|
المؤتمرات الإسلامية وطواحين الهواء
كامل النجار
الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 11:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أطلت علينا الصحف العربية في الأسبوع المنصرم بخبرين في غاية الأهمية، بالنسبة لمحرري الصحف وربما للقراء. الخبر الأول كان عن اجتماع زعماء العرب في قمتهم المنعقدة بالرياض في استضافة الملك عبد الله بن عبد العزيز. والخبر الآخر كان المؤتمر العام التاسع عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والذي عُقد في القاهرة بالتزامن مع مؤتمر القادة والملوك العرب. والمؤتمرات الإسلامية في العادة يحضرها مندوبون من حوالي أربعين دولة من دول العالم. وكل وفد في العادة به خمسة إلى ستة أعضاء أو أكثر. واستمر هذا لمؤتمر في القاهرة أربعة أيام وأصدروا بيانهم الختامي يوم 30 مارس 2007. فماذا قرر هؤلاء العلماء والفقهاء الجهابذة؟ احتوى بيانهم الختامي عل الآتي: 1- دعا المشاركون في المؤتمر العام التاسع عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى تجديد الفكر الديني، وحماية المسجد الأقصى من الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدين تمسكهم بحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الحصار الاقتصادي الظالم المفروض عليه 2- شددوا على حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، قائلين إنه لا خيار أمام المسلمين إلا التفاعل مع مستجدات العصر ومواكبة انجازاته حتى لا يعزلوا أنفسهم عما يدور حولهم من تطورات 3- طالبوا بتعزيز الحوار بين الأمة الإسلامية والعالم على أسس الاحترام والتكافؤ والمصالح المتبادلة، والتصدى لدعاوى ونظريات صدام الحضارات والأديان 4- وأضافوا أن المسلمين في عالمنا المعاصر يقفون في مفترق الطرق وهم يواجهون ظاهرة العولمة.. مؤكدين ضرورة العمل على الاستفادة مما تتيحه العولمة من فرص ومكاسب وحماية مجتمعاتهم مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الحضارية وقيمها الدينية والثقافية. 5- وشدد بيان القاهرة على ضرورة تجديد الفكر والخطاب الديني والمواءمة بين الحفاظ على هويتنا وثوابتنا وخصائصنا الحضارية والانفتاح في ذات الوقت على كل الحضارات والثقافات والأديان 6- وأكد أن علاج مشكلات أمتنا الإسلامية يتطلب أولا ضرورة التشخيص الدقيق لما تعانيه الأمة من مشكلات وما تواجهه من تحديات حتى يكون العلاج ناجحا ومفيدا من أجل إخراج الأمة من محنتها في عالم اليوم الذي لم يعد يحترم إلا الأقوياء. وفي الظاهر تبدو القرارات منطقية ومعقولة، ولكن عندما نتفحصها يتبين لنا خلوها من المضمون وعدم أهميتها. فالقرارات الأربعة الأولى هي نفس القرارات التي اتخذتها قمة الرؤساء والملوك العرب المنعقدة في نفس الوقت في الرياض، والتي تملك عضلاتٍ سياسية أكبر بكثير من عضلات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. فهل يمكن للقرارين الأخيرين أن يُبررا عقد مؤتمر في القاهرة استمر أربعة أيام وحضره كل هؤلاء العلماء، وبالتزامن والتنافس مع مؤتمر الرؤساء والملوك العرب؟ لا اعتقد ذلك. ودعونا الآن نتفحص تلك القرارات. فتجديد الفكر الديني ما هو إلا عصا سحرية يلوّح بها رجال الدين من وقت لآخر للإيحاء لنا بأن شيئاً مهماً سوف يحدث للخطاب الديني يجعله يواكب العصر الحديث. ولكن هذه المقولة قد مللناها لكثرة تردديها في كل المؤتمرات الإسلامية دون تحديد ما يقصدون. فما هو التحديث الذي ينوون القيام به؟ لا شيء على الإطلاق. فكما ناقض القرآن نفسه قبلهم، يناقض فقهاء المسلمين أنفسهم. فالقرار الخامس يقول: (ضرورة تجديد الفكر مع المواءمة بين الحفاظ على هويتنا وثوابتنا). والمنطق يخبرنا أن الثوابت لا تتحرك ولكن تتآكل مع الزمن. فالأهرامات ظلت رابضة في مكانها منذ حوالي أربعة آلاف عام لم تتحرك ولكن رمال الصحراء والزمن قد نالا منها بينما مياه النيل الذي هو أقدم من الأهرامات ربما بملايين السنين، تتجدد كل يوم لأنها متحركة ولم يتآكل النهر بل زاد اتساعاً. فالجامد والثابت أبداً إلى زوال. فكيف ينوون تحديث الخطاب الديني مع الحفاظ على الثوابت ؟ أليست الثوابت هي التي أدت إلى تفرقة المسلمين إلى مذاهب عدة؟ فجميعهم يتفق على أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والجميع يؤمن بالحج والزكاة والصلاة والصوم. ولكن ثوابت كل مجموعة من المسلمين هي التي حملتهم على التعصب لها والانسلاخ من جسم الأمة التي بدأت واحدة، وسرعان ما أذرت بها الثوابت. فثوابت أهل البيت الاثني عشرية غير ثوابت السنة، غير ثوابت العلوي أو الأباضي أو الزيدي. فإذا حافظ كل فريق على ثوابته، فلن يحدث الغيير والتحديث ثم أن هذه الدعوة قد سمعناها عدة مرات في السنوات العشرة الأخيرة. فماذا جدد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية طوال تلك السنوات الماضية، غير مكان اجتماعهم السنوي؟ ثم دعا المجلس لحماية المسجد الأقصى من الحفريات الإسرائيلية. وكعادة المسلمين، لأن رسالتهم كانت آخر رسالة جاءت وظهرت عل الرسالات الأخرى، كما يدّعون، فلا بد أن تطغى حاجاتهم ومطالبهم على حاجات ومطالب الآخرين. فالثابت تاريخياً أن الهيكل اليهودي كان قد بُنيّ في نفس الموقع قبل الميلاد عندما كانت مملكة بني إسرائيل قائمةً. وهدمه الرومان نهائياً عام سبعين ميلادية. وجاءت المسيحية وبنى أهلها كنيسة القيامة في موقع الهيكل القديم أو قريباً منه. وعندما جاء الإسلام في القرن السابع الميلادي وقال (سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) لم يكن أي من المسجدين قد وُجد فعلياً. فالمسجد الأقصى كان عبارة عن كنيسة القيامة وبقايا المعبد اليهودي. أما مسجد الصخرة فقد أشاده الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان لأسباب سياسية لأن عبد الله بن الزبير كان وقتها مسيطراً على مكة، وأراد مروان لفت أنظار المسلمين إلى القدس، فأنشأ مسجد الصخرة عام 72 هجرية (692م). ورممه الخليفة المأمون عام 216 هجرية (831م). فالحق في الموقع بالأقدمية التاريخية يرجع إلى اليهود ثم المسيحيين ثم المسلمين. فلماذا يصبح الموقع حكراً على المسلمين ويطلبون من الأمم المتحدة منع إسرائيل من التنقيب عن تراثهم تحت المسجد الأقصى بينما يحاول المسلمون الحفاظ على تراثهم وثوابتهم؟ ثم شددوا على حق الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية قائلين إنه لا خيار أمام المسلمين إلا التفاعل مع مستجدات العصر ومواكبة انجازاته حتى لا يعزلوا أنفسهم عما يدور حولهم من تطورات. يالها من لفتة بارعة من المجلس الإسلامي، ولا أدري أين كان هذا المجلس وأين كان المسلمون منذ عام 1946 عندما كوّنت أمريكا منظمة الطاقة النووية تحت إمرة العالم اليهودي أوبنهايمر Oppenheimer الأب الفعلي للقنبلة الذرية. لقد بدأت أمريكا والعالم الغربي التجارب على الطاقة الذرية منذ ذلك الوقت، للأغراض الحربية والسلمية. وبدأ اليهود منذ ذلك لوقت، أي قبل قيام دولة إسرائيل بالتفكير في الطاقة الذرية واستعانوا بأوبنهايمر الذي أقالته الولايات المتحدة من هيئة الطاقة الذرية في عام 1952 للشكوك التي حامت حول تعاونه في نقل التقنية لدولة إسرائيل. وفي بداية السبعينات من القرن المنصرم كانت أغلب الدول الغربية قد أنشأت مفاعلات ذرية، بينما كان المسلمون ومجالسهم مشغولين بالحفاظ على التراث ومنع النساء المصونات من التبرج. ألم يشعروا وقتها أنهم يعزلون أنفسهم عن مستجدات العصر؟ وهل مستجدات العصر انحصرت في الطاقة الذرية؟ ماذا حدث لمستجدات العصر في الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعلّم العلوم الحديثة بدل حفظ القرآن وإجراء المسابقات السنوية عليه. هل عقول الأطفال النامية عندما نحشوها بحفظ التراث تستطيع أن تجاري مستجدات العصر؟ وليعذرني القارئ فإن هذا القرار يذكرني بالمثل اللبناني (محل ما خرى شنقوه). فالحفاظ على التراث هو مأساتنا. وطالبوا كذلك بتعزيز الحوار بين الأمة الإسلامية والعالم على أسس الاحترام والتكافؤ والمصالح المتبادلة، والتصدى لدعاوى ونظريات صدام الحضارات والأديان. لله درهم. يقولون ما لا يفعلون. أي أديان سوف يتحاورون معها. هل يعترف الإسلام بأي دين آخر؟ ألم يقل القرآن (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) (التوبة 33، الصف 61). وكررها للمرة الثالثة باختلاف بسيط (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفي بالله شهيدا) (الفتح 28). فدين الحق هو الإسلام وما عداه دين الباطل. فهل يحاور المسلمون أهل الباطل. معاذ الله من ذلك. وإذا لم يقنعنا القرآن بهذه الآيات أن الدين الوحيد هو الإسلام، تعالوا نسمع فقهاء العصر الحديث ماذا يقولون (لا يجوز لأحد أن يعتقد أن دين اليهود والنصارى الذي يدينون به اليوم دين صحيح مقبول عند الله مساو لدين الإسلام، بل من اعتقد ذلك فهو كافر خارج عن دين الإسلام، لأن الله عز وجل يقول {إن الدين عند الله الإسلام } ويقول {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } . وهذا الإسلام الذي أشار الله إليه هو الإسلام الذي امتن الله به على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ) (فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين). فمع من سيتحاورون؟ هل هم يضحكون على أنفسهم أم على عباد الله المغفلين؟ وأكد بيان القاهرة أن علاج مشكلات أمتنا الإسلامية يتطلب أولا ضرورة التشخيص الدقيق لما تعانيه الأمة من مشكلات وما تواجهه من تحديات حتى يكون العلاج ناجحا ومفيدا من أجل إخراج الأمة من محنتها في عالم اليوم الذي لم يعد يحترم إلا الأقوياء. وبما أني طبيب ولي خبرة طويلة في التشخيص فسوف أشخص لهم مشاكل الأمة الإسلامية وآمل أن يجدوا لها العلاج. أولاً علينا بالتشخيص: 1- الأمة الإسلامية تعاني من حالة انفصام شخصية حاد يوهمها أنها تمتلك الحقيقة الكاملة ويمتلك غيرهم السراب، بينما ينظرون حولهم ويرون أن غيرهم يمتلك الحقيقة وقد تقدموا وتطوروا بحقائقهم بينما قبع المسلمون في قصور من رمال 2- المسلمون يعيشون في وهم أنهم خير أمة أخرجت للناس وينسون أن القرآن قال: وكنتم خير أمة. وكان، كما نعلم كلنا، تفيد الماضي. المسلمون أمة ينخر عظامها النفاق والكذب ويقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يقولون ويخادعون أنفسهم 3- المسلمون لن ينحجوا أبداً لأنهم عطلوا نصف مجتمعاتهم بعزلهم المرأة عن المجتمع حفاظاً على عفة وهمية لا توجد إلا في مخيلتهم الجمعية. ولكن كأفراد كلٌ منهم يعرف أنه يخون نفسه ودينه مع امرأة لا تحل له ولكن في الخفاء. ومنهم أعداد غفيرة يخونون دينهم مع الغلمان لأنهم لا يستطيعون صبراً حتى يدخلوا الجنة الوهمية المليئة بالغلمان 4- من ندعوهم بالعلماء المسلمين أغلبهم يركض خلف منافعه الشخصية ويسيل لعابه وراء عقد مع إحدى الفضائيات، أو إحدى الشركات الاستثمارية السعودية، ليتقيأ لنا فتاوي أكل الدهر عليها وشرب وقد استقاها من أناس ماتوا قبل الف وأربعمائة عام وهو يعرف أن أبا هريرة أوابن عباس لن يظهر اليوم ليقول لنا إنه لم يقل تلك الأحاديث. فهؤلاء العلماء لا يمتون للعلم بصلة 5- شيوخ الإسلام لا يعرفون غير أن يكونوا وعاظ سلاطين يحللون للسلطان ما يريد. فهم يقولون لنا مثلاً إن التصوير حرام ولا تدخل الملائكة بيتاً به صورة، ويدخلون قصور الأمراء والملوك ومكاتب الدولة ويرون صور ملوكهم وقادتهم تسد علينا ضوء الشمس ولا ينبسون ببنت شفة. 6- المسلمون يغسلون عقول أطفالهم – قادة المستقبل – ويحببون لهم نبذ الدنيا والتركيز على الآخرة. فكيف تتقدم بلد قادتها الجدد ينبذون الحياة ويفضلون الانتحار وسط المدنيين في الأسواق، حتى يضمن أحدهم أن يتعشى مع رسول الله ويبيت مع حورية في الجنة 7- المسلمون يأبون الاستفادة من الحضارة الغربية على أثاث أن ذلك تشبه بالكفار ونبي الإسلام نفسه كان يتشبه باليهود في كل شيء حتى في طريقة تصفيف شعره، كما تخبرنا كتب السيرة. والإنسان بطبيعته حيوان مقلد. الإنسان منذ طفولته يتعلم بتقليد غيره. والحضارات بُنيت بتقليد الغير 8- المسلمون مدمنون على الكلام والمؤتمرات واتخاذ القرارات التي لا يمكن أن تُنفذ لأنها مبهمة المعنى، فمثلاً قرر مجمع الفقه الإسلامي في مؤتمرهم المنعقد في مسقط في مارس 2004 (تركز عملية أسلمة المناهج على صياغة مناهج التعليم والتربية بأهدافها ومحتواها وأساليبها وطرائق التقويم في اطار التصور الاسلامي الكلي الشامل للانسان والكون والحياة، وذلك بهدف اعداد انسان صالح ملتزم بقيم دينه وقادر على القيام بمهمة الخلافة في الارض وعمارتها وفق المنهج الاسلامي.) (الشرق الأوسط،، 13 مارس 2004). فهل يستطيع أحد أن ينفذ قراراً مبهماً كهذا؟ واتخذ نفس المؤتمر قرار (الالتزام بالقيم الاسلامية عند تقويم الاداء في العملية التعليمية والتربوية مع الاستفادة من طرائق التقويم الحديثة وتحقيق التنسيق المطلوب وتبادل المعلومات بين الاقطار الاسلامية.) يعني يجب أن نتبع طريقة الخليفة عمر في تقويم تدريس الكيمياء والفيزياء وما شابه ذلك. وأصدر مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية في مؤتمره السابع المنعقد في بيروت في مايو 2004، إعلاناً بشأن نهضة الأمة من خلال التعليم الإسلامي، قال فيه (ان تطوير الدراسات الاسلامية يعتبر قضية محورية في تقدم الامة الاسلامية، وضرورة من ضرورات الاستمرار). فلأن هناك المعلوم من الدين بالضرورة، أصبح تقدم الأمة عن طريق تطوير الدراسات الإسلامية، ضرورة. وحتى لا تفوت علينا الفرصة، أكد المؤتمر ( ان التعليم الاسلامي هو الاساس لتطوير المجتمعات الاسلامية ورقيها، وتحقيق اهدافها في التقدم. كما ان التعليم الاسلامي هو السبيل لتربية جيل مؤمن بربه، مخلص لوطنه وأمته، وعامل على تسخير كافة العلوم لخدمة البشرية، والتعليم الاسلامي صمام امان في مواجهة دعوات الغلو والتشدد او التفريط والتبعية. ) (الشرق الأوسط، 2 مايو 2004). والتعليم الإسلامي هو الذي يستطيع أن يغير شخصاً مثل الظواهري، من طبيب إلى داعية للقتل والإرهاب. ونفس التعليم الإسلامي هو الذي غير سيد قطب من دارس للعلوم الحديثة في أمريكا إلى منظّر ومقنن للاغتيالات السياسية كوسيلة لإيجاد دولة الإسلام. ويظهر تناقض مقررات مؤتمراتهم في القرارات التي اتخذها مؤتمر علماء المسلمين المنعقد بالأردن في يوليو 2005، حين قرروا (ادانة وعدم جواز مبدأ تكفير اتباع المذاهب الإسلامية الأخرى وتحريم دمائهم واعراضهم ومالهم، مشددين على ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر في العالم الاسلامي) والمذاهب المقصودة كانت: المذاهب السنية الأربعة والمذهب الجعفري والزيدي والاباضي والظاهري. وأكد المؤتمر أن هذا القرار أُتخذ ( استنادا لفتاوى شيخ الجامع الازهر، محمد سيد طنطاوي، وآية الله العظمى علي السيستاني ومفتي مصر الشيخ علي جمعة والمراجع الجعفرية والزيدية ومفتي عام سلطنة عمان ومجمع الفقه الاسلامي في السعودية والمجلس الاعلى للشؤون الدينية التركية ومفتي الاردن والداعية الشيخ يوسف القرضاوي.) (الشرق الأوسط، 7 يوليو 2007). ومعنى هذا أن أهل السنة يعترفون بالشيعة ويحترمون رأيهم. ولكن يبدو أن هذا الاستنتاج خطأ لأن الشيخ القرضاوي، الذي اشترك في إصدار القرار السابق، طالب في مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية، الذي انعقد في يناير 2007، ب (وضع حد لعمليات التبشير الشيعي المبرمجة في بعض البلدان السنية، وشدد (كما نقل موقعه الالكتروني) على ضرورة وضع حد لعمليات التبشير الشيعي في بعض المجتمعات السنية، قائلا إن «التبشير الشيعي أمر مبرمج وترصد له ميزانيات وله برامجه العملية») فأي تناقض هذا بين مواقف الشيخ القرضاوي في ظرف سنتين فقط. فالذي يعترف بالآخر ويحترم رأيه، لابد أن يسمح له بنشر ذلك الرأى في عمليات التبشير التي يرمي من ورائها إلى نشر أفكاره، وهذا حق من حقوق الإنسان معترف به. ولكن في العالم الإسلامي فإن الحقوق تعني فقط حق طاعة الإمام. وإذا كانت المذاهب الإسلامية نفسها لا تستطيع الحوار بينها، كيف يحاول المسلمون الحوار مع الديانات الأخرى التي لا يعترفون بها أصلاً ويعتبرون أتباعها كفاراً تحل أموالهم وأعراضهم، كما قال السيد محمد عمارة حديثاً في كتابه الذي طبعته ثم صادرته وزارة الأوقاف المصرية بعد فوات الأوان وتحت ضغط التهديد باللجوء إلى القضاء؟ فمسألة حوار الأديان التي تزعمتها السعودية في الأربعين عاماً الماضية ثم تبناها الأزهر، مسألة ذر للرماد في عيون الغرب. فالمسلمون لن يغيروا ثوابتهم التي تقول لادين على الأرض غير الإسلام. وكل هذه المؤتمرات الإسلامية لن تغير قيد أنملة في تقهقر الأمة الإسلامية إلى الوراء. فمؤتمراتهم طواحين هواء تدور بدون أن تطحن لنا قمحاً (مستورداً) أو تنتج لنا كهرباء.
#كامل_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعتذر المسلمون ؟
-
لا معقولية الوجود الإلهي
-
هل يصلح الإسلام دستوراً لدولة؟
-
من يحمينا من عمر؟
-
إنهم يعبدون القرآن
-
4/4 محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان
-
محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 3/4
-
محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 2
-
محمد الحسيني إسماعيل ووفاء سلطان 1
-
الإسلام وجراب الحاوي
-
وثنية الإسلام
-
نهرو طنطاوي ولغة القرآن
-
هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 3-3
-
هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ 2-3
-
هل الإيمان بالإسلام يؤدي إلى التخلف؟ - 1
-
زغلول النجار والسموم الإسلامية
-
الأديان ليست سماوية
-
تغيير مهمة الإله
-
الإسلام والشبكة العنكبوتية
-
هل يحق لرئيس جامعة الأزهر أن يفاخر
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|