أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهير قاسم - المسؤولية














المزيد.....


المسؤولية


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1874 - 2007 / 4 / 3 - 11:30
المحور: المجتمع المدني
    


بسم الله الرحمن الرحيم

إن المسؤولية مصطلح واسع يحمل معان عدة، وهي ما يكلّف به الإنسان؛ ليقوم بها خير قيام ويتحمل نتائجها وآثارها، وبالتالي فإنها تصبح نتاج للتكليف بالعمل، ولا تقتصر على جانب محدد، وتخصّ جوانب كثيرة، ومما لا شك فيه أن كل فرد تقع على عاتقه مسؤوليات ومهمات من الضروري أن يؤدّيها. ومن المفترض أن تزيد هذه المسؤوليات كلما تقدّم الناس في مراكزهم وليس العكس.
والأصل في المسؤولية أن يكون الإنسان مسؤولاً، إما عن عن ذاته من خلال مراقبة تصرفاته وما يصدر عنه من أقوال أو أفعال، أو أن يكون مسؤولاً عن مجموعة من الأفراد، وتلك هي التي تعرف بالمسؤولية التنظيمية، فرب الأسرة مثلا مسؤول عن أسرته، والمدرس مسؤول عن طلبته في فصله، والمدير مسؤول عن موظفيه، ورئيس الدولة مسؤول عن رعاياها، وهكذا... .
والجانب الأهم في ذلك هو القيام بالمسؤولية على أكمل وجه، وعدم التهرب منها، أو اللجوء إلى وسائل قد يعتقد الإنسان أنها الأجدر في تخليصه من تحمل تبعات المسؤوليات. ونظرة إلى الواقع الذي نعيشه فإننا نلمح تفاوتاً في الأداء والمهمات، فكم منّ شخص يتنصّل من دوره، ويجعل المسؤولية تقع على عاتق غيره، وكم من أناس يتحملون مسؤوليات وأعمال غيرهم، وهناك من يتذمرون، وغيرهم لا يتحرجون.
إن الفرد مسؤول في مجتمعه، والجماعة مسؤولة في مكانها وبلدها، والمسؤول صاحب رسالة لا يتحرج من اتخاذ القرارات المناسبة، وعليه تعقد توقعات كبيرة وآمال، وهو ممثل عن موقعه، ولا يجوز له في أي حال من الأحوال الحديث لمجرد الحديث فقط، فتلك مسؤولية كبرى، وعليه أن يتمتع بحنكة ودبلومساية كبيرة عند إدلائه بأي حديث كان، وكم من أصحاب المسؤوليات الذين يقحمون أنفسهم في العديد من الأمور دون حساب؛ مما يسبب إرباكاً في الدراسات والأبحاث، ولدى الناس، خاصة أن الكثيرين لا يفصلون بين الجانب الشخصي والمسمى الإداري لذلك الشخص.
ولا يعفى الإنسان من مسؤولياته، وهي لا تقتصر على الكتابة، بل تمتد إلى كل ما هو شفوي، فالإنسان مسؤول عن أقواله وأفعاله شفوياً وكتابياً. وليتسنى للمرء أداء مسؤولياته كاملة من الضروري أن تتوافر فيه الشروط كالكفآة والأهلية والخبرات وما شابه ذلك؛ من أجل الإفادة منها في التعامل مع القضايا والمهمات، وكذلك الإشكالات الطارئة التي قد تواجهه في عمله.
وتصبح الظاهرة غير صحيّة في المجتمعات التي يتنافس فيها المتنافسون بصورة كبيرة على تولّي المسؤوليات واحتلالها؛ مما يؤدّي إلى خلل في أدائها، وينتج عن ذلك ما يعرف بنقض المسؤولية وخيانتها، بأشكال وصور متنوعة، مثل الهروب من المسؤولية، أو الاحتجاب عن النظر في مصالح الآخرين، أو استثارة الناس إلى غير ذلك من الوسائل والأساليب الرخيصة التي تشكّل أمراضاً اجتماعية وآفات تصيب بعض المجتمعات.
وأخيراً نخلص إلى أن أداء المسؤوليات من قبل حامليها بصورتها السليمة تتطلب جهوداً ومهارات منظمة يتم التدرّب عليها، ولا يمكن بناؤها وغرسها في الإنسان بصورة عشوائية أو عفوية، وبالتالي فإنها تتطلب منهجاً تربوياً واضحاً ومنظماً، وإجراءات وممارسات وخطوات عملية مرسومة ممن يتولون المهمة؛ لزرعها وتعزيزها في نفس الفرد، كل ذلك من أجل النمو والرقي بالإنسان في كل زمان ومكان.



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- لن تصدق ما قاله للشرطي.. اعتقال مشتبه بعملية قتل مزدوجة على ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام شخص -قصاصا- وتكشف كيف قتل موا ...
- السعودية.. إعدام صومالي بسبب تهريب الحشيش
- نادي الأسير يتهم الاحتلال بتعذيب الأسرى وإذلالهم
- اعتقال رئيس وزراء موريشيوس السابق بتهمة الفساد وغسيل الأموال ...
- وزير الاقتصاد: القطاع الخاص الفلسطيني ركيزة أساسية في تنفيذ ...
- فيديو.. أسرى محررون يروون ثلاثية -التعذيب والتجويع الإذلال- ...
- المغرب.. اعتقال منفذي عملية اختطاف سيدة بطريقة -هوليودية-
- سوريا.. إلقاء القبض على مسئول أمني سابق ارتكب جرائم قتل وتعذ ...
- معاناة الأسرى المفرج عنهم بسبب التعذيب والتنكيل داخل سجون ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهير قاسم - المسؤولية