سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:52
المحور:
حقوق الانسان
تجزئة الحقيقة تشويه لها .. ولذلك فان من حق القارئ أن يرى الوجه الآخر للحقيقة التى قدمنا وجهها الأول، والكئيب، يوم الأربعاء الماضى فى نفس المكان، حيث سلطنا الأضواء على مأساة عدد من المواطنين المصريين الذين تجاوزت أعمارهم السبعين عاماً ومع ذلك فان سوء المعاملة التى يلقونها بإحدى دور المسنين بمدينة الإسماعيلية دفعتهم إلى الإضراب عن الطعام. وكانت مطالبهم بسيطة بساطة موجعة، وهى "الكلمة الطيبة"، وألا يصرخ أحد فى وجوههم، وأن تكون لديهم ثلاجة يضعون بها الأنسولين.
وتعقيباً على ذلك تساءلت عما جرى للمصريين وأين ذهبت مروءتهم ودماثتهم التى ميزتهم عبر التاريخ، ومن أين جاءتهم هذه الغلظة الصحراوية الكريهة؟
ومنذ الصباح الباكر للأربعاء لم ينقطع رنين التليفون حيث انهالت المكالمات من القراء الذين يستفسرون عن الطريقة التى تمكنهم من التبرع لدار المسنين المشار إليها. ولم تكن المسألة مجرد كلام .. وإنما تمت ترجمة الكلمات الطيبة إلى أفعال، ووصلت بالفعل ثلاجات إلى دار المسنين بعدد غرف النزلاء.
ورفض هؤلاء القراء المحترمون الإفصاح عن أسمائهم، وليس المهم فقط هو عدد يزيد أو يقل من الثلاجات.
الأهم هو عودة الروح إلى القيمة المصرية الأصيلة الكامنة وراء هذه الأفعال الرمزية.
وهذه المؤشرات .. تقول لنا إن المصريين لا زالوا بخير رغم كل شئ.
المهم .. ألا نخذل هذه المبادرات الإيجابية .. وأن نوسع دائرتها .. وأن ندعم ثقافة المشاركة، وأن نحيي الروح المصرية المحاصرة.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟