أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فرات المحسن - فرحكم أبكاني فرحا














المزيد.....

فرحكم أبكاني فرحا


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 11:36
المحور: المجتمع المدني
    


بين الق الألوان المنبعثة كشعاع قوس قزح بحثت عن مقعدي، عن وجهي، عن قلبي الذي يخفق، بهرتني صورة ذاك الجمع. أشعلت في قلبي نار مواقد العالم جميعها.شفيفا كان يومي عذبا، ولكن الصورة أحيت داخلي شيء أخر. هدير وحشد من صبا وشباب يضيء روحي بسحر حارق، يحي مشاعري البعيدة المتضاربة الجذلة.
أعترف أن لهذا السحر الأخاذ طعم أخر جديد يلسع العين بجدته، ليس هو شذا أو عبير بل هو هذا وذاك وروح تفيض بين جوانحي.روح صبي يطلق ضحكاته المجلجلة في شوارع صاخبة. تتلقفه الأيادي فرحة برقصاته الموزونة المتناغمة مع لحن فياض بريقه يسد عين الشمس.قواي الخبيئة تتملكها نوبة هياج من فرح وثاب لا حدود له.فرح خرافي يملأ قلبي.تتلقفني شقائق وفراشات كبيرات بأجنحة ملونة.أسير بين ربوات يصطخب فيها غضب الخضرة يخالطه دوي القلوب.صوتي يطلق أكثر صرخاته فرحا.أرش الجمع بدياجير من زهر.ليس من شيء يجتاح قلبي الآن غير هياج بعيد يتسرب من شفاف موجة تتلقفني... ترجني فأنثر سعادتي فوق الحشد.
أنا هناك في الصورة.ثوبي يحشد ألوان الجمع.خطاي شرعت تتسارع فوق المدرجات.قبلاتي العاصفة تتسور الجموع.أنا هناك بين طيات أخاديد الوجوه وتورد الوجنات وتسارع دقات القلوب.أنا قرب الشيخ الواقف في مقدمة الصورة.أنا اتكأ على سياج السلم.أنا من يرفع اللافتة.أنا من كان يحتضن الطفلة بلون ثوبها الأحمر القاني.أنا الطفل المقعد الذي يجلس فوق الكرسي المتحرك في مقدمة الصورة.
أنا ابكي....أنا الأخر أبكي ...أنهم يبكون جذلا بالفرحة.. أني أحلم...أفرح .. يا ألهي ما هذا الحشد الذي أحيا ليلة العرس الجديدة والمتجددة.
لا أكذب أني أفضح دمعتي الآن. أسكبها فوق الوجوه مثل رذاذ ندى.دمعتي السخية الرقراقة.أكشفها مثل قصيدة معلنة صاخبة وأدعو الحشد للملمتها.فرحا كنت، قلب طفل وجنح فراشة وأغنية مسكونة بدندنة مكنوزة لشوق أبدي لا يعترف بزمان ومكان.
تطرز أحشاء الصورة وحوافها وجوه كالزبرجد البراق، تطالعني رضية منتشية، راحت تبهر ناظري تشاغلني، تمتعني وتستفزني. تمعنت حوافها وجلت بين تجاويف ودقات قلبها.صورة مبهرة تأسرني فأراها فجر يسطع فوق نباتات برية مشعة. ترقرقت دموعي وهي تتمعن صورة ذاك الحشد.
كل هؤلاء هم شيوعيون ؟.
كل تلك الوجوه الشابة النظرة المحلقة مثل عصافير الرب والضاجة بالزهو والتراتيل هم من الشيوعيين؟.
كيف تسنى لهم التجمع تحت ضلال الموت اليومي اللئيم.
ما الذي يجعلهم يتشحون بروح البسالة ويغذون السير من كل فج عميق في بغداد الملتهبة بالنار وصليل الحراب ليقفوا بشموخ وأنفة يرددون أناشيدهم.
ما الذي دعاهم لخرق كل هذا الخوف واللؤم والحقد ليتدرعوا بمهرجان الشجاعة، يختالوا بألوانه البراقة.
أي قلب من قرميد يحمله هذا الطفل وهو يردد بعذوبة صوته السماوي نشيد الخلود، فرح بعيد يضج بالنجوم ويرسم الكركرات بسخاء ألوانه.
هذا البحر المتلاطم يفك طلاسمه من جديد.يعلن أن لا بوار وأن النخلة ما زالت شامخة سامقة.
عشبة مورقة هي كل آذار زاوية ومنعرج وسطوع.هي لآذار برعم الدلالة لحلول ربيع الخصب الخالد.
فضاءة مفضضة تلتمع عارمة.
مزمار الساحر المعلن تنبلج كلماته مثل الأناشيد المقدسة ويتعمق شذاه في القلوب برونق متوهج.

تلك الصورة كانت لحشد الحزب الشيوعي في قاعة ملعب الشعب الرياضي في بغداد.صورة مفزعة لمن ظن الظنون بفناء الوعد.مرعبة لمن أسرف في ظنونه بترمل وترهل من بقي.صورة ملجمة لمن أعتقد بأن الضرع قد جف وبارت الكلمات....صورة عاصفة تفقأ عيون الأعمى على عماها...
صورة ومنظر الحشد المبهر كان وسوف يكون جديرا بأن يذكره ويتذكره الجميع دائما.

لقد أبكاني فرحكم فرحا يا سادة البهجة ويا قلوب الصناديد.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .......هل يصلح التغيير ما أفسده
- صابرين بين الحقيقة والتضليل
- نحو أي الجهات تتحرك الهمر الأمريكية
- ما أغفله تقرير لجنة بيكر _هاملتون
- إحصائية لعينات أوربية تطالب بإعدام المجرم صدام
- الرئيس بوش وكذبة نيسان المتأخرة
- مأزق في التجديد أم مأزق في التحليل - مناقشة لمقترح برنامج ال ...
- أعراف ثقافة القنادر
- مقترح برنامج الحزب الشيوعي العراقي والنوميه الحامضة
- بين الظاهر والباطن من سياسة سادة العالم
- ضرورة محو أثار وبقايا الفكر البعثي
- انتصار حزب الله بين الحقيقة والوهم
- ض ..... وزانه وضاع الحساب
- أبناء العقرب
- المصالحة مع المجهول
- الازارقة يتبادلون الصور التذكارية
- العملية التربوية بين خراب الأمس وتخريب اليوم
- الزرقاوي السني والزرقاوي الشيعي وما بينهما من أزارقة
- الاعتراض على أمانة بغداد ومشاريعها ل تطوير منطقة الحضرة الكا ...
- من فنتازيا الخراب


المزيد.....




- منظمة حقوقية تتهم الدعم السريع بتنفيذ -مجزرة- في موية بالسود ...
- هذا البلد رفض أمر فرنسا اعتقال الرئيس السوري..
- منظمات حقوقية تسعى لمنع هولندا من تصدير أجزاء طائرات قد تصل ...
- هل -ورّطت- مذكرة اعتقال بشار الأسد القانون الفرنسي؟
- عاجل | الأونروا: أكثر من 625.000 طفل في غزة خارج المدرسة لأك ...
- هيومن رايتس تدعو لوقف -اعتقال وترحيل- اللاجئين السوريين من ا ...
- صحيفة: الجنائية الدولية تؤجل إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ...
- غوتيريش: الأمين العام للأمم المتحدة لا يمتلك السلطة ولا يتحك ...
- منظمة حقوقية تدعو العراق لوقف ترحيل اللاجئين السوريين
- غوتيريش: روسيا العنصر الأساسي لعمل الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فرات المحسن - فرحكم أبكاني فرحا