أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري والتطرف ..أيهما أنتج الآخر ؟!1














المزيد.....

النظام السوري والتطرف ..أيهما أنتج الآخر ؟!1


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من وجهة نظر سياسية بحته يمكن القول أن التطرف في الموقف السياسي لأي نظام أو حزب أو حركة ينتج حالة من التعصب والإنغلاق حول زيف فكري يتحول تدريجيا ً إلى فوبيا امتلاك صحة الرؤى وأحقية القيادة ويؤدي بالضرورة إلى التخندق في فكر إيديولوجي جامد وفي معظم الحالات يبقى صاحب هذه النظرة أسير هذه الحالة ولايستطيع أن يخرج منها طوعيا ً لأنها تمثل شكل من أشكال التحجر في منظومة فكرية أنتجتها مرحلة محددة وظروف معينة تجاوزتها حركة التطور لعدم قدرتها على ربط المجموع ووتخلفها عن مواكبته ومرافقته لمرحلة أخرى وعليه يمكن القول إن عوامل الفشل والنجاح تكمن بعدا ً أو قربا ً من الواقع المباشر وحركته والتفاعل الصحيح مع معطياته , والتطرف بشكل عام هو متنافر مع النجاح الذي يعتمد أساسا ً على القدرة بالتعامل مع المستجدات والتفاعل مع البرامج المختلفة والأفكار المتنوعة التي بمحصلتها العامة تفرز عوامل النجاح , أي التطرف الذي يعني الرفض ( جبهة الرفض ) والرفض يعني عدم قبول الآخر وهنا نتكلم عن هذا الآخر الذي هو شريك في الوطن وليس آخرا ً آخر ,وهذا هو في أحد أهم وجوهة هي الفردية أي تغييب المشاركة العامة وبالتالي غياب الديموقراطية التي تؤدي بشكل بسيط إلى العزلة والعزلة تعني الإخفاق في التعامل مع العام والمجموع , وفي أحسن حالاتها مراوحة في المكان وجمود في الزمان الذي يزيد الإفتراق مع حركة الأحداث التي تجري بسرعة ولاتنتظر المتطرفين التائهين النائمين في كهوف عصبيات التاريخ .

وفي إعادة النظر إلى مسيرة النظام السوري والكثير من الأنظمة العربية منذ بدايته إلى الآن نرى أنه طغى عليه بشكل كبير صفة التطرف التي دفعته إلى الواجهة حركات وأحزاب وأنظمة حكم عربية في مجملها لاتشذ عن حالة التطرف سواء ً بتعاملها مع الواقع السياسي والإجتماعي المحلي أو الخارجي وانسحبت عليها مقاييسها في تجاوز ماواجهته من تحديات على مستوى الحفاظ على الإستقلال والحرص على السيادة الوطنية وتحرير الأرض أو على مستوى التنمية الإجتماعية والبشرية والإقتصادية أي عجزها من الحفاظ على الدولة الوطنية , وكان وقود قوتها ليس موازين قوى داخلية حقيقية بقدر ماكان السطو واغتصاب وسائل القوة في دولها وهو العسكر لأنها افتقرت للشرعية السياسية والشعبية والدستورية ولاتملك من مقومات القوة الإقتصادية المحركة للواقع الإجتماعي شيء وبالتالي تمسكت بمراكز القوة بيديها وأسنانها وارتهن استمرار وجودها عضويا ً بقدرتها على احتكار هذه القوة الأمر الذي دفعها إلى احتكار السلطة وبالتالي التفرد بالقرار مواكبا ً بشكل مباشر بإلغاء التعددية السياسية ومحاصرة الشعوب في سياساتها, بتعبير آخر بدأت متطرفة عفويا ً وتمرست بالتطرف وأصبحت مع مرور الزمن منهجية أنتجت ثقافة التطرف المغلفة بخطاب إيديولوجي حينا ً ومتناغمة مع ظواهر سياسية وثقافية موضوعية متطرفة هي الأخرى , أي أصبحت منتجة وفيما بعد مسوقة ومصدرة للتطرف بامتياز.

وليس غريبا ً كل هذا الإخفاق في الواقع العربي لأن المرحلة الماضية كانت محكومة بالقوة من أحزاب وقوى سياسية تتميز بنيويا ً بحالة التطرف وتغطيه لفظيا ً بخطاب وطني أجوف حاد ومتطرف هو الآخر تحكمه العلاقة الرعوية مع الشعب والإطاعة العمياء على مبدأ أني الحق والخير كله والآخر هو الباطل والشركله وكمثال حي مباشر وملموس هو حالة النظام السوري وخطابه السياسي سواء ً على مستوى الداخل السوري نفسه حيث الحزب الواحد هو القائد للدولة والمجتمع بقوة القمع والتهميش والتغييب والقتل أحيانا ً أو على مستوى معالجة الأزمات العربية وعلاقاته معها كانت إما محورا ً أي تكبير الحاضنة السياسية للتطرف أو قطيعة وحرب البسوس مع نظام عربي آخر لايتقاطع معه في تطرفه وخطابه الإيديولوجي وفي أحسن الحالات عندما تفرض موازين قوى إقليمية أودولية المهادنة مع هذا النظام العربي أو ذاك كانت تتم على حساب الفائدة المباشرة لتغذية التطرف واستمراره بهذا الشكل أو ذاك .

لكن الغريب هو أن كل هذا الإخفاق والتخلف والإنحطاط والتشويه الثقافي والسياسي والوطني لم يستطع أن يفرز قوى اجتماعية وسياسية وثقافية معتدلة أو مطالبة بالتأسيس لسياسة الإعتدال في الواقع العربي وفي سورية على وجه التحديد لأن النظام السياسي في سورية هو أول بل رمز التطرف والمتطرفين في المنطقة العربية والعالم وبديهي أن نظام يقوم على احتكار الدولة بمعنى أنها وعاء اجتماعي للمجموع قد فككها بل حولها إلى مزرعة لفئة وفي ظل هذا الوضع الشاذ لايمكن أن ينتج النظام الفردي سوى التطرف والكراهية بل والطائفية التي تعتبر هي التطرف الصافي الذي يرفض الآخر كائنا ً من كان , وهذا ما يفسر عصبية النظام السوري وتعميمه ثقافة التطرف على مستوى الشعب والوضع في سورية ومافيه من حكم بالإعدام على هذا الطرف الوطني وحرمان من الحقوق والجنسية لهذا الطرف الوطني أو ذاك باختصار النظام السور ي ألغى الدولة الوطنية وروابطها وفرض محلها التطرف وروابطه وعلاقاته بالقوة وبتهميش الأخر وإن لم يقبل ويشارك في مسيرة التطرف فبالصمت أو بالقتل والسجن والنفي في معظم الأحيان وتعبر عنها بشكل فج وصارخ مقولة " إلى الأبد يا ....أسد " ...



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة القمم العربية في الرياض إلى أين ؟!
- حتى لاتكون خريف القمم العربية
- جبهة الخلاص الوطني في سنتها الأولى
- قمة الرياض وتغميد الجراح
- مؤتمر بغداد ..من ربح ومن خسر
- دمشق وطهران : تنسيق أم تطويق المجابهة ؟!
- بيروت في غياب الشهيد رفيق الحريري ..عامان على الزلزال
- الصفحات البيضاء في سورية من يفتحها؟!
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة (4-4)
- مأساة حماة ...محطة كسر الإرادة الوطنية
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 3
- ذكرى مأساة حماة ...الصفحة السوداء في مسيرة النظام السوري !.
- أزمة التغيير في سورية بين النظام والمعارضة - 2
- أزمة التغيير في سورية
- النظام السوري ..على مفترق طرق الإستراتيجية الأمريكية والإيرا ...
- وأخيرا ً أعلن بشار أسد برنامجه الإصلاحي !
- أين ستكون نهاية الشارع اللبناني ؟
- على ماذا الحوار : السوري الأمريكي ؟!(2)
- خطاب حسن نصرالله
- تقرير : بيكر - هاملتون .. والتدحرج على الفوضى !


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر حسن - النظام السوري والتطرف ..أيهما أنتج الآخر ؟!1