربية والعالمية بجانبيها الايجابي والسلبي من وجهة نظر كاتبيه بالطبع، فمدحوا وذموا. ويهمني ان اذكر مشهدا مؤثرا يوضح فهم ممثلي الرأي العام الخارجي لسياسة هذه القيادات العراقية.
كتب الصحافي الايطالي (روبرو سارتي) مقالة مؤخرا في 2 تموز (يوليو) 2003، قال فيها ان الصحيفة الايطالية اليومية اليسارية المانيفستو الصادرة في 22 حزيران (يونيو) كتبت تقول: علي الحزب الشيوعي العراقي ان يأخذ الامور بيده بان يحمل السلاح ويوقف جميع اللصوص، ولكن، بدلا من ذلك فهم يقعدون في مكاتبهم فماذا ينتظرون؟
للاسف ليس لزعماء الحزب الشيوعي النية في اتباع هذه النصيحة. وفي الناصرية، مدينة فهد الخالد مؤسس الحزب، عبر سكرتير منظمة الحزب هناك (سعيد صاحب الحصونة) قائلا بان الجميع ضد الاحتلال ولكنه امر واقع! وعندما تصبح لنا حكومة عندها يمكننا التفاوض سلميا حول رحيلهم (رحيل الامريكان) .
هذا سلوك قانوني بالكامل عندما تصبح لنا حكومة ! يتجاهل حميد ان اي حكومة ستسمح لها الولايات المتحدة بالوجود ستكون مجرد بيدق في يد الامريكان.. فلن يكون بالامكان ارساء حكومة شعبية حقيقية الا عندما يجبر الامريكان علي مغادرة البلاد. وان الجماهير هي الوحيدة القادرة علي انجاز هذه المهمة .
ليس هذا مجرد رأي عابر كتب خارج العراق، انه صرخة مدوية عسي ان تسهم في اعادة الوعي والصحوة للنيام او المغفلين الذين يسيرون وراء هذا النمط من قيادات تصر علي دفع العراق نحو الهاوية.

ہ كاتب من العراق يقيم في السويد

 
 



#باقر_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس حكم ام مجلس وطني لمقاومة الاحتلال؟
- مناهضة الاحتلال المعيار الاول للوطنية العراقية
- الاحتلال وثقافة البيعة
- الوحدة الاسلامية والوطنية سلاح العراق لمقاومة الاحتلال
- الطيبون يخلدون وداعا علي كريم
- وداعا شهيد اليمن , شهيد العرب جارالله عمر
- الديمقراطية ودولة القانون رهن بصد العدوان الامريكي
- العراق بعد العفو العام مبادرة إلى الانفتاح الديموقراطي


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باقر ابراهيم - آخر صرعات العولمة: شيوعية الاحتلال