أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هيثم محسن الجاسم - شهادة قصصية جولة في عالم إبراهيم سبتي القصصي انطلاقا من أخر محطة : القصة القصيرة جدا















المزيد.....

شهادة قصصية جولة في عالم إبراهيم سبتي القصصي انطلاقا من أخر محطة : القصة القصيرة جدا


هيثم محسن الجاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1873 - 2007 / 4 / 2 - 12:15
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الخوض في عالم إبراهيم سبتي يحتاج الى دليل معرفي وثقافة موسوعية تأهله للإبحار في بحر واسع ومتلاطم ربما غير مأمون النجاة منه . كونه متعدد الأجناس المعرفية البينية والأساسية ولذلك اترك الأمر لفحول النقد لخوض الرحلة و تحمل عناء مخاضهاوحصد النتائج. انأ بمعرفتي المحدودة و اشتغالي على جنس القصة وتعددية اهتماماتي الثقافية والمهنية وبالرغم من اشتغالي في مختلف الفنون والآداب والمعارف لكن لااملك المؤهلات التي تسمح بالخوض بثقة كاملة في العالم المتعدد الأجناس لإبراهيم سبتي . وهكذا ساترك عالمه الروائي وعالمه القصصي القصير . واذهب الى جانب ربما لم يتعرف عليه البعض عن كثب ألا وهو القصة القصيرة جدا التي سماها القاص محنة في البداية وترك لنا أن نتعرف على أسباب المحنة ولذلك لابد أن نقرئه ثم نذهب للآخرين ممن مارس أو قرأ القصة القصيرة جدا كفن سهل أو صعب كلا حسب فهمه وإدراكه لكنه القصة القصيرة جدا.

ابتداءا بعد قراءة دراسة محنة القصة القصيرة جدا للقاص إبراهيم سبتي نجد انه شخص ملامح هذا الفن بقوله (إن بعض الدلائل تشير إلى أن هذا الفن بدأ عراقيا في الأربعينيات ـ مقارنة بظهوره عربيا ـ لو استثنينا تجربة القاص اللبناني توفيق يوسف في الأربعينات .) ،عد ذلك بداية لظهور هذا الفن في العراق. وأكد ذلك الناقد باسم عبد الحميد حمودي حيث نشر في الأربعينيات المحامي يؤيل رسام قصصا قصيرة جدا . ثم تلاحقت التجارب كما يقول ابراهيم سبتي في مرحلة الستينات والسبعينات . بعد هذا التقديم التاريخي لهذا الفن القصصي الجديد . ولج في كنه القصة كونها فن معاصر وحديث ومعبر عن وقع الحياة السريع واعترض على اعتقاد البعض بأنها فن سهل بقوله (هي من الفنون الصعبة وعملية التحكم بها لا تقل أهمية وصعوبة عن أبداع أي نص قصصي أخر ) ، و تحتاج تكنيك خاص في الشكل والبناء ومهارة في سبك اللغة واختزال الحدث المحكي والاختصار في حجم الكلمات المعبرة عن الموضوعة المطروحة .ثم عاد في دراسته الى توكيد ان هذا الفن ليس وليد اللحظة بل موجود في تراثنا ولكن بصور وأشكال وتسميات مختلفة ، ذكر منها (في العصر العباسي الثاني ظهرت فنونا شعرية متعددة مثل القوما والدوبيت والكان كان ، وظهرت الموشحات في الأندلس) ، يعتقد القاص إبراهيم سبتي أن لجوء القاص لهذا الفن ليس لأنها اقل كلمات أو اطول من القصة بل (لقيمتها الفنية أولا ومهارة كاتبها ثانيا ) .

ويفسر ذلك ؛ أن القاص المبدع حتى يكون موفقا في أنتاج الضربة النهائية (لابد أن يتعامل بمهارة بطريقة البناء واختزال الحدث والاشتغال على مساحة اقل لا تحتمل المناورة من المفردات التي تؤدي الى المعاني الكبيرة التي تختصر السرد ) .وحتى يعطي للقارئ والمختص فكرة عن كون هذا الفن له امتداد عالمي ليس مقتصرا على ساروت التي سجلت الريادة الحديثة وأظهرت مجموعة جديدة من الكتاب الفرنسيين أمثال بكيت ـ ميشيل بوتور ـ سارويان ـ سولير .. أكد أن القصة القصيرة جدا وجدت في أمريكا اللاتينية من يضيف لها بعدا فنيا يستند على ثقافة عميقة يجب أن يتحلى بها كاتب القصة القصيرة جدا ومن هؤلاء الكتاب بورخس وكالفينو.

ولا ينكر القاص إبراهيم سبتي في دراسته وجود طارئين على القصة على حد قوله ( هذا الفن الجديد ، كتبه الكثير من القصاصين على اختلاف أعمارهم إضافة الى الكتاب الطارئين على القصة الذين حسبوا أنهم وجدوا ضالتهم في القصة القصيرة جدا ..، فقد جاءت كتاباتهم بشكل خواطر فجة أو أخبار أو مقالة قصيرة سطحية عدوها قصصا قصيرة جدا).

أما النقد لقد حمل القاص النقاد مسؤولية عدم أعطاء هذا الفن الاهتمام الذي يستحقه بقوله (كانت بعض المحاولات النقدية تتناول القصة القصيرة جدا وكأنها خارج نطاق التنظير ولم يتسن لهم إعلان موقف حاسم منها ) ، ولكن لم يحبط القاص من صدود النقاد في تأشير ملامح هذا الفن بل ظل يواصل دون استسلام حتى بدا تظهر في الصحف كتابات تدلل على اهتمام (ألب النص القصصي القصير جدا بعض النقاد عليه في حين صفق له نقاد آخرون وباركوه وعدوه وليدا قويا من رحم القصة القصيرة ) ..

من تلك النقطة سأنطلق في عالم القاص المستقر بعد شوطه المتفاني في أثبات أصالة القصة القصيرة جدا وعلاقتها بانفعالات وحاجات الإنسان المعاصر. ولايمكن ان احصي عدد القصص التي كتبها او نشرها القاص لكني سآخذ نماذج منشورة على موقعة الخاص ومواقع الكترونية أخرى بالاضافة لمجموعته القصصية المعنونة ( ماقالته الضواري في حداد الانس ) الصادرة عام 2002 عن اتحاد الكتاب العرب – دمشق .

حتى لااخوض في تفاصيل كل قصة- الفنية والشكلية- سأعطي فكرة عامه كونها مكتوبة بأسلوب واحد معروف لدى القراء والنقاد وهو متشكل من التقنيات التي يعمل عليها القاص وهذا ماجعل منه نموذجا عراقيا لدى الباحثين العرب أمثال المغربي الدكتور جميل حمداوي في بحثه المطول والمعنون بالقصة القصيرة جدا جنس أدبي جديد – باعتبار إبراهيم سبتي من رواد هذا الفن ( القصة القصيرة جدا ) .الى جانب بثينة الناصري وخالد حبيب وهيثم بهنام بردى .

لقد تميزت قصص القاص القصيرة جدا بقصر الحجم واختزال الكلمات الى أقصى حد وغالبا لايتعدى حجمها سطور او الصفحة الواحدة . بسبب التكثيف والتركيز والدقة في اختيار المفردات كذلك تجنب الحشو والاستطرادات في اللغة واستخدام كبير للجمل القصيرة المكتفية بالمعنى وكل ذلك الى جانب التزام المقومات الأساسية – الحدث – الشخصية – الحبكة...و السرد والزمن وفي عدة مظاهر تجنيسية . تارة القصة فنتازية وأخرى واقعية وأحيانا رمزيه موحية تأخذ رموزها من الواقع . ويغلب على تلك النماذج الإيقاع السريع والإيجاز والاختصار لتحضير مخيلة القارئ واستفزازه ليكون حاضرا مع الحدث ومتلقيا لومضات القصة كونها تحتاج للتفسير والتحليل من اجل خلق و بلورة صورة قائمة على الدهشة والتشويق والاغتراب.

ومن تلك النماذج _ الرباع – الكرة – سباق – الطوفان – تسلق – صوت – رصيف – اختفاء – العربة ....



قصة ( تسلق) : حجمها صغير -35 كلمة وحرف _ لاغير ؛ جمل قصيرة – موحية – مكتنزة – مكثفة ، قصة بضمير الغائب يصف صراع انساني شاق في سبيل الارتقاء والوصول للهدف بعد عناء وتعب ثم النزول بارداة واثقة وانتصار. حالة انسانية كبيرة وسرمدية تطبع سلوك كل مخلوق أنساني لتحقيق ذاته بقوته المعنوية أو الجسدية أو كليهما . وبكل هذا الاختزال الكبير استوفت قصة تسلق كل شروطها الأساسية الشكلية والبنائية مما يعطي دلالات واضحة أن هذا الفن متطورا خاصة أذا وضفت أدواته بحذق من قبل قاص مثابر ومدرك لها بوعي و التي باكتمالها وانسجامها يصنع قطعته الإبداعية الكاملة .

تسلق ---( بأنفاس لاهثة – وعرق متصبب – تسلق الحبل المشدود من الأعلى الى الأسفل – ليصل إلى السطح منهكا – يمد لسانه الشاحب – ويلعن أيامه الخوالي . عند النزول استقل السلم الخشبي العالي النازل من السطح – وابتسامة تعلو وجهه المحمر) .





#هيثم_محسن_الجاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - هيثم محسن الجاسم - شهادة قصصية جولة في عالم إبراهيم سبتي القصصي انطلاقا من أخر محطة : القصة القصيرة جدا